استطلاع: غالبية الألمان مع إبعاد طالبي اللجوء القادمين من دول ثالثة آمنة

استطلاع: غالبية الألمان مع إبعاد طالبي اللجوء القادمين من دول ثالثة آمنة

منذ ما يقرب من 6 سنوات

استطلاع: غالبية الألمان مع إبعاد طالبي اللجوء القادمين من دول ثالثة آمنة

أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه معهد "إيمند" شمل عينة من 505 شخصا ونشرت نتائجه اليوم (الأحد العاشر من يونيو/ حزيران 2018) أن ما لا يقل عن 54% من الألمان يوافقون على إعادة طالبي اللجوء القادمين من دول ثالثة آمنة إلى هذه الدول، فيما رفض 34% عملية الإبعاد بواسطة الشرطة الاتحادية.\nكما عبر 49% من المستطلعة آرائهم عن عدم ثقتهم بسياسة اللجوء التي تنتهجها المستشارة أنغيلا ميركل، فيما رأى 42% أن السيدة ميركل تتحمل المسؤولية الرئيسية في الاتهامات بخصوص منح حق اللجوء بشكل غير قانوني من قبل فرع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في بريمن، وذلك مقابل 52% ممن يرون عكس ذلك.\nونشرت نتائج الاستطلاع اليوم الأحد (10 يونيو/ حزيران)، في صحيفة "بيلد أم زونتاغ".\nإرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin\nوفي ذات السياق، صرح وزير الداخلية هورست زيهوفر بأن "ألمانيا في حاجة لإصلاح واسع النطاق فيما يتعلق بسياسة اللجوء. لا نزال نفتقد للقواعد المستقبلية الصحيحة، ولذلك أقترح 63 تدبيرا بهذا الشأن". ومن المقرر أن يكشف زيهوفر عن خطته الإصلاحية هذه يوم الثلاثاء القادم. وسبق للوزير الألماني أن أكد على ضرورة زيادة عدد الترحيلات بشكل ملحوظ، والتعامل بـ "صرامة أشد" مع مرتكبي الجرائم والخطرين بين طالبي اللجوء. وطالب زيهوفر بأن تحظى الشرطة بالتجهيزات الفنية المثالية، وقال: "نحن بحاجة إلى مراقبة فاعلة بالفيديو في كل النقاط الساخنة في البلاد"، معربا عن اعتقاده بأن التماسك الاجتماعي في ألمانيا "مهدد".\nبحضور المستشارة ميركل ووزير الخارجية التركي، أحيت ألمانيا الذكرى 25 لاعتداء زولينغن الرهيب الذي راح ضحيته خمسة أشخاص من عائلة ذات أصول تركية وهم امرأتان وثلاث فتيات. ففي 29 من مايو/ أيار أضرم أربعة شبان النيران في منزل العائلة. وتبين فيما بعد أنهم على صلة باليمين المتطرف.\nوتمّ تشييد نصب تذكاري في مكان الاعتداء كتبت عليه أسماء الضحايا. وبمنسبة الذكرى الـ25، اعتبر رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت الاعتداء بأنه الأسوأ في تاريخ المدينة منذ الحرب العالمية الثانية كما حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من خطر اليمين المتطرف في البلاد، مشددا أن "واجب الابقاء على ذكرى الضحايا (زولينغن) مسؤوليتنا جميعا".\nفي نهاية عام 1999 طارد عدد من الشبان المتطرفين أفارقة داخل مركز مدينة غوبين بولاية برادنبورغ بشرق البلاد. وأسفر ذلك عن مقتل شاب جزائري.\nفي شارع كويبشتراسه بكولونيا (كولن)، الذي يسكنه عدد كبير من الأتراك، انفجرت قنبلة مسامير شديدة الانفجار أصابت 22 شخصا إصابات خطيرة. واستبعدت التحقيقات التي استمرت أزيد من عشر سنوات، في بادئ الأمر خلفيات عنصرية وراء الاعتداء ليتضح فيما بعد أن خلية "إن إس يو NSU" اليمينية المتطرفة هي من نفذته.\nكانت هذه الخلية تضم ثلاثة عناصر نفذوا إلى جانب اعتداء كولونيا اعتداءات أخرى في ألمانيا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص (أتراك ويونانيين) إضافة إلى شرطي ألماني. ومنذ خمس سنوات تتواصل جلسات محاكمة "بيآته تشيبه" العنصر الوحيد المتبقي على قيد الحياة ضمن المجموعة المتطرفة، غير أن الأخيرة تلوذ الصمت ولم تدل بأي معلومات حول عمل الخلية.\nفي فبراير من 2015، قام موظف من مكتب الضرائب بإضرام النيران في منزل كان من المفترض أن يصبح منزلا لعائلة عراقية في مدينة إيشبورغ. وفي ذات السنة دخلت أمواج كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، ورافق ذلك مجموعة من الاعتداءات على منازل وملاجئ للاجئين. في هذا العام وحده سجلت الشرطة أكثر من 1000 اعتداء بدواعي الكراهية ما بين إحراق واعتداءات جسدية وبمواد متفجرة. وللمقارنة سجل في العام الذي سبقه 200 اعتداء.\nبين شهري تموز/ يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، ظهرت خلية "فرايتال" التي ضمت ثمانية عناصر، نفذوا خمسة هجمات بعبوات متفجرة على نزل للاجئين ومعارضين سياسين لهم في مدينتي فرايتال ودريسدن. محكمة دريسدن صنفت الخلية على أنها إرهابية وأصدرت أحكاما تراحت ما بين 10 و11 عاما سجنا على أعضائها.\nمدن كبامبارغ وغيرها، تحولت إلى مسرح لحلقات جديدة من سلسلة الاعتداءات ضد الأجانب. في عام 2017 سجل نحو 2200 اعتداء من هذا القبيل، وفق بيانات الشرطة غير أن منظمات حقوقية تشدد أن العدد أكبر بكثير من المعلن عنه.\nفي موازاة ذلك ومع موجة اللاجئين التي دخلت ألمانيا، ظهرت حركات اعتبرت نفسها أنها "تدافع" عن قيم المجتمع، فخرجت تظاهرات كل أسبوع في عدد من المدن خاصة شرق البلاد نظمتها حركات كـ"بيغيدا" وغيرها تنادي بـ "حماية البلاد من الأسلمة"، كما اتهمت هذه الحركات المستشارة ميركل بـ "خيانة" البلاد.\nانبثق هذا الحزب عن حركة مناهضة لسياسية ميركل وأوروبا عموما لانقاذ اليورو واليونان المتخبط في أزمة الديون السيادية، إلا أن "البديل" سريعا ما وجد في موضوع اللاجئين ضالته لحشد الأصوات. ويتهم بأنه يذكي خطاب الكراهية والعنصرية ضد الأجانب، لكنه أيضا استطاع أن يصبح أقوى قوة معارضة في البوندستاغ إثر فوزه في الانتخابات الأخيرة بـ12,6 بالمائة من أصوات الناخبين.\nفي 27 من الشهر الجاري (أيار/ مايو 2018) نظم الحزب في برلين مظاهرة تطالب بتشديد سياسة اللجوء. وكان حزب البديل يأمل في مشاركة عشرات الآلاف، لكنه لم يحصل سوى على خمسة آلاف فقط. في حين شارك نحو 25 ألف شخص في المظاهرة الموازية والتي خرجت ضد هذا الحزب الشعبوي وأفكاره.\nوكثيرة هي المظاهرات التي خرجت في السنوات الأخيرة ترفض وبوضوح الأفكار اليمينية المتطرفة وتدعم أسس الانفتاح داخل المجتمع. والصورة توثق لأكبر مظاهرة مناهضة للتطرف أقيمت في مدينة دريسدن التي اقترن اسمها مؤخرا باليمين المتطرف والشعبوي. وشارك في هذه المظاهرة المغني الشهير "كامبينو" إضافة إلى نجوم آخرين من عالم الفن والغناء.\nالكنيسة سواء الكاتوليكية أو الإنجيلية تبرأت من هذه الحركات واعتبرت أن الأفكار التي تروج لها "بيغيدا" وغيرها تحت ذريعة الحفاظ على الأسس الدينية للدولة، لا علاقة لها إطلاقا بالدين المسيحي الذي يدعو إلى التسامح. وازداد عدد الحالات التي قدمت فيها الكنيسية اللجوء الكنسي إلى لاجئين.\nوجدير بالذكر أن رئيس حكومة ولاية بافاريا، ماركوس زودر، المنتمي لحزب زيهوفر (الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري)، سبق وأن عبرعن قلقه إزاء الارتفاع الكبير في أعداد اللاجئين القادمين من تركيا وشمال إفريقيا، مقترحا طرد اللاجئين قبيل تخطيهم للأراضي الألمانية. وذكر زودر أنه يتعين أن "يكون هناك طرد من على الحدود" للمهاجرين غير الشرعيين، إذا اتضح عدم فعالية "مراكز المرساة" المخطط استقبالها للاجئين.\nتجدر الإشارة إلى أن "مراكز المرساة" تهدف إلى إبقاء اللاجئين بداخلها لحين البت في قرارات لجوئهم. وإذا لم يحصل اللاجئ على موافقة على البقاء في ألمانيا، سيجرى ترحيله مباشرة من هذه المراكز إلى خارج البلاد.

الخبر من المصدر