منال سمعان: أرفض لقب 'خليفة فيروز'.. الحرب دمّرت سوريا.. وبلدي الجريح سيعود مجددًا (حوار)

منال سمعان: أرفض لقب 'خليفة فيروز'.. الحرب دمّرت سوريا.. وبلدي الجريح سيعود مجددًا (حوار)

منذ 5 سنوات

منال سمعان: أرفض لقب 'خليفة فيروز'.. الحرب دمّرت سوريا.. وبلدي الجريح سيعود مجددًا (حوار)

قالت المطربة السورية منال سمعان إن الحرب فى سوريا دمّرت الحجر والبشر، وأن بلادها، الآن، منهكة للغاية بعد ويلات الحرب التي شهدتها.\nوأضافت المطربة السورية، في حوارها مع "الدستور" أنها ترفض لقب خليفة فيروز، لافتة إلى أن وديع الصافي هو الذي شجّعها على الدراسة منذ أول مقابلة في 1999، مؤكدة أن العمل مع زياد الرّحباني أضاف لها الكثير وعلمّها كيفية قراءة الأصوات في الغناء، وإلى نص الحوار:\n◘ تركت منال سمعان موطنها وهاجرت إلى السويد.. ترى ما هي الأسباب وراء قرارك بالرحيل؟\nالسبب الرئيسي لمغادرة بلدي إلى سويسرا هو أن زوجي كان قد حصل على منحة دراسية للدراسة بكلية إدارة الأعمال في لوزان وبعد حصوله على رسالة الماجستير ارتبط بعمل هناك وقرّرنا البقاء في جنيف، إضافة إلى ظروف الحرب التي شهدتها سوريا.\n◘ هل يمكنكِ إقامة حفل فني في بلد المهجر وأنتِ بعيدة عن وطنك الجريح؟\nالسؤال الأهم هو: هل يمكننا نحن السوريين إحياء حفل في البلاد العربية؟ الجواب بالطبع هو لا مع القليل من الاستثناءات لكي لا نقع في فخ التعميم، بسبب رفض هذه البلاد منح التأشيرات للسوريين بشكل عام، ونحن كموسيقيين من هذا الشعب حيث إنه من السهل الحصول على تأشيرة لدولة أوروبية لأسباب ثقافية منها من الدول العربية، وهذا أمر محزن جدًا لا سيّما أن جمهورنا في البلاد العربية أكثر منه في أي بلد آخر.\nأمّا عن إمكانية إقامة حفل في دمشق، فأنا أتمنى إقامة حفلات وليس حفل على أراضي سوريا فهي تجمع الكثيرين وهذه الإمكانية موجودة ويمكن العمل عليها.\n◘ كيف ترى منال سمعان سوريا، الآن، بعد سنوات الحرب؟\nالحرب في أي مكان وأي زمان لا تخلف سوى الدمار، وسوريا بعد هذه السنوات من الصراع والدماء هي منهكة اليوم، فالحرب دمّرت الحجر والبشر، فللأسف خسرنا الكثير ابتداءً من البنية التحتية إلى العلاقات الاجتماعية بين السوريين وهي أكبر خسارة لسوريا، ونلاحظ تفسّخ النسيج الاجتماعي في سوريا الحبيبة لكن وفي نفس الوقت أثق بقدارت أهلي في الوطن الجريح الذي كان دائمًا يعاني صراعات إقليمية ودولية بحكم الموقع الجيوسياسي وفي كل مرة كان الشعب يسجل خطوة إلى الأمام.\n◘ ما هي إضافة زياد الرحباني إلى شخصية مطربة سوريا منال سمعان؟\nللحق، لا بدّ من القول إن التوليفة النادرة جدًا التي يمتلكها زياد الرحباني إضافة في حد ذاتها لمَن يتعامل بشكل وثيق معه، توليفة يتناغم فيها الحِس والذائقة الفنية العالية والموهبة والعلم العائلي والأكاديمي، تلك التوليفة التي من الصعب تفكيكها عندما نستمع لأعماله، ترى النور من خلال العمل، نشعر بتلقائيتها وببساطتها، لكن خلفها يقف كل ما ذكرت.\n◘ "منال سمعان" خليفة السيدة فيروز.. تعليقك على هذا التوصيف من جمهورك؟\nما من خلافة في الفن، هناك أيقونات ومنارات ومسارات حفرت في الفن والكل يهتدي بها، ويضع لمسته الخاصة، لا أحب تعبير "خليفة السيدة فيروز"، لكن أتشرّف عندما يقترن اسمي باسم "نهاد حداد".\n◘ لكل خطوة بداية.. ترى مَن هو الشخص الذي كان وراء اختيارك للغناء؟\nمحبتي وشغفي للموسيقى هو ما دفعني إلى الغناء، بالتأكيد كان الدعم الأول من أهلي وأصدقائي ولقائي الأول بوديع الصافي في 1999 الذي شجّعني على إكمال دراستي في المعهد العالي للموسيقى في دمشق.\n◘ بالطبع هناك صعوبات يتلقاها المرء في مشواره نحو النجاح.. برأيك هل واجهتِ هذه المعوقات؟\nفي الواقع هناك العديد من الصعوبات منها الصعوبات التمويلية والتنقل وعدم وجود موسيقيين شرقيين في المحيط الذي أعيش فيه، العالم اليوم يعيش عصر المنتج التجاري والموسيقى الإيقاعية وهي الوحيدة التي تجلب التمويل، إضافة إلى صعوبات التنقل لا سيّما بعد الحرب في سوريا فقد أصبح من الصعب الحصول على تأشيرة لأي بلد وبالتالي قيّدت حرية التنقل.\n◘ ماذا عن طموحك في الفن وأحلامك؟\nهي طموحات تكمن صعوبتها في بساطتها يأتي في رأس القائمة تجسيد أسلوب خاص فاعل يدغدغ تفكير المستمع، ويرتقي بالذوق الفني، ويترك أثرًا إيجابيًا في النفس من خلال محاكاته للروح الأحلام كثيرة أكثرها حضورًا هو أن تستعيد سوريا عافيتها، وعلى الصعيد الشخصي أن يكون لي مكانٌ في صباحاتِ بلادي وأمسياتها المُقمرة، وأن يستمتع بالموسيقا والغناء حتى أولئك الذين لا يفهمون لغة الكلمات المُغناة.\n◘ أخيرًا.. ماهي الرسالة التي تود منال توجيهها إلى بلدها الجريح؟\nتعلمت في بلاد المغترب أن الإنسان هو أهم شي في تكوين المجتمع، وبالتالي يجب التفكير بمستقبل مبني على الإنسان ولا شي سواه، رسالتي تتلخص في الدعوة للتخطيط سويًا لمستقبل مبني على الرؤية المشتركة لا على أسس أثنية أو عقائدية أو سياسية، وبناء علاقات مع الجميع على أساس المصلحة المشتركة لمستقبل أفضل لأبنائنا في وطنهم أو في أي مكان بالعالم.

الخبر من المصدر