في موريتانيا .. "النساء لا يصوتن للنساء"

في موريتانيا .. "النساء لا يصوتن للنساء"

منذ ما يقرب من 5 سنوات

في موريتانيا .. "النساء لا يصوتن للنساء"

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة\nقد لا تخلو خيمة من خيمات الحملات الانتخابية الخاصة بمرشحي الرئاسة من حضور قوي للنساء الموريتانيات.\nوسواء كن مشاركات في تنظيم تلك الحملات أو ناشطات من أجل حشد الأصوات لمن يؤيدنه من المرشحين أو مجرد ناخبات يرغبن في التعرف على البرامج الانتخابية المختلفة؛ تلعب الموريتانيات دورا سياسيا لا يستهان به في الانتخابات الرئاسية المرتقبة يوم السبت القادم.\nويتنافس في هذه الانتخابات ستة مرشحين؛ هم وزير الدفاع السابق والمرشح عن الحزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم، محمد الشيخ محمد أحمد أحمد الشيخ الغزواني، ورئيس الوزراء الانتقالي السابق المدعوم من حزب "تواصل" الإسلامي المعارض، سيدي محمد ولد بوبكر، والناشط في مجال مكافحة العبودية، بيرام ولد ابداه اعبيدي، ورئيس حزب "اتحاد قوى التقدم" اليساري، محمد ولد مولود، والصحفي، كان حاميدو بابا، والمسؤول في وزارة المالية محمد الأمين المرتجي الوافي.\nوعلى عكس الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت عام 2014 وترشحت فيها امرأة واحدة؛ هي مريم منت مولاي إدريس، لم تترشح أي سيدة في هذه الدورة.\nوكانت امرأة واحدة قد أعلنت عزمها الترشح للسباق الرئاسي، ولكنها لم تستوف شروط الترشح وقررت الانضمام لحملات دعائية لمناصرة أحد المرشحين.\nهابي بنت رباح: "المستعبدة" سابقاً التي تسعى لدخول البرلمان في موريتانيا\nموريتانيا: هل تمكنت الدولة من القضاء على العبودية؟ نقطة حوار\nوتقول المترشحة في انتخابات 2014 مريم بنت مولاي لبي بي سي عربي، إن خبرتها في مجال تنظيم حملات دعائية لمرشحين رئاسيين سابقين هي ما دفعتها لخوض غمار السباق الرئاسي الماضي.\nوتحدثت عن تجربتها قائلة إن "السباق الرئاسي ليس بسيطا ويتطلب امرأة على دراية كاملة بالتحديات المختلفة التي ستواجهها إذا تقلدت هذا المنصب. وذلك لأن المسألة تتعلق بثقة المرأة في نفسها قبل أي شيء آخر" على حد قولها.\nوتضيف مريم التي حصلت على أقل من 1% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية لعام 2014، إن خبرتها في الترشح للرئاسة تشير إلى أن الموريتانيات، على الرغم مما وصفته بحضورهن الطاغي في الحملات الدعائية للمرشحين، يملن أكثر إلى التصويت للمرشحين الرجال في العملية الانتخابية قائلة "النساء لا يصوتن للنساء".\nلماذا لم يُفاجأ الموريتانيون بترشيح وزير الدفاع لرئاسة بلدهم؟\nتحمل القوائم الانتخابية أسماء أكثر من مليون و نصف المليون موريتاني يحق لهم التصويت في الاقتراع الرئاسي.\nويقول محمد يحيى أحمدناه، المتحدث باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، إن نسبة النساء المسجلات في القوائم بلغت ٥٣.١٦٪. ويتوقع أحمدناه مشاركة واسعة للموريتانيات في عملية التصويت نظرا لحجم عدد النساء المسجلات على اللوائح الانتخابية.\nما الذي يميز المرأة في موريتانيا عن مجتمعات عربية أخرى؟\nموريتانيا: هل تم فعلا تحرير العبيد؟\nولم توفر اللجنة الوطنية للانتخابات نسبة مشاركة النساء في الانتخابات الرئاسية عام 2014، ولكن نسبة الناخبات المسجلات على اللوائح الانتخابية في الانتخابات البرلمانية التي جرت في سبتمبر/آيلول 2018 بلغت 52%.\nويقول الناشطون في مجال الدفاع عن حقوق المرأة إن الانتخابات الرئاسية والنيابية التي شهدتها البلاد على مدار السنوات الأخيرة تشير إلى أن الموريتانيات قطعن أشواطا كبيرة في المشاركة في العملية السياسية، غير أن حضورهن لا ينعكس بالضرورة على حجم المناصب العليا التي يتقلدنها في مختلف مؤسسات الدولة.\nوتقول الناشطة الحقوقية، فاطمة بنت محمد المصطفى، إن ما ينقص النساء في موريتانيا هو "تجسيد حضورهن الكمي على اللوائح الانتخابية والحملات الدعائية في مقاعد البرلمان والوظائف السامية في الدولة".\nويبلغ عدد النساء في البرلمان الموريتاني 29 سيدة من أصل 157 عضوا، وهو ما يعني أن التمثيل النسائي في البرلمان يقارب 19%. غير أن الناشطات في مجال حقوق المرأة يرون أنها نسبة لا ترقى لطموحات النسوة الموريتانيات في الانخراط في الشأن السياسي.\nوكان قانون قد تم المصادقة عليه عام 2006 يعرف بـ "قانون الكوتا" قد خصص 20% من مقاعد البرلمان للنساء.\nويقول خبراء اجتماع إن ما يبدو عزوفا نسائيا عن احتلال الصدارة في العملية السياسية ربما يرتبط بالطبيعة المحافظة للمجتمع الموريتاني، بينما يصف الباحث الاجتماعي، الولي سيدي هيبة، المجتمع الموريتاني بالتقليدي الذكوري، الذي تفضل فيه النسوة أن تقف في الصفوف الخلفية في عدة مجالات من بينها السياسة والاقتصاد، على حد تعبيره.\nوأشار إلى أن "المرأة الموريتانية تمارس حرية كبيرة في المشاركة في العملية السياسية ولكنها في الوقت ذاته تلتزم بالضوابط الاجتماعية التي يفرضه عليها المجتمع والثقافة الصحراوية".\nو بينما تفرض هذه الالتزامات الاجتماعية قيودا على الموريتانيات، اللواتي يشكلن ما يقرب من 53% من إجمالي أربعة مليون ونصف المليون نسمة، فإن حجم حضورهن القوي في الحملات الانتخابية الممهدة للاقتراع الرئاسي المنتظر وحجم مشاركتهن في العمليات الانتخابية الماضية يشير إلى أن مشاركتهم قد تؤثر - وبقوة- في تحديد الوجه الجديد الذي سيحكم بلادهن على مدى السنوات الخمس المقبلة.

الخبر من المصدر