المحتوى الرئيسى

حين يصبح الإنسان مضيفاً زائفاً للديدان الصغيرة!

07/12 16:01

صيف وشمس ومتعة السباحة في البحيرات والأنهار، أمنية لا تضاهيها أمنية بالنسبة لغالبية البشر الذين يحبون قضاء الوقت بين أحضان الطبيعة. لكن هذه الصورة المثالية تنطوي كذلك على مخاطر من نوع آخر، فهناك الكثير من الكائنات التي تتربص بنا في مياه الأنهار والبحيرات، ما يجعل السباحة فيها أحياناً وبالاً على صحتنا. فحين ترتفع درجة حرارة المياه إلى 20 درجة مئوية أو أكثر، تزداد حالات الإصابة بأنواع الطفح الجلدي والانتفاخات التي تتسبب بحكة شديدة وتُسمى بلغة أهل الطب "انتبار" أو "حكة السباحين" كما يقول الألمان.

وبحسب موقع "جيو" العلمي الألماني فإن سببها يعود إلى يرقات مجهرية تُشبه الديدان، تحفر في جلدنا خلال تواجدنا في المياه. وتُسمى هذه اليرقات بـ "السركاريا المذنبة" التي تهاجم السباحين في مياه الأنهار والبحيرات خصوصاً في أوروبا وأمريكا الشمالية.

في الحقيقة فإن هذه الطفيليات تهاجم الطيور المائية فقط، إذ تبدأ الحفر في جلدها للدخول إلى الجسد لوضع بيوضها التي تفرزها الطيور من جديد مع البراز. الطفيليات الوليدة تشرع مباشرة في البحث عن حلزونات المياه العذبة كوسط مضيف من أجل إكمال نموها على مدار شهرين أو ثلاثة أشهر، ومن ثم تتسرب من جديد للثقب في جلود البط وغيره من الطيور المائية، مكملة دورة حياتها.

وفي حين تصبح هذه الديدان المجهرية خطراً قاتلاً على مضيفها الحقيقي، فإنها تبقى غالبا غير ضارة على البشر. فعلى الرغم من تمكنها من اختراق جلدنا، إلا أن جهاز المناعة يقضي عليها فوراً، بيد أنها تترك على الجلد بقعاً حمراء صغيرة تتسبب في الحكة. وفي العادة تبقى هذه البقع واضحة لمدة تتراوح بين عشرة وعشرين يوماً. أما إذا عمد الشخص إلى حكها بشدة، فإنه يزيد إمكانية التهابها، ما يتطلب اللجوء إلى الطبيب فوراً.

من يريد الوقاية من هذه الديدان الطفيلية المزعجة بدون أن يتخلى عن رغبته في السباحة بالبحيرات والأنهار، فيجب أن يتبع القواعد التالية:

الانتباه إلى الإشارات التحذيرية الرسمية قبل السباحة.

تجنب المياه الراكدة بالقرب من ضفة النهر أو تلك المغطاة بالنباتات، فهي أماكن مثالية لتكاثر  السركارياالمذنبة.

من الأفضل السباحة فيالأماكن الأكثر عمقاً أو تلك التي تتغير  مياهها بفعل تيارات النهر.

ضرورة خلع الملابس المبللة بعد السباحة مباشرة وتجفيفها تماماً.

بدأ فصل الصيف في ألمانيا بدرجات حرارة مرتفعة وصلت في برلين إلى 31 درجة وفي كولونيا وساربروكن إلى 36 درجة. يحاول الألمان مقاومة الحرارة بالتوجه إلى المسابح في الهواء الطلق وإلى البحيرات. ويكون الإقبال عليها قياسياً في عطل نهاية الأسبوع والعطل المدرسية.

بما أن الألمان ليسوا معتادين على أشعة الشمس القوية ودرجات الحرارة المرتفعة، ينصح الأطباء في ألمانيا الناس باتخاذ الاحتياطات اللازمة كالبقاء في الظل لتفادي لسعات الشمس والسكتة الدماغية الناتجة عن الحرارة المفرطة.

ينصح الأطباء المسنين بشكل خاص بالحيطة والحذر عندما ترتفع درجات الحرارة. وبسبب عدم شعورهم بالعطش بدرجات أكبر مقارنة بمن هم أصغر سناً، فإنهم لا يشربون كميات كافية من الماء. وخلال موجة الحرارة الشديدة في صيف عام 2003 توفي سبعة آلاف شخص، غالبيتهم من كبار السن.

رغم أن درجات الحرارة لهذا العام لم تصل حتى الآن لما كانت عليه عام 2003، إلا أن الدرجات التي تم تسجيلها مؤخراً ليست بالهينة. ويجب البقاء في الظل أو صب الماء على الجسد كما يفعل الشخصان في الصورة. كما يجب تفادي التعرض لأشعة الشمس القوية بدون كريم واقي من الشمس.

ليس الإنسان وحده المعرض لمخاطر الشمس والحرارة، بل الحيوانات أيضاً. يمكن تفادي تلك المخاطر بحمام بارد كما يفعل هذا الأسد، أو البقاء في الظل.

في حدائق الحيوانات الألمانية يقدم الأكل للحيوانات مجمداً لما تشتد الحرارة. ويقدم الخيار والتفاح المجمد للحيوانات العاشبة والدجاج المجمد للحيوانات اللاحمة كما هو الحال في الصورة.

بدورنا نحن البشر عندما ترتفع درجة الحرارة نحب تناول المثلجات، سواء كان ذلك في أكواب زجاجية أو ورقية أو في البسكويت الخاص بالمثلجات. في العام الماضي تناول الألمان في المتوسط 7.9 لتراً من المثلجات للشخص الواحد.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل