المحتوى الرئيسى

كيف تواجه الحكومة «الحر»؟ الكهرباء تُطمئن.. والمستشفيات تستغيث

05/22 18:51

كتب- صديق العيسوي وصلاح لبن وصابر العربي وربيع السعدني:

ارتفاع درجات الحرارة، وتسجيلها معدلات غير مسبوقة بشكل متواصل خلال العام حاليًا ولمدة أسبوع، أثر بشكل كبير على أداء عدد من القطاعات الخدمية التي لا غنى عنها في الحياة الروتينية اليومية للمواطن، والتي ترتبط ارتباطا وثيق الصلة بـ"الحر"، وفي مقدمتها قطاعات "الكهرباء - الصحة - السكة الحديد".

الحر يخفض إنتاج الكهرباء.. والوزارة: اطمئنوا

ويعتمد ارتكاز قطاع الكهرباء على المعدات في المقام الأول لإنتاج الكهرباء من حرق الوقود، فهل يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على عمل المحطات من حيث الإنتاج، رغم تمتع الشبكة بفائض كبير من القدرات الإنتاجية؟

وحسب المهندس محمد النقيب، نائب رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، فقدرة الشبكة القومية للكهرباء في ذروة فصل الصيف -كما هو الحال الآن- تقدر بـ52 ألف ميجاوات، في حين أن أقصى حمل "كمية الكهرباء الكثيفة التي يحتاج إليها المواطنون لمجابهة ارتفاع درجات الحرارة"، لن تتخطى 33 ميجاوات، مما يعزز من وجود وفر كبير في الطاقة، وأن الصيف لم ولن يشهد أي انقطاع للتيار.

وفي السياق ذاته، قال المهندس إبراهيم الشحات، رئيس شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء، والتي تمتلك محطات متفرقة في محافظات الصعيد، حيث أكبر معدلات لارتفاع درجات الحرارة، إن القدرات الإنتاجية التي تُطلب من محطات ووحدات إنتاج الشركة على الشبكة يتم تلبيتها دون أي عائق.

الحر أكيد له تأثير على انخفاص القدرات الإنتاجية للمحطات، هذا ما أفاد به الشحات لـ"التحرير"، منوهًا بأن المحطات تنخفض قدرتها الإنتاجية مع الحر الشديد -مثل اليوم- بنسبة 7%، والمحطة التي قدرتها الإنتاجية 1000 ميجاوات، تنتج 930 ميجاوات.

وأرجع رئيس شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء هذا القدر من الانخفاض الذي يعتبر "بسيطا"، على حد وصفه، بعد أن كان الانخفاض في قدرات المحطات في السابق بقدرات تتراوح ما بين 20 و30%، وفي بعض الأحيان تخرج المحطات من الأساس، إلى أن الصيانة تمت لجميع محطات الوجه القبلي والتي تقارب على 10 آلاف ميجاوات، بعد إضافة وحدات محطة سيمنس العملاقة ببني سويف بنسبة 100%.

مختتمًا الشحات حديثه بأن شبكة الكهرباء لديها فائض في الإنتاج يكفي لمجابهة ارتفاع درجات الحرارة عند أكثر من 60، مشددًا على أن الشبكة آمنة تمامًا والفائض كبير جدًا ولا داعي للقلق من الكهرباء وعلى المواطنين الاطمئنان تمامًا.

وأصدرت وزارة الكهرباء، تصريحات صحفية، اليوم، تفيد بأن جميع الشركات" نقل أو توزيع أو إنتاج" أخذت كل الاحتياطات اللازمة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة لتفادى حدوث أى انقطاعات نتيجة أعطال فنية طارئة، مؤكدا أنه تم عمل الصيانة اللازمة لوحدات التوليد وتوربينات التبريد الخاصة بالوحدات.

طوارئ بـ«الصحة».. وخسائر تقدر بـ50 مليون جنيه في المستشفيات

وفيما يخص قطاع الصحة، عقد الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة اجتماعًا طارئًا بعدد من القيادات التنفيذية بديوان عام الوزارة لمناقشة أزمة انقطاع الكهرباء المتكررة خلال الأيام الجارية عن بعض المستشفيات الحكومية، ووضع خطة عاجلة من أجل التعامل مع الأزمة ومواجهة التلفيات الناتجة عن ذلك.

وأصدر وزير الصحة تعليمات صارمة لكل مدراء المستشفيات الحكومية بتكوين فريق عمل ورفع حالة الطوارئ للحفاظ على حياة المرضى والأطفال في الحضانات في حالة انقطاع الكهرباء.

وأكد «عماد الدين» ضرورة توفير المولدات الكهربائية بكل المستشفيات الحكومية، مع وضع مولدات أخرى احتياطية تحسبا لأى أعطال مفاجئة قد تنتج عن الضغط المستخدم بها.

وأشار إلى أن هناك غرفة تحكم رئيسية على مستوى الجمهورية لمواجهة الأزمات الطارئة وحلها بأقصى سرعة، مع تأجيل إجراء العمليات غير العاجلة ووضع الأولوية للعمليات الحرجة حتى لا تتفاقم الأمور.

وأكد مصدر مسئول داخل وزارة الصحة أن الوزارة ستقوم بشراء مولدات كهربائية لعلاج مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في المستشفيات والوحدات الصحية المختلفة في المحافظات، من أجل الحفاظ على الأمصال، والأدوية التي تستلزم الحفظ في درجة حرارة معينة حتى لا تهدد صحة المصريين.

كما تجري مراجعة جميع المستشفيات بجميع أنحاء الجمهورية، ومعرفة مدى صلاحية المولدات الموجودة بها، والتأكد من سلامتها لمواجهة الأزمة التي تتكرر في هذا التوقيت كل عام.

وأضاف المصدر أن حجم خسائر مستشفيات الحكومة نتيجة انقطاع الكهرباء، يتراوح ما بين 20 و50 مليون جنيه.

الاحتباس الحراري وراء ارتفاع درجات الحرارة

وفي السياق ذاته، قال الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد، إن التغيرات المناخية حدثت على مستوى العالم، وتأثرنا فى السنوات الأخيرة نتيجة استخدام غازات «الاحتباس الحرارى» التى تسبب فيها الإنسان فى المقام الأول، نتيجة استخدامه المفرط لمشتقات البترول والفحم، وانبعاث ثانى أكسيد الكربون والميثان التى أدت إلى الاحتباس الحرارى.

وأوضح عبد العال في تصريحات سابقة لـ«التحرير»، أن هذه الغازات شكلت ما يسمى بـ«غطاء صناعى للكرة الأرضية»، حيث تمتص الأرض أشعة الشمس فى النهار، وفي أثناء الليل لا تخرج بعض هذه الأشعة للفضاء الخارجى بسبب الغلاف، الذى تم تشكيله بسبب أول وثانى أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحرارى، فترتد مرة أخرى، وترتفع حرارة الأرض.

وأشار إلى أن ذلك هو السبب وراء ارتفاع درجات الحرارة بدرجة كبيرة فى الصيف، أما في الشتاء فنجد درجة حرارة الأرض لا تزال عالية، وأن أى طبقة هواء باردة تأتى من أوروبا يكون هناك فرق كبير بينها ودرجة حرارة الأرض الساخنة، وهو ما يؤدى إلى عدم الاستقرار، وتبدأ الأمطار تتزايد.

طوارئ في السكك الحديد.. وتخفيض سرعة المترو

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل