عمرو خالد: حوار النبي والأنصار يبكي العيون ويحرك القلوب.. فيديو

عمرو خالد: حوار النبي والأنصار يبكي العيون ويحرك القلوب.. فيديو

منذ ما يقرب من 6 سنوات

عمرو خالد: حوار النبي والأنصار يبكي العيون ويحرك القلوب.. فيديو

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن غزوة حنين جاءت بعد أقل من شهر على فتح النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت في مواجهة قبيلة "هوازن" بالطائف، التي كانت تفكر في الإغارة على المسلمين بمكة، فقرر نقل المعركة إلى ديارها.\nوأضاف في الحلقة الثالثة والعشرين من برنامجه الرمضاني "السيرة حياة": "كان جيش المسلمين قوامه 12 ألف مقاتل - بينهم ألفان ممن أسلموا من قريش حديثًا، بينما خرجت هوازن في جيش من 20 ألف مقاتل، وعسكرت في وادي عميق يسمى حنين، وكان على رأسهم عوف بن مالك، وهو شاب صغير 25 سنة، وهو من أشرفهم نسبًا، والذي خرج بالآلاف من الإبل والغنم، وكل النساء والأموال والأولاد حتى لا يرتدوا إن هزموا".\nوتابع: "كانت هناك حالة من الثقة بين المسلمين بالنصر، كانوا فرحين بأعدادهم، إذ لم يسبق لهم وأن قاتلوا بهذا العدد من المقاتلين من قبل (12 ألف مقاتل)، فقالوا: لن نغلب اليوم من قله، فجاء الرد من الله تعالى في القرآن: "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ".\nوأشار خالد إلى أن "جيش هوازن كان في بطن الوادي، وخلفهم الإبل وعليه الناس والأولاد فظهر عددهم كبير جدًا، حتى قدرهم الصحابة بـ 80 ألفًا، بينما هم 20 ألفًا، أدخلوا جميع الفرسان في الشعاب حول الوادي وكمنوا ينتظرون نزول المسلمين بالوادي".\nوأوضح خالد أن النبي قسم الجيش إلى فرق للنزول تباعًا، فهاجمتهم الكمائن من كل اتجاه، وهاجموا خالد بن الوليد بالذات، الذي مزق جسده من الجراح وسقط عشرات الجراح، وصارت الفوضى بالمسلمين، والنبي يصيح بهم، فلا يستمع أحد له، "وضاقت عليكم الأرض بما رحبت"، "وتلك الأيام نداولها بين الناس".\nوذكر أنه في تلك الأثناء، بدأ مالك بن عوف بالهجوم الكاسح بـ 20 ألف مقاتل، فبدأ الفرار الشديد داخل جيش المسلمين، حتى إن أحدهم ليفر حتى يصل إلى مكة، وتفرق الجيش كله وليس هناك من أحد مع النبي، واستغل شيبة بن عثمان بن طلحة، الذي خرج يريد اغتيال النبي، الأمر وحاول الإجهاز عليه بخنجر.\nوروى خالد تفاصيل الحوار بين النبي وشيبة: "يسأله النبي: ماذا تريد يا شيبة؟، فيقول: أحرسك من الأعداء، يقول له النبي: استغفر الله يا شيبة، يقول: "فوضع يده على صدري.. يا شيبه ادن مني.. اللهم اذهب عنه الشيطان، فما أن رفعها حتى صار أحب أهل الأرض إلى قلبي.. فوقفت أحرسه بحق"، فقال يا شيبة: ادفعهم عني (دافع عن ظهري)، فقمت أدفع عنه بكل شيء وبنفسي، فلما انتصر قال لي: الحمد لله الذي أراد بك خيرًا مما أردت".\nولفت إلى أن النبي أخذ ينادي فلم يسمعه أحد حتى سمعه العباس، فصاح: يا مسلمون هذا رسول الله، فقال له: ليس هكذا، ولكن نادي يا أهل بدر، يا أصحاب بيعة الرضوان، يا أصحاب العقبة أين بيعتكم؟، فعادوا حتى إن أحدهم ليريد أن يوقف فرسه الخائن فلا يستطيع فينقلب عنه ويعود، فعاد 100، والباقي فروا وهو ينادي: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب، حتى كسر السيف في يده، وكان علي يتقى به ويقف خلفه، "كنا إذا حمي الوطيس التجأنا برسول الله.. فإذا الشجاع منا الذي يحاذيه.. فكان يركض بفرسه نحو الكفار والعباس يأخذ بلجامها خوفًا عليه".\nبينما – وكما يروي خالد – ينادي سعد بن عبادة: "يا الخزرج، فوثبوا إليه من كل ناحية، وأسيد بن حضير ينادي: يا الأوس فوثبوا إليه من كل ناحية، كأنهم النحل تأوي إلى خليتها، "ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا"، فهجموا عليهم يقول من رآهم فإذا هم كالإعصار لا يوقفهم أحد، يقودهم بنفسه ويقاتل بنفسه، ثم اجتمع جيش المسلمين فخافت "هوازن" وفرت وتركت الغنائم".\nوذكر أن "النبي أخذ يبحث عن خالد بن الوليد: أين خالد؟، فوجدوه صريعًا في جراحه، فنزع النبي قميصه، وتفل جروحه ومسحها حتى شفيت كأنها ما أصابها شيء، وهو يقول له: "قم يا سيفًا من سيوف الله"، فيقول خالد: "فو الله برأت جروحي فقمت فركبت خيلي وكأن لم يصبني شيء من قبل، والله لكلمات النبي ومسحه أعز عندي من ألف سيف يضربني".\nوبعد انتهاء المعركة، أشار خالد إلى أن المسلمين بدأوا يجمعون الغنائم، وكانت غنائم هائلة، وأخذوا يتقاسمونها في واد واسع يسمى وادي الجعرانة، ووزع النبي نصيبه هو على قريش، ومن بينهم أبوسفيان، حتى إنه أعطى صفوان بن أمية "المشرك" الذي أعار المسلمين أسلحته عطاءً جعله، يقول: "ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، أشهد أنه لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله".\nواستطرد قائلًا: "وزع رسول الله وزع المال كله على المهاجرين دون أن يترك للأنصار شيئًا، والأنصار يرقبونه مستغربين ويقولون: "أعطى الناس كلهم ولم يترك لنا شيئا رغم أننا أعطيناهم من أموالنا حين أتونا إلى المدينة"، فبدأوا يتداولون بينهم الحديث على أن رسول الله قد عاد وحن إلى عشيرته وأهله".\nوأكمل: "ذهب سعد بن عبادة إلى النبي وهو قائد الجيش والدولة، فخاطبه قائلًا: "إن هذا الفريق يقولون إنك وجدت أهلك"، فرد عليه النبي: "فماذا تقول أنت يا سعد؟"، قال: "أقول مثل ما قال قومي"، فانظر إلى مساحة حرية التعبير دون خوف أو تنميق".\nوعلق خالد على هذا الموقف، قائلًا: "الأمر عند الأنصار لا يتعلق بحب المال وإنما يودون فهم تصرف النبي ولماذا أعطى المهاجرين وتركهم مع أن الغنائم كثيرة؟، فقال رسول الله: "يا سعد اجمع الأنصار في هذا المكان ولا يدخل أحد إلا أبو بكر"، ففعل، وخطبهم النبي فقال: "يا معشر الأنصار بلغني عنكم أنكم قلتم وجد رسول الله أهله"، فقالوا: "نعم قلنا ذلك"، فقال النبي: "يا معشر الأنصار ألم آتيكم ضلالًا فهداكم الله؟ ألم آتيكم أعداء فألف الله بين قلوبكم؟ ألم آتيكم فقراء فأغناكم الله ؟"، فقالوا: "المن لله والرسول"، فقال رسول الله: "يا معشر الأنصار لو شئتم لرددتم علي"، قالوا: "ما نقول يا رسول الله؟"، قال: "تقولون وأنت أيضًا جئتنًا فقيرًا فأغناك الله وجئتنا مطرودًا فآويناك وجئتنا مكذبًا فصدقناك وجئتنا محاربًا فواسيناك".".\nوتابع: "فأخفضوا رؤوسهم وقالوا: "المن لله وللرسول"، فقال النبي :"يا معشر الأنصار أوجدتم في قلوبكم في لعاعة من الدنيا، ألفت بها قلوب قوم أسلموا حديثًا وتركتكم إلى إيمانكم، أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يرجع الناس إلى بلادهم بالشاة والبعير والإبل وترجعون أنتم إلى بلدكم برسول الله، والله لو سلكت الناس طريقًا وسلك الأنصار طريقًا لسلكت طريق الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار"، فبكوا حتى اخضبت لحاهم بالدموع فقالوا: "رضينا برسول الله قسمًا ونصيبًا".

الخبر من المصدر