كيف تواجه الحكومة «الحر»؟ الكهرباء تُطمئن.. والمستشفيات تستغيث

كيف تواجه الحكومة «الحر»؟ الكهرباء تُطمئن.. والمستشفيات تستغيث

منذ ما يقرب من 6 سنوات

كيف تواجه الحكومة «الحر»؟ الكهرباء تُطمئن.. والمستشفيات تستغيث

كتب- صديق العيسوي وصلاح لبن وصابر العربي وربيع السعدني:\nارتفاع درجات الحرارة، وتسجيلها معدلات غير مسبوقة بشكل متواصل خلال العام حاليًا ولمدة أسبوع، أثر بشكل كبير على أداء عدد من القطاعات الخدمية التي لا غنى عنها في الحياة الروتينية اليومية للمواطن، والتي ترتبط ارتباطا وثيق الصلة بـ"الحر"، وفي مقدمتها قطاعات "الكهرباء - الصحة - السكة الحديد".\nالحر يخفض إنتاج الكهرباء.. والوزارة: اطمئنوا\nويعتمد ارتكاز قطاع الكهرباء على المعدات في المقام الأول لإنتاج الكهرباء من حرق الوقود، فهل يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على عمل المحطات من حيث الإنتاج، رغم تمتع الشبكة بفائض كبير من القدرات الإنتاجية؟\nوحسب المهندس محمد النقيب، نائب رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، فقدرة الشبكة القومية للكهرباء في ذروة فصل الصيف -كما هو الحال الآن- تقدر بـ52 ألف ميجاوات، في حين أن أقصى حمل "كمية الكهرباء الكثيفة التي يحتاج إليها المواطنون لمجابهة ارتفاع درجات الحرارة"، لن تتخطى 33 ميجاوات، مما يعزز من وجود وفر كبير في الطاقة، وأن الصيف لم ولن يشهد أي انقطاع للتيار.\nوفي السياق ذاته، قال المهندس إبراهيم الشحات، رئيس شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء، والتي تمتلك محطات متفرقة في محافظات الصعيد، حيث أكبر معدلات لارتفاع درجات الحرارة، إن القدرات الإنتاجية التي تُطلب من محطات ووحدات إنتاج الشركة على الشبكة يتم تلبيتها دون أي عائق.\nالحر أكيد له تأثير على انخفاص القدرات الإنتاجية للمحطات، هذا ما أفاد به الشحات لـ"التحرير"، منوهًا بأن المحطات تنخفض قدرتها الإنتاجية مع الحر الشديد -مثل اليوم- بنسبة 7%، والمحطة التي قدرتها الإنتاجية 1000 ميجاوات، تنتج 930 ميجاوات.\nوأرجع رئيس شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء هذا القدر من الانخفاض الذي يعتبر "بسيطا"، على حد وصفه، بعد أن كان الانخفاض في قدرات المحطات في السابق بقدرات تتراوح ما بين 20 و30%، وفي بعض الأحيان تخرج المحطات من الأساس، إلى أن الصيانة تمت لجميع محطات الوجه القبلي والتي تقارب على 10 آلاف ميجاوات، بعد إضافة وحدات محطة سيمنس العملاقة ببني سويف بنسبة 100%.\nمختتمًا الشحات حديثه بأن شبكة الكهرباء لديها فائض في الإنتاج يكفي لمجابهة ارتفاع درجات الحرارة عند أكثر من 60، مشددًا على أن الشبكة آمنة تمامًا والفائض كبير جدًا ولا داعي للقلق من الكهرباء وعلى المواطنين الاطمئنان تمامًا.\nوأصدرت وزارة الكهرباء، تصريحات صحفية، اليوم، تفيد بأن جميع الشركات" نقل أو توزيع أو إنتاج" أخذت كل الاحتياطات اللازمة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة لتفادى حدوث أى انقطاعات نتيجة أعطال فنية طارئة، مؤكدا أنه تم عمل الصيانة اللازمة لوحدات التوليد وتوربينات التبريد الخاصة بالوحدات.\nطوارئ بـ«الصحة».. وخسائر تقدر بـ50 مليون جنيه في المستشفيات\nوفيما يخص قطاع الصحة، عقد الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة اجتماعًا طارئًا بعدد من القيادات التنفيذية بديوان عام الوزارة لمناقشة أزمة انقطاع الكهرباء المتكررة خلال الأيام الجارية عن بعض المستشفيات الحكومية، ووضع خطة عاجلة من أجل التعامل مع الأزمة ومواجهة التلفيات الناتجة عن ذلك.\nوأصدر وزير الصحة تعليمات صارمة لكل مدراء المستشفيات الحكومية بتكوين فريق عمل ورفع حالة الطوارئ للحفاظ على حياة المرضى والأطفال في الحضانات في حالة انقطاع الكهرباء.\nوأكد «عماد الدين» ضرورة توفير المولدات الكهربائية بكل المستشفيات الحكومية، مع وضع مولدات أخرى احتياطية تحسبا لأى أعطال مفاجئة قد تنتج عن الضغط المستخدم بها.\nوأشار إلى أن هناك غرفة تحكم رئيسية على مستوى الجمهورية لمواجهة الأزمات الطارئة وحلها بأقصى سرعة، مع تأجيل إجراء العمليات غير العاجلة ووضع الأولوية للعمليات الحرجة حتى لا تتفاقم الأمور.\nوأكد مصدر مسئول داخل وزارة الصحة أن الوزارة ستقوم بشراء مولدات كهربائية لعلاج مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في المستشفيات والوحدات الصحية المختلفة في المحافظات، من أجل الحفاظ على الأمصال، والأدوية التي تستلزم الحفظ في درجة حرارة معينة حتى لا تهدد صحة المصريين.\nكما تجري مراجعة جميع المستشفيات بجميع أنحاء الجمهورية، ومعرفة مدى صلاحية المولدات الموجودة بها، والتأكد من سلامتها لمواجهة الأزمة التي تتكرر في هذا التوقيت كل عام.\nوأضاف المصدر أن حجم خسائر مستشفيات الحكومة نتيجة انقطاع الكهرباء، يتراوح ما بين 20 و50 مليون جنيه.\nالاحتباس الحراري وراء ارتفاع درجات الحرارة\nوفي السياق ذاته، قال الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد، إن التغيرات المناخية حدثت على مستوى العالم، وتأثرنا فى السنوات الأخيرة نتيجة استخدام غازات «الاحتباس الحرارى» التى تسبب فيها الإنسان فى المقام الأول، نتيجة استخدامه المفرط لمشتقات البترول والفحم، وانبعاث ثانى أكسيد الكربون والميثان التى أدت إلى الاحتباس الحرارى.\nوأوضح عبد العال في تصريحات سابقة لـ«التحرير»، أن هذه الغازات شكلت ما يسمى بـ«غطاء صناعى للكرة الأرضية»، حيث تمتص الأرض أشعة الشمس فى النهار، وفي أثناء الليل لا تخرج بعض هذه الأشعة للفضاء الخارجى بسبب الغلاف، الذى تم تشكيله بسبب أول وثانى أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحرارى، فترتد مرة أخرى، وترتفع حرارة الأرض.\nوأشار إلى أن ذلك هو السبب وراء ارتفاع درجات الحرارة بدرجة كبيرة فى الصيف، أما في الشتاء فنجد درجة حرارة الأرض لا تزال عالية، وأن أى طبقة هواء باردة تأتى من أوروبا يكون هناك فرق كبير بينها ودرجة حرارة الأرض الساخنة، وهو ما يؤدى إلى عدم الاستقرار، وتبدأ الأمطار تتزايد.\nطوارئ في السكك الحديد.. وتخفيض سرعة المترو\nالمترو كان له استعدادات مضنية مع الحر، والتي تمثلت في رفع الهيئة القومية لسكك حديد مصر حالة الطوارئ، حيث شدد المهندس السيد سالم رئيس هيئة السكة الحديد على ضرورة وجود كل عمال صيانة التكييف "البرادين" المسئولين عن القطارات قبل انطلاق أى رحلة قطار للاطمئنان على عربات الباور، والتأكد من جاهزيتها قبل خروج القطار من الورش.\nمن جانبها أعلنت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق عن تخفيض سرعة قطارات المترو، بسبب ارتفاع درجة حرارة الطقس.\nوقال أحمد عبد الهادي، المتحدث باسم الشركة، إن المهندس على فضالى رئيس شركة المترو، اجتمع مع مندوب هندسة السكة بشركة مترو الأنفاق الذى طالب بتخفيض السرعة من ٨٠ ك/ الساعة إلى 60 ك/ الساعة، بالمحطات السطحية بالخطين الأول والثاني، وتطبيق ذلك اليوم وغدًا.

الخبر من المصدر