التحالف يواصل قصف مدينة الحديدة اليمنية والمدنيون يفرون

التحالف يواصل قصف مدينة الحديدة اليمنية والمدنيون يفرون

منذ ما يقرب من 6 سنوات

التحالف يواصل قصف مدينة الحديدة اليمنية والمدنيون يفرون

واصلت طائرات وسفن التحالف الذي تقوده السعودية يوم الخميس قصف مواقع الحوثيين في الحديدة باليمن لليوم الثاني على التوالي، سعيا للسيطرة على الميناء الرئيسي في اليمن في أكبر معركة في الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.\nوقال اثنان من السكان اتصلت بهما رويترز إن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي توجه ضربات مكثفة لشريط ساحلي قرب مطار المدينة.\nوتواجه الأمم المتحدة صعوبات في محاولاتها تجنب تعطيل العمل بالميناء شريان الحياة الذي تصل عن طريقه المساعدات الغذائية للدولة التي يواجه 8.4 مليون من سكانها خطر مجاعة وشيكة قد تصبح الأسوأ التي يشهدها العالم منذ أجيال.\nوقال سكان ومسؤولون في الجيش اليمني الذي يحارب الحوثيين إن التحالف ضرب أيضا الطريق الرئيسي الذي يربط الحديدة بالعاصمة صنعاء في الشمال لمنع وصول أي تعزيزات للحوثيين.\nويسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة وأغلب المناطق المأهولة باليمن. ويقاتل التحالف منذ عام 2015 للإطاحة بهم وإعادة الحكومة المدعومة من السعودية للسلطة ووقف ما يراه بسطا للنفوذ الإيراني.\nوقالت أمينة (22 عاما)، وهي طالبة جامعية تعيش قرب الميناء، لرويترز بالهاتف ”الناس قلقون وخائفون من الحرب، أصوات البوارج مرعبة وتحليق الطيران طول الوقت“.\nوأضافت ”الناس تهرب من المدينة إلى الأرياف لكن الذين ليس لهم أقارب وليس لديهم مال لا يستطيعون الهروب“.\nوإذا سيطر التحالف على الحديدة، الميناء الوحيد في يد الحوثيين، فسيمنحه ذلك اليد العليا في الحرب التي لم يحرز أي طرف تقدما يذكر فيها منذ سنوات.\nوبعيدا عن الأضواء تساند دول غربية التحالف العربي، لكن التهديد بوقوع كارثة إنسانية على نطاق تاريخي قد يهز هذا الدعم.\nوتقول الأمم المتحدة إن 22 مليون يمني يحتاجون لمساعدات إنسانية. وعدد المهددين بالمجاعة يمكن أن يزيد لمثليه ليبلغ أكثر من 18 مليونا بحلول نهاية العام ما لم يتحسن الوضع.\nوقالت الأمم المتحدة إنها ستستمر في تقديم المساعدات.\nوقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إنه بالرغم من القتال ”نحن هناك ونسلم مساعدات. لن نغادر الحديدة“.\nوقالت الدول العربية المشاركة في التحالف إن لديها خططا للحيلولة دون تسبب المعركة في كارثة إنسانية. وتحظر هذه الدول منذ فترة طويلة وصول الواردات إلى الحديدة لمنع ما تقول إنه تهريب صواريخ من إيران للحوثيين وتقول إن بإمكانها تحسين إمدادات الغذاء بسرعة عندما تسيطر على الميناء.\nوقال علي الأحمد السفير الإماراتي لدى ألمانيا لرويترز إن 60 ألف طن من المساعدات الإنسانية جاهزة على السفن والشاحنات للتحرك إلى المنطقة فور توقف القتال. وقال إن قوات التحالف تحتاج 72 ساعة لتطهير الألغام من ميناء الحديدة ومطارها بعد السيطرة على المدينة.\nوأضاف أن من المهم للغاية لمصداقية التحالف ضمان أن يحصل المحتاجون على احتياجاتهم.\nوتخوض السعودية وإيران حروبا بالوكالة في عدة دول من بينها سوريا والعراق. وينفي الحوثيون أن طهران تحركهم، ويقولون إنهم استولوا على السلطة في ثورة شعبية وإنهم يدافعون عن اليمن من غزو جيرانه.\nمن المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا مغلقا يوم الخميس، بناء على طلب من بريطانيا، لبحث الهجوم. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث إن المنظمة الدولية تتحدث مع الجانبين لتخفيف حدة التوتر.\nوحمل الزعيم الحوثي محمد علي الحوثي الغرب مسؤولية الهجوم.\nوقال إن البريطانيين أبلغوهم قبل أسبوع بأن الإماراتيين والسعوديين أكدوا لهم أنهم لن يشنوا هجوما على الحديدة بدون موافقتهم ومساعدتهم.\nوحذر بيان للحوثيين السفن التجارية في البحر الأحمر، أحد أهم مسارات التجارة العالمية، وحثها على البقاء على مسافة 20 ميلا من سفن التحالف لتجنب تعرضها لهجوم محتمل.\nوقال البيان ”إن العدو بفتحه معركة الحديدة يكون قد رفع من منسوب الخطر في البحر الأحمر وعليه أن يتحمل عواقب ما فعل، ونحن لن نظل مكتوفي الأيدي أمام أخطر هجوم أجنبي يتهدد الملايين من أبناء شعبنا اليمني المظلوم“.\nوقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الأربعاء إن الحكومة البريطانية تجري اتصالات منتظمة مع التحالف لضمان التزام عملياته بالقانون الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين.\nوقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي إن عملية ”النصر الذهبي“ التي يشنها التحالف تهدف إلى السيطرة على المطار والميناء لكن قوات التحالف ستتجنب دخول المدينة.\nوقال مسؤول عسكري يمني إن التحالف، المؤلف من قوة قوامها 21 ألف جندي تشمل قوات إماراتية وسودانية بالإضافة إلى يمنيين ينتمون لفصائل مختلفة، يعمل على إزالة الألغام من الشريط الساحلي جنوبي الحديدة وتمشيط المنطقة الريفية بحثا عن مقاتلي الحوثيين.

الخبر من المصدر