كاندلاع الحرائق في الدماغ من دون أن تتمكنوا من السيطرة عليها... التفكير المفرط

كاندلاع الحرائق في الدماغ من دون أن تتمكنوا من السيطرة عليها... التفكير المفرط

منذ 6 سنوات

كاندلاع الحرائق في الدماغ من دون أن تتمكنوا من السيطرة عليها... التفكير المفرط

أنشدت فيروز أغنية "من عزّ النوم" ومطلعها: "من عز النوم بتسرقني بهرب لبعيد بتسبقني يا حبي صرت بآخر أرض عم أمشي وتمشي فيي الأرض لوينك بعدك لاحقني...".\nالحب قد يُلاحق العاشق ولكن الأفكار السلبية قد تطارد بدورها بعض الأشخاص، فتسرق النوم من عيونهم وهم يتحسرون على الماضي وعلى بعض الأخطاء التي قد اقترفوها كما أن الهواجس تجعلهم يقعون في فخ الخوف من المجهول.\nfunction stickyIntextRollNoAd() { var s = document.createElement('script'); s.className = "teads"; s.src = "//a.teads.tv/page/81341/tag"; s.async = "true"; document.getElementsByTagName("head")[0].appendChild(s); }\nإذا كنتم من الذين يحللون كل كلمة يسمعونها، يرافقهم الندم أينما حلّوا، وتحاصرهم الأفكار السلبية بشكل يستنزفهم جسدياً ونفسياً، فقد تكونون من ضحايا "الإفراط في التفكير".\nفما هي ظاهرة الـoverthinking وكيف يمكن التغلب عليها قبل أن تدمر حياتكم النفسية والعاطفية؟\n"إنه صوت النقد الذي يحاول تدميركم لأنه يشكك في الجميع وفي كل شيء من حولكم..."، بهذه العبارات وصف موقع Thought Catalog الإفراط في التفكير، مشبهاً إياه باندلاع الحرائق من دون أن يتمكن المرء من السيطرة عليها، فكما أن النار تدمر كل ما يعترض مسارها حتى مشعلها نفسه، كذلك هي الأفكار السلبية التي تقود العقل إلى الهلاك عبر إعادة التفكير في أخطاء الماضي والتوقف عند كل حدث، وكلمة، ونقاش وتحليله بطريقة مؤذية.\nفي العام 2003، وصفت دراسة في موقع جامعة ميتشغان الأميركية، مشكلةَ الإفراط في التفكير بأنها "وباء وطني" تصيب بشكل خاص الشباب، لأن 73% من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 25 و35 عاماً يعانون من هذه المشكلة.\nشارك غردالإفراط في التفكير "وباء وطني" تصيب بشكل خاص الشباب، لأن 73% من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 25 و35 عاماً يعانون من هذه المشكلة\nشارك غرد"حياة غير قابلة للفحص لا تستحق العيش"، ولكن في بعض الأحيان يصبح الإفراط في التفكير هو الطريقة الوحيدة للتفكير، وهي من أكثر العادات تدميراً للصحة الذهنية\nوأكدت الدراسة أن النساء أكثر عرضةً لمشكلة الإفراط في التفكير، إذ تعاني 57% من النساء من هذه المشكلة مقابل 43% من الرجال. وأوضح الموقع أن الإفراط في التفكير يقود المرء إلى التوقف عند الذكريات المؤلمة وتفسير الحاضر من منظور سلبي إضافة إلى الشعور باليأس من المستقبل واحتمال التفكير بالانتحار.\nبيّن موقع "سيكولوجي توداي" أنه، سواء كرهوا أنفسهم بسبب خطأ ما اقترفوه في الماضي أو قلقوا من الطريقة التي سينجحون بها في المستقبل، فإن الأشخاص الذين يفرطون في التفكير يعانون من توارد أفكارٍ مزعجة، تجعلهم غير قادرين على إخراجها من رؤوسهم، مما يحدث ضرراً على صحتهم النفسية والجسدية.\nفي هذا الإطار تحدث موقع "إينك" عن 3 مخاطر ناجمة عن الـOverthinking:\n-مشاكل نفسية: في العام 2013، كشفت إحدى الدراسات أن التركيز على العيوب والأخطاء والمشاكل يزيد من خطر الإصابة بأمراض عقلية خاصة أن المرء في هذه الحالة يقع في حلقة مفرغة يصعب كسرها، مما يؤذي صحته النفسية.\n-التداخل مع حل المشاكل: يظن بعض الناس أن قيامهم بالتفكير بشكل مكثف وإعادة تشكيل المشاكل في رؤوسهم هما من الطرق التي قد تساعدهم على إيجاد حلول، إلا أن الدراسات تؤكد أن التفكير المفرط يحدث شللاً حقيقياً للدماغ ويجعله غير قادرٍ على التفكير بحلولٍ فعلية، حتى أن القرارات البسيطة، كانتقاء الملابس قبل الذهاب إلى مقابلة ما او اختيار مكان لتمضية الإجازة، قد تصبح لدى الشخص الذي يفرط في التفكير مسألة حياة أو موت.\n-اضطراب في النوم: عند الوقوع ضحية الإفراط في التفكير يصبح من الصعب النوم خاصة أن الدماغ لا يتوقف عن التفكير ولو للحظة، وبالتالي فإن الغوص في سباتٍ عميقٍ يصبح من المستحيل لأن الدماغ لا ينفك يفكر بالأمور نفسها مراراً وتكراراً.\n"لم يكن عليّ التحدث في الاجتماع اليوم، بدوت كالأحمق"، "كان عليّ التمسك بعملي القديم"، "لطالما قال لي والداي إنني لا أجيد القيام بأي شيء، ربما كانا على حق"، "لن أحصل على ترقية"، "سيجد شريكي شخصاً أفضل مني وسأبقى وحدي"...\nهذه العبارات وغيرها قد يرددها الناس على الدوام، لأنهم يميلون بالإجمال إلى محاسبة أنفسهم والتدقيق في كل الأمور الموجودة من حولهم.\nإن التفكير هو أمرٌ طبيعي وصحي وفق سقراط :"حياة غير قابلة للفحص لا تستحق العيش"، ولكن في بعض الأحيان يصبح الإفراط في التفكير هو الطريقة الوحيدة للتفكير، وهي من أكثر العادات تدميراً للصحة الذهنية، خاصة أنها مرتبطة بشكل وثيق بالاكتئاب.\nوالسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نعلم أن التفكير خرج عن مساره الطبيعي ووقعنا ضحايا أفكارنا وهواجسنا؟\nفي مقال في موقع "إيليت ديلي" كشفت الكاتبة "جوليا غيرا" عن مشكلتها مع الـoverthinking، متحدثةً عن 5 علامات تدل على الإفراط في التفكير لدرجة إستنزاف الذات:\n-الافتراض الخاطىء: يقود الإفراط في التفكير إلى سوء فهم الأمور، خاصة أنه يصبح من السهل إقناع أنفسكم بأشياءٍ معينة بناء على تجارب مماثلة حصلت لكم في الماضي، فعند الانخراط مثلاً في علاقةٍ عاطفيةٍ جديدة، تكثر ظنونكم فتفكرون في أسبابٍ مختلفة لتأخر الشريك عن الإستجابة السريعة على رسالتكم أو عن السبب الذي دفعه إلى الرد بهذه الطريقة دون سواها، أما الحل فيكون ببساطة من خلال التحدث بالأمور مع الآخرين عوضاً عن تحليلها من منظور ضيّق.\n-الشعور بالقلق حيال كل شيء: يؤدي الإفراط في التفكير إلى القلق من كل الأمور وزعزعة الاستقرار الداخلي، مما يعرضكم على المدى البعيد لمشاكل نفسية واضطرابات عاطفية، أما الحل فيكون عن طريق محاربة الأفكار السامة بما نسميه "فرضية السعادة" التي تعني إتباع التفكير ذاته الذي خلق أفكاراً سلبية لخلق تصور إيجابي منطقي أكثر.\n-فقدان التركيز: عندما يركز العقل على مسألة واحدة بشكل مبالغ فيه، يصبح من الصعب إنجاز مهمات أخرى، وبالتالي من الضروري عدم التعلق بفكرة واحدة والتوقف عندها مطولاً.\n-استنزاف العقل: كون الإفراط في التفكير ينطوي على أمورٍ أخرى مثل التحليل والندم على أمورٍ حصلت، فإن هذا يرهق العقل، من هنا لا بد من اتخاذ خطوتين: إسألوا أنفسكم هل كان هناك شيء للقيام به لتغيير ما حدث بالفعل، ومن ثم قوموا بتحديد المشكلة، اطرحوا بعض الحلول الممكنة، قيّموا البدائل، ضعوا خطة واضحة، طبقوها ثم حاولوا تقييم النتائج.\n-وقوع الجسم ضحية الإفراط في التفكير: إعادة الفكرة في رأسكم مراراً وتكراراً هي عادة سامة ترهق حالتكم العقلية والعاطفية، ولكن ما إن يتسلل القلق أيضاً عليكم حتى يقع الجسم ضحية الإجهاد، والحل يكمن في الجلوس والتفكير بهدوء وروية، فهذا الأمر سيساعد على التقاط أنفاسكم والفصل بين خيالكم وبين ما يحدث على أرض الواقع.\nلفت موقع "باسل" إلى أن الانخراط في العلاقة العاطفية قد يكون أمراً مثيراً ومحفوفاً بالمخاطر في آن واحد، فعندما تعتقدون أنكم عثرتم على الشريك المثالي، فعندئذ ستفعلون ما بوسعكم لإنجاح العلاقة والحفاظ عليها، مما قد يؤدي أحياناً إلى الإفراط في التفكير وخلق "سيناريوهات" في رؤوسكم والتركيز على أحداثٍ لم تحصل بالفعل.\nوبالتالي عوضاً عن الوصول إلى حالة من التناغم بينكم وبين الشريك تنفقون وقتكم في القلق واختلاس النظر إلى هاتفه، مما يضيع عليكم فرصة الاستمتاع حقاً بوقتكم مع الشريك.\nوعليه، ينصحكم الموقع بأخذ الأمور بروية بينكم وبين الشريك أو الشريكة وعدم التركيز على الأمور الثانوية كالتفكير في كيفية محادثته أو القلق من حدوث أمور سلبية في المستقبل... فالحل قد يكون عبر التركيز على اللحظة الحالية وعيش الحاضر والاستمتاع به عوضاً عن التفكير الدائم في ما قد يحمله لكم المستقبل.

الخبر من المصدر