ولي العهد السعودي يستهل جولته الاسيوية بتوقيع اتفاقيات بالمليارات مع باكستان

ولي العهد السعودي يستهل جولته الاسيوية بتوقيع اتفاقيات بالمليارات مع باكستان

منذ 5 سنوات

ولي العهد السعودي يستهل جولته الاسيوية بتوقيع اتفاقيات بالمليارات مع باكستان

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الأحد إن المملكة وقعت اتفاقيات استثمار مع باكستان بقيمة 20 مليار دولار خلال زيارته لباكستان حيث تتصاعد حدة التوتر مع الهند المسلحة نوويا.\nواستهل الأمير محمد جولته بجنوب آسيا والصين باستثمارات في باكستان أعلى مما كان متوقعا قائلا إن هذا الرقم لا يمثل سوى بداية لعلاقة اقتصادية ستزيد التقارب بين البلدين الإسلاميين الحليفين بشكل تاريخي.\nوقال الأمير محمد ”إنه ضخم بالنسبة للمرحلة الأولى وسيزيد بالتأكيد كل شهر وكل سنة وسيفيد كلا البلدين.\n”نحن بلد شقيق وصديق لباكستان. سرنا معا في السراء والضراء وسنواصل ذلك“.ولكن زيارة الأمير محمد تواجه خطر أن تؤثر عليها التوترات الباكستانية المتزايدة مع الهند.وكان مفجر انتحاري قد قتل قبل أيام 44 من أفراد قوات الأمن شبه العسكرية في الهند في إقليم كشمير المتنازع عليه. واتهمت نيودلهي باكستان بالضلوع في التفجير وتوعدت بالانتقام لكن إسلام أباد تنفي التورط في الهجوم.\nواستقبلت باكستان التي تعاني من ضائقة مالية وتحتاج لأصدقاء الأمير محمد بحفاوة بالغة تضمنت إرسال طائرات مقاتلة لمرافقة طائرته لدى دخوله المجال الجوي الباكستاني.\nوأقام رئيس الوزراء عمران خان وقائد الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا استقبالا رسميا لولي العهد في مطار عسكري في روالبندي القريبة من العاصمة إسلام أباد وذلك قبل أن يصطحب خان الأمير محمد في سيارة يقودها بنفسه إلى العاصمة إسلام أباد.\nوقال خان أثناء جلوسه بجوار الأمير محمد إن ”السعودية كانت دائما صديقا وقت الحاجة وهذا هو سبب تقديرنا لها بشكل كبير.\n”أود أن أشكرك على الطريقة التي ساعدتنا بها عندما كنا في وضع صعب“.\nوفي الشهور الأخيرة ساندت السعودية الاقتصاد الباكستاني بتدعيم الاحتياطيات الأجنبية المتناقصة بسرعة بقرض قيمته ستة مليارات دولار الأمر الذي أتاح لإسلام أباد فرصة لالتقاط الأنفاس في مفاوضاتها على خطة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي.\nوأظهرت إسلام أباد امتنانها بالتعامل مع زيارة الأمير محمد باعتبارها أكبر زيارة دولة منذ زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ في 2015 في أعقاب إعلان بكين خططا لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات في البنية التحتية في باكستان في إطار مبادرة الحزام والطريق العالمية الصينية.\nويُنظر إلى هذه الجولة على أنها محاولة من ولي العهد لتحسين صورته في الخارج بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي حسبما يقول محللون. وألقى كثيرون في الغرب بمسؤولية القتل على الأمير محمد مما تسبب في أكبر أزمة سياسية تواجهها المملكة في عقود. ونفى الأمير محمد ضلوعه في ذلك.\nوقال مسؤولون في ماليزيا وإندونيسيا إن الأمير محمد كان يعتزم أيضا زيارة الدولتين خلال جولته الآسيوية لكن الزيارتين أجلتا.\nوركزت معظم الاتفاقيات التي وقعت في باكستان على مشروعات الطاقة ومن بينها مصفاة ومجمع للبتروكيماويات يتكلفان عشرة مليارات دولار في مدينة جوادر حيث تشيد الصين ميناء. وقال خان إن مذكرات تفاهم وقعت أيضا لاستثمارات في مجالي المعادن والزراعة.\nوتمثل الزيارة تعميقا للعلاقات بين البلدين الحليفين اللذين تركزت علاقاتهما سابقا على دعم السعودية للاقتصاد الباكستاني في فترات الشدة مقابل دعم الجيش الباكستاني القوي للسعودية والأسرة الحاكمة.\nوبفضل ولاية الأسرة الحاكمة في السعودية على أهم الأماكن المقدسة في الإسلام فإن لها نفوذا دينيا واسعا في باكستان التي يمثل المسلمون أغلبية بين سكانها البالغ عددهم 208 ملايين نسمة.\nوقال مشرف زيدي الزميل الباحث في مركز تبادلاب الباكستاني المتخصص في دراسات السياسات العامة العالمية والمحلية ”ما يحدث في هذه العلاقة هو تجديد لالتزام باكستان بالمساعدة في حماية الأسرة الحاكمة والنظام القائم في السعودية.\n”وفي الجانب الآخر هناك تطمين بأن السعودية لن تواصل فحسب العمل كصديق استراتيجي يساعد في دعم الوضع المالي في باكستان عند الضرورة بل ستصبح مشاركة في الاستثمار على نطاق أوسع في باكستان“.\nوقالت مصادر حكومية باكستانية ومصادر في حركة طالبان إنه كان من المقرر أيضا أن يجتمع الأمير محمد مع ممثلين للحركة الأفغانية لبحث مفاوضات السلام الرامية لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة في أفغانستان منذ 17 عاما.\nلكن هذا أصبح غير مرجح بعد أن أعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إلغاء الاجتماعات التي كانت تعتزم الحركة عقدها مع خان ومسؤولين أمريكيين في إسلام أباد.

الخبر من المصدر