"حرب كرموز" فكرنا لما كُنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة

"حرب كرموز" فكرنا لما كُنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة

منذ ما يقرب من 6 سنوات

"حرب كرموز" فكرنا لما كُنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة

لماذ يقف فيلم حرب كرموز في مقدمة أفلام العيد، محققاً أعلى الإيرادات؟ رغم أن بطله أمير كرارة كان يقابل جمهوره يومياً ولمدة ثلاثين يوما، من خلال مسلسل كلبش 2 الذي تم عرضه في رمضان؟ الإجابة تكمن في التفاصيل، بعضها يمكن استيعابه والبعض الآخر من النفحات الإلهية التي يخص بها الله بعض الفنانين فيتألق نجمهم ويحظون بتأييد الجماهير، طالما كانت لديهم الموهبة والذكاء في فك شفرة ذائقة المتفرج وتطوير الأداء من حين لآخر، وفي الحقيقة أن نجاح "حرب كرموز" له أكثر من سبب، أهمها يخص المخرج وكاتب السيناريو بيتر ميمي، الذي قفز قفزات واضحة خلال أقل من ثلاثه أعوام، ولا يهم هنا تأثره بالسينما الأمريكية، فكل مخرج في العالم لابد وأن يكون قد تأثر بمن قبله، والمهم أن ينجح بعد فترة في أن يخلق لنفسه شخصية فنية مؤثرة، بيتر ميمي من هواة أفلام الحركة "الأكشن" ويعتمد على تيمات مضمونة، ويشتغل عليها بعناية، ويختار فريق عمل مناسب بعضه يحقق درجه كبيرة من التحدي، وجود أمير كرارة سبب منطقي آخر لنجاح حرب كرموز، وذلك بعد خفوت شعبيه السقا وكريم وأحمد عز في أفلام الأكشن، ولم يبق على الساحة إلا أفلام محمد رمضان الذي صنع فجوة بينه وبين جمهوره بتصرفاته الاستفزازية، المهم أن الطريق أصبح مُعداً ومُهيئاً لنجاح كرارة، كنموذج جديد لسينما البطل الشعبي، ولانستبعد ثراء الإنتاج النسبي من أسباب النجاح.\nأفلام الويسترن الأمريكي قدمت عشرات الحكايات عن الكاوبوي الذي يتحدى عصابة من الأقوياء ويلتف حوله من يرفضون الظلم، ويحدث صدام مسلح بين الطرفين ويتطاير الرصاص في سماء المدينة ويسقط القتلى ويتحقق العدل، ويختفي الكاوبوي أو يذهب من حيث أتى دون أن يتمتع بكونه بطلاً المهم إنه يحقق العدالة وينتصر للضعفاء ثم يختفي.\nيعتمد حرب كرموز على معادلات درامية مقبولة ومتوقعة، كأن يقوم اللص المحترف عصفورة"مصطفى خاطر" بتصرف بطولي ويعرض نفسه للموت من أجل حماية القسم ومن فيه، العاهرة المحترفة تحاول إثبات إنها إنسانة ولها موقف من الحياة عندما تواتيها الفرصة ،الضابط المصري "فتحي عبدالوهاب" يتصرف بما يمليه عليه ضميره الوطني رغم احتمالات تعرضه لعقوبة الإعدام ، ومثل ما جاء في نظرية "جريفيث السينمائية" وهى الإنقاذ في اللحظات الأخيرة تنتهى أحداث "حرب كرموز".\nحرب كرموز فيلم حركة جيد الصنع ،من عناصر جودته الفنية سيناريو منضبط إلى درجة كبيرة،يضم مناطق توتر وإنقلابات درامية ومفاجآت محسوبة النتائج وقصص بطوله منطقية بلا مبالغات بالإضافة إلى حركة الكاميرا والمونتاج، واستخدام الموسيقى لتصعيد حدة التوتر، وكان لوجود محمود حميدة أثره الإيجابي في كل مشهد يظهر فيه حتى لو كان صامتاً، مصطفى خاطر يكسب أرضا مع كل عمل يشارك فيه، وقد نجح في تقديم شخصية اللص الشريف الذي يمكن أن يعرض نفسه للقتل في سبيل قضية يؤمن بها، ولكن عليه مراقبة حجمه لأنه قابل للزيادة بشكل ملحوظ، مشاركة مميزة جدا من فتحي عبدالوهاب وبيومي فؤاد وأحمد السقا، محمد على رزق، ومحمد عز أداء جيد بلا مزايدة ولا افتعال، وجه فؤاد شرف الدين المتجهم الخال من التعبيرات اختيار جيد من المخرج لتقديم الجنرال الإنجليزي، الأدوار النسائية هزيلة للغاية لم تزد عن الصراخ والانفعال الزائد عمال على بطال، في فيلم هروب اضطرارى كان وجه أمير كرارة يتصدر جانب من الأفيش ويحتل مساحة معقولة من الأحداث، ومع حرب كرموز يحتل وجهه الأفيش كاملا مع الخواجة سكوت إدكنز الذي لم يكن لوجوده أى إضافة أو قيمة في الحدث، وأعتقد أن الفيلم إضافة لشعبية كرارة يحتاج أن يدعمها ويثقلها بأدوار متنوعة بعيدة عن مواصفات شجيع السيما لإنها أدوار تحقق شهرة ونجاحاً ممكن أن ينطفىء في زمن قياسي.

الخبر من المصدر