ألمانيا- تراجع عدد طلبات اللجوء مقارنة مع العام الماضي

ألمانيا- تراجع عدد طلبات اللجوء مقارنة مع العام الماضي

منذ ما يقرب من 6 سنوات

ألمانيا- تراجع عدد طلبات اللجوء مقارنة مع العام الماضي

تلقت سلطات الهجرة في المانيا في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 78 ألف طلب لجوء، حسب إحصائية جديدة لوزارة الداخلية الاتحادية نشرتها صحيفة "باساور نوين برسه" اليوم السبت (16 حزيران/يونيو 2018). وحسب الصحيفة، فإن الفترة نفسها من العام الماضي 2017 قد شهدت تقديم أكثر من 90000 طلب لجوء.\nوتشير الإحصائية الجديدة لوزارة الداخلية الاتحادية إلى ان ألمانيا استقبلت أكثر من 18 ألف طالب لجوء ظهرت بصمات أصابعهم في المركز الأوروبي لحفظ البصمات "أيوروداك"، ما يعني أنه كان عليهم البقاء في البلد الأوروبي الذي تقدموا فيه بطلب اللجوء وانتظار البت فيه، حسب إجراءات اتفاقية دبلن. ولو كان بإمكان وزير الداخلية هورست زيهوفر تطبيق إجراءاته المثيرة للجدل والتي تقضي بمنع دخول لاجئين إلى ألمانيا ممن تقدموا بطلب لجوء في بلد أوروبي آخر، كان سيتم رفض طلبات هؤلاء على الحدود بشكل مباشر، وكان عدد طلبات اللجوء في ألمانيا منذ مطلع العام الجداري سينخفض بنسبة الخمس، حسب الصحيفة البافارية.\nبعد الفضائح التي حدثت تحت رئاستها في مكتب بريمن، أقال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر رئيسة المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين يوتا كورت. (15.06.2018)\nتعدى الخلاف بين أنغيلا ميركل وحليفها في الحزب الحاكم قضية سياسة اللجوء والهجرة إلى توتر العلاقة بين الحزبين الشقيقين وتحدي سلطة المستشارة. فهل بات مستقبل ميركل السياسي على المحك؟ (15.06.2018)\nوقالت مصادر في وزارة الداخلية للصحيفة إن المانيا تقدمت بطلبات بلغ عددها 65 ألف طلب إلى دول أوروبية تخص قبول عودة لاجئين إليها قدموا فيها طلب لجوء قبل وصولهم إلى المانيا. وأضافت الصحيفة أن 41 ألف طالب لجوء ثبت لديهم وجود بصمات أصابعهم في المركز الأوروبي لحفظ البصمات "أويروداك". في المقابل، وحسب نفس المصادر، فقد قبلت المانيا عودة 9 آلاف طالب لجوء من دول أوروبية أخرى، سبق وأن قدموا طلبات لجوء فيها.\nمن جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الكاثوليكية عن الشرطة الاتحادية قولها إنها وثقت 14.731 حالة دخول البلاد بشكل غير قانوني، بينها 3.900 حالة تم فيها رفض طلب اللاجئين دخول ألمانيا. وحسب المصادر، فإن ذلك كان ممكنا في المناطق التي جرت فيها عمليات مراقبة الحدود وتدقيق هويات المسافرين إلى البلاد.\nإرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin\nعلى صعيد آخر، حذرت الباحثة النفسانية لويزه بابيل من تنفيذ خطط وزير الداخلية هورست زيهوفر الخاصة بإنشاء "مراكز إرساء" للاجئين الوافدين. وقالت الباحثة الأكاديمية في جامعة دريسدن إن المراكز المذكورة ومن منظار العلاج النفساني، طريق خاطئ للتعامل مع اللاجئين الذين يعانون من صدمات نفسية.\nيذكر أن حكومة ولاية سكسونيا التي تكون دريسدن عاصمة لها تسعى بالتناغم مع خطط وزير الداخلية زيهوفر إلى تجويل نزل اللاجئين فيها إلى "مراكز إرساء" وهي مراكز تستقبل اللاجئين منذ وصولهم إلى الأراضي الألمانية مرورا بتقديم طلبات اللجوء وانتظار البت فيها وحتى مرحلة ترحيلهم في حال تم رفض طلبات اللجوء.\nوقالت الباحثة النفسانية بابيل إن المقيمين في المراكز يبقون لفترة طويلة تحت ضغط التوتر الذي يعانون منه وهو طبيعيا يكون في حالة ارتفاع مستمر، لأنه لا توجد إمكانية الخلو بالنفس وتأمل الوضع الذاتي بعيدا عن أنظار وضجيج الآخرين. وهذا ينطبق بشكل خاص على كل اللاجئين الذين عاشوا حالات التعذيب أو الملاحقة أو التهديد بالموت في بلدانهم أو مناطق إقامتهم، حسب تعبير بابيل.\nبحضور المستشارة ميركل ووزير الخارجية التركي، أحيت ألمانيا الذكرى 25 لاعتداء زولينغن الرهيب الذي راح ضحيته خمسة أشخاص من عائلة ذات أصول تركية وهم امرأتان وثلاث فتيات. ففي 29 من مايو/ أيار أضرم أربعة شبان النيران في منزل العائلة. وتبين فيما بعد أنهم على صلة باليمين المتطرف.\nوتمّ تشييد نصب تذكاري في مكان الاعتداء كتبت عليه أسماء الضحايا. وبمنسبة الذكرى الـ25، اعتبر رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت الاعتداء بأنه الأسوأ في تاريخ المدينة منذ الحرب العالمية الثانية كما حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من خطر اليمين المتطرف في البلاد، مشددا أن "واجب الابقاء على ذكرى الضحايا (زولينغن) مسؤوليتنا جميعا".\nفي نهاية عام 1999 طارد عدد من الشبان المتطرفين أفارقة داخل مركز مدينة غوبين بولاية برادنبورغ بشرق البلاد. وأسفر ذلك عن مقتل شاب جزائري.\nفي شارع كويبشتراسه بكولونيا (كولن)، الذي يسكنه عدد كبير من الأتراك، انفجرت قنبلة مسامير شديدة الانفجار أصابت 22 شخصا إصابات خطيرة. واستبعدت التحقيقات التي استمرت أزيد من عشر سنوات، في بادئ الأمر خلفيات عنصرية وراء الاعتداء ليتضح فيما بعد أن خلية "إن إس يو NSU" اليمينية المتطرفة هي من نفذته.\nكانت هذه الخلية تضم ثلاثة عناصر نفذوا إلى جانب اعتداء كولونيا اعتداءات أخرى في ألمانيا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص (أتراك ويونانيين) إضافة إلى شرطي ألماني. ومنذ خمس سنوات تتواصل جلسات محاكمة "بيآته تشيبه" العنصر الوحيد المتبقي على قيد الحياة ضمن المجموعة المتطرفة، غير أن الأخيرة تلوذ الصمت ولم تدل بأي معلومات حول عمل الخلية.\nفي فبراير من 2015، قام موظف من مكتب الضرائب بإضرام النيران في منزل كان من المفترض أن يصبح منزلا لعائلة عراقية في مدينة إيشبورغ. وفي ذات السنة دخلت أمواج كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، ورافق ذلك مجموعة من الاعتداءات على منازل وملاجئ للاجئين. في هذا العام وحده سجلت الشرطة أكثر من 1000 اعتداء بدواعي الكراهية ما بين إحراق واعتداءات جسدية وبمواد متفجرة. وللمقارنة سجل في العام الذي سبقه 200 اعتداء.\nبين شهري تموز/ يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، ظهرت خلية "فرايتال" التي ضمت ثمانية عناصر، نفذوا خمسة هجمات بعبوات متفجرة على نزل للاجئين ومعارضين سياسين لهم في مدينتي فرايتال ودريسدن. محكمة دريسدن صنفت الخلية على أنها إرهابية وأصدرت أحكاما تراحت ما بين 10 و11 عاما سجنا على أعضائها.\nمدن كبامبارغ وغيرها، تحولت إلى مسرح لحلقات جديدة من سلسلة الاعتداءات ضد الأجانب. في عام 2017 سجل نحو 2200 اعتداء من هذا القبيل، وفق بيانات الشرطة غير أن منظمات حقوقية تشدد أن العدد أكبر بكثير من المعلن عنه.\nفي موازاة ذلك ومع موجة اللاجئين التي دخلت ألمانيا، ظهرت حركات اعتبرت نفسها أنها "تدافع" عن قيم المجتمع، فخرجت تظاهرات كل أسبوع في عدد من المدن خاصة شرق البلاد نظمتها حركات كـ"بيغيدا" وغيرها تنادي بـ "حماية البلاد من الأسلمة"، كما اتهمت هذه الحركات المستشارة ميركل بـ "خيانة" البلاد.\nانبثق هذا الحزب عن حركة مناهضة لسياسية ميركل وأوروبا عموما لانقاذ اليورو واليونان المتخبط في أزمة الديون السيادية، إلا أن "البديل" سريعا ما وجد في موضوع اللاجئين ضالته لحشد الأصوات. ويتهم بأنه يذكي خطاب الكراهية والعنصرية ضد الأجانب، لكنه أيضا استطاع أن يصبح أقوى قوة معارضة في البوندستاغ إثر فوزه في الانتخابات الأخيرة بـ12,6 بالمائة من أصوات الناخبين.\nفي 27 من الشهر الجاري (أيار/ مايو 2018) نظم الحزب في برلين مظاهرة تطالب بتشديد سياسة اللجوء. وكان حزب البديل يأمل في مشاركة عشرات الآلاف، لكنه لم يحصل سوى على خمسة آلاف فقط. في حين شارك نحو 25 ألف شخص في المظاهرة الموازية والتي خرجت ضد هذا الحزب الشعبوي وأفكاره.\nوكثيرة هي المظاهرات التي خرجت في السنوات الأخيرة ترفض وبوضوح الأفكار اليمينية المتطرفة وتدعم أسس الانفتاح داخل المجتمع. والصورة توثق لأكبر مظاهرة مناهضة للتطرف أقيمت في مدينة دريسدن التي اقترن اسمها مؤخرا باليمين المتطرف والشعبوي. وشارك في هذه المظاهرة المغني الشهير "كامبينو" إضافة إلى نجوم آخرين من عالم الفن والغناء.\nالكنيسة سواء الكاتوليكية أو الإنجيلية تبرأت من هذه الحركات واعتبرت أن الأفكار التي تروج لها "بيغيدا" وغيرها تحت ذريعة الحفاظ على الأسس الدينية للدولة، لا علاقة لها إطلاقا بالدين المسيحي الذي يدعو إلى التسامح. وازداد عدد الحالات التي قدمت فيها الكنيسية اللجوء الكنسي إلى لاجئين.

الخبر من المصدر