«سقاؤون» يوزعون 1000 كتاب على سكان مراكش

«سقاؤون» يوزعون 1000 كتاب على سكان مراكش

منذ ما يقرب من 6 سنوات

«سقاؤون» يوزعون 1000 كتاب على سكان مراكش

"عيد السينما" بمراكش... متعة الشاشة وفضيلة النقاش الفني\nاعتقال شخص بمطار مراكش متلبسًا بحيازة كيس يضم مواد مشكوكًا فيها\nافتتاح معرض "أماكن مقدسة مشتركة بين الديانات التوحيدية" بمراكش\nالمراكشي: ما يهمنا هو مصلحة المقاولة في المغرب\nالمغرب: إدانة شرطي مرتش بمطار المنارة في مراكش\nتفكيك مصنع سري لصناعة مشروبات كحولية بضواحي مراكش\nقضايا الأمن والهجرة والتعليم تتصدر اهتمامات منتدىٌ الحوارات الأطلسية بمراكش\nمراكش... وجهة مفضلة لاستقبال السنة الميلادية الجديدة\nمنتدى "حوارات الأطلسي" يبحث في مراكش مستقبل التنمية في إفريقيا\nندوة بمراكش تناقش مقتضيات تطبيق ورش الجهوية المتقدمة\nمراكش: في مبادرة استثنائية خرج ثلة من شباب مدينة مراكش (جنوب المغرب) يجوبون أحياء وأزقة المدينة العتيقة، مصحوبين بعدد من «القرابة» (أي السقاءون أو السقاة الذين يوزعون الماء على المارة)، محملين بالكتب هذه المرة، بدل الماء، يوزعونها على سكان المدينة.\nهي خطوة اختار لها منظموها «القراب» (السقاء) لكي يوزع الكتب ويحث الناس على القراءة خلال الشهر الفضيل، حيث أطلقوا عليها شعار «كتاب القراب» أي كتاب السقاء أو الساقي، هذا الأخير يستعمل ناقوسه المعتاد الذي ما إن يسمعه السكان حتى يخرجهم الفضول من بيوتهم لمعرفة ما الذي يفعله «القراب» وقت النهار والناس صيام، قبل أن يفاجؤوا به وهو يسلمهم كتابا من بين كتب أخرى بين يديه.\nمتطوعون يناقشون المستفيدين حول أهمية القراءة\nتقول ياسمين فتاح إحدى المسؤولات عن المبادرة ل"إيلاف المغرب" إنها فرصة لإعادة الإعتبار للكتاب و ل "القراب" في نفس الوقت، و الذي غالبا ما يدخل في فترة عطالة خلال شهر رمضان، حيث لا يتمكن من مزاولة نشاطه إلا بعد موعد الإفطار.\nوتضيف ياسمين في حديثها عن هذه المبادرة التي أطلقتها جمعية « شربة ماء » بتنسيق مع مؤسسة «دار بلارج» (مؤسسة تعنى بالثقافة الشفاهية والتراث)، بمجرد ما يسلم الساقي أو السقاء الكتاب للواقف أمامه، يتدخل فريق العمل المكلف توزيع الكتب بفتح نقاش مع السكان حول دور القراءة و أهمية الكتاب في حياتنا، وبعد تبادل وجهات النظر حول الموضوع، نضرب له موعدا آخر لإعادة الكتاب وهو ما أطلقنا عليه إسم « يوم الوفاء »، من خلال تجمع لكل المستفيدين من المبادرة في إحدى ساحات المدينة، تقول ياسمين.\nالمبادرة في حد ذاتها ليست جديدة، تؤكد المتحدثة، حيث قالت إنها تحتفي بدورتها الرابعة لهاته السنة.\nوستنظم "دار بلارج" إفطارا بالمناسبة و أمسية غنائية تجمع بين المستفيدين من المبادرة وجمعية «شربة ماء» ومؤسسة دار بلارج وكتاب متطوعون من مشجعي العملية.\nوتؤكد ياسمين أن المشروع لهاته السنة، يضم ثلاث محطات أساسية، أولها مكتبة ثابتة طيلة فترة الحدث بقلب ساحة جامع الفنا، وتضم مؤلفات وكتب مهمة، لينطلق بعدها على الساعة الرابعة مساء عملية التوزيع كمحطة ثانية، رفقة « قراب » يوزع على البيوت المراكشية بالمدينة القديمة الكتب عوض الماء، وسيختتم الحدث، بإفطار وأمسية بدار بلارج، لإعادة إحياء الإرث الثقافي المراكشي، وتسليط الضوء على العلاقة بين الكتاب وشباب اليوم، رفقة شخصيات مهمة ووازنة في عالم الأدب.\nوعرفت العملية التي امتدت على مدى ثلاثة أيام توزيع 1000 كتاب على سكان المدينة العتقية هذه السنة، حصل عليها المتطوعون من خلال نداءات أطلقوها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لتجميع الكتب، حيث لقيت المبادرة استحسانا وتشجيعا كبيرا من قبل كتاب وشعراء مراكشيين سيحلون ضيوفا على دار بلارج في «يوم الوفاء» الذي سيصادف يوم غد السبت بدار بلارج.\nمن جهتها نوهت، مها المادي، رئيسة مؤسسة دار بلارج بهذه الخطوة، التي اعتبرتها صرخة أخرى مدوية للدفاع عن تراث يتلاشى ويندثر يوما بعد يوم، حيث يعد «السقاء» أحد مكوناته الاساسية، لكن وبدل أن يسقى زبناءه الماء هذه المرة، فهو يروي ظمأهم بالحروف و الأفكار الموجودة بالكتب، معتبرة أنه دور لا يقل أهمية عن الدور الذي لعبه السقاة على مدى قرون، نظرا للأهمية التي يكتسيها الكتاب في حياتنا.\nوأضافت المادي أن المؤسسة التي ترأسها احتضنت فكرة توزيع الكتب خلال شهر رمضان منذ ولادتها قبل أربع سنوات من طرف «القرابة»، حيث تشترك دار بلارج مع جمعية "شربة ماء" صاحبة المشروع، في العمل جنبا إلى جنب مع فئة الشباب و الأطفال و الأمهات الموجودين ب "الحومة" (الحي الشعبي) بالمدينة العتيقة، وهي الفئات التي ما فتئت المؤسسة تشتغل معها في مشاريع كثيرة تعنى بإعادة الإعتبار للثقافة الشفاهية و التراث اللامادي، عبر إشراك سكان المدينة و منحهم فرصا لإنقاذ تراث غني وكبير هم صناعه من الإندثار.\nوأكدت المادي أن مؤسسة دار بلارج سبق وأن نظمت لقاءات مباشرة لكتاب وشعراء مغاربة مع نساء وأمهات (ربات بيوت) مستفيدات من مشاريع المؤسسة، سواء في مجال محو الأمية أو أنشطة أخرى متعددة، عبرن من خلالها عن قراءاتهن لمؤلفات هؤلاء الكتاب، الذين دخلوا معهن في حوارات مباشرة لمناقشة المؤلفات التي انكببن على قراءتها، بمبادرة من المؤسسة.\nوشددت المادي على ضرورة إعادة الإعتبار للكتاب و القراءة، عبر مبادرات جادة ك "كتاب القراب" التي ما زالت تحبل بالكثير من الخطوات، في السنوات المقبلة، من خلال تطويرها و التنسيق مع كل الفاعلين في مجال تشجيع الشباب والأطفال والنساء على القراءة، من كتاب و غيرهم، معلنة أن المبادرة مفتوحة في وجه كل راغب في المساهمة في هذه الخطوة.

الخبر من المصدر