"على حطام منزلهم".. إفطار جماعي لأهل غزة وسط الركام.. والمصور: وضع صعب

"على حطام منزلهم".. إفطار جماعي لأهل غزة وسط الركام.. والمصور: وضع صعب

منذ 5 سنوات

"على حطام منزلهم".. إفطار جماعي لأهل غزة وسط الركام.. والمصور: وضع صعب

تجلس كل أسرة في انتظار أذان المغرب، تصطف أمامهم أكواب المياه والعصائر بأنواع مختلفة، وأطباق من طعام شهي أعدته الأمهات والزوجات في ساعات النهار، حتى إذا فرغوا من تناول الإفطار يتجه الشباب والرجال إلى المساجد لصلاة العشاء والتراويح، وتتزاور النساء لتبادل أطباق الحلوى، فيجلسن بالساعات لمتابعة أحداث مسلسل رمضاني أو برنامج يضحكن معه وينسين ما يحدث خارج جدران البيوت من حرب لا تهدأ منذ سنوات.\nالمشهد السابق يصف أجواء ليلة من ليالي شهر الصيام، بين سكان عمارة "أبوقمر" في المنطقة الجنوبية بقطاع غزة قرب متنزه برشلونة، إلا أنّ الأمر اختلفت ملامحه كثيرا في رمضان الحالي، فاجتمعت العائلات والأسر نفسها من جديد لكن على أنقاض منزلهم هذه المرة، الركام من حولهم يمينا ويسارا ورائحة الموت تحيط بهم في كل، تمر أمامهم ذكرياتهم فيتغافلونها متناسين بتجمعهم ليلة قصف من الاحتلال غيرت حياتهم بلا رجعة.\nبعدسته التي يجول بها الشوارع بحثا عن قصة إنسانية أو بطولة حقيقية، تستحق أنّ تنال قدرا من الاهتمام بتسليط الضوء عليها، وثّق المصور محمود عجور ابن مدينة غزة الفلسطينية، تفاصيل الإفطار الجماعي الذي أقيم قبل يومين في أحد شوارع المنطقة الجنوبية بقطاع غزة قرب متنزه برشلونة، والذي اجتمع على مائدته نحو 200 فرد من سكان العمارة التي دمّرها قصف الاحتلال الإسرائيلي في واحدة من غاراته الأخيرة على القطاع، ووصف لـ"الوطن" تفاصيل الصور التي نالت قدرا كبيرا من التعاطف والدعاء لأصحابها من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مؤكدا أنّ المشهد في الحقيقة أصعب بكثير مما يظهر في الصور.\nأطباق من الأرز بالدجاج ومقبلات خفيفة وعصائر، أعدها سكان من الحي في متطوعين لمساعدة أهالي العمارة المتضررة من القصف لإفطارهم في اليوم الثالث عشر من رمضان، كنوع من التخفيف عنهم، وفي وصف المصور صاحب الـ25 عاما، أكد أنّ المائدة التي اصطفت وسط الركام جلس عليها نحو 200 فرد أو أكثر من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، جميعهم يتناول الطعام دون تذوق تكاد أعينهم تفيض من الدمع حزنا على ما أصابهم، تأبى نفوسهم الهزيمة.\nأكوام الحطام الذي جلس حوله الأهالي لم يكن للعمارة السكنية فقط، بل أيضا لمدرسة حكومية للبنات كانت تجاوز المنزل: "القصف ما خلا شي بالشارع"، حسب قول عجور.\n"كل يا ابني كل.. بيعوض الله.. هذا حالنا والحمد لله".. كلمات قليلة موجعة همس بها رجل ثلاثيني في أذن طفله الصغير، يواسيه على مائدة الإفطار، سمعها "عجور" حين اقترب منهم ليلتقط لهم صورة: "الأب كان بيحاول يواسي ابنه والكل حزين بس بيقاوموا"، حسب وصف المصور الفلسطيني.

الخبر من المصدر