علماء يخترعون أنفا إلكترونيا دقيقا للبحث عن ضحايا الكوارث

علماء يخترعون أنفا إلكترونيا دقيقا للبحث عن ضحايا الكوارث

منذ 6 سنوات

علماء يخترعون أنفا إلكترونيا دقيقا للبحث عن ضحايا الكوارث

الشرائح المستخدمة في الأنف الإلكتروني المنمنم (صورة من جامعة زيورخ)\nاكتشاف ثقب أسود ولد مع فجر نشوء الكون\nاكتشاف قبور لأطفال دفنوا في مصر قبل 3000 عام\nاكتشاف يغير فهمنا لطريقة نشوء الكون\nبلغارية كفيفة تتنبأ: اكتشاف مصدر للطاقة بكوكب الزهرة\nعلماء يكتشفون اوتاراً في مركز المجرة\nعلماء يكتشفون جينات ترتبط بالمثلية\nناسا تعلن عن اكتشاف جديد في الفضاء\nطوّر العلماء السويسريون أنفاً إلكترونيا، أسموه "أنف كلب الكوارث"، قالوا إنه اصغر وأدق أنف في العالم سيحل محل الكلاب المدربة في البحث عن ضحايا الكوارث.\nإيلاف من برلين: لا يملك كافة البشر أنفاً مثل أنف القاتل جان باتيست غرينوي في رواية العطر للألماني باتريك زوزكند، لكن العلم تمكّن منذ سنوات من ابتكار أنف الكتروني (اولفاكتوميتر)، هو عبارة عن جهاز استشعار للروائح، دخل في تقنيات الكشف عن المتفجرات والغازات السامة وغيرها.\nويقول العلماء من جامعة زيورخ التقنية انهم انتجوا اصغر وأدق اولفاكتوميترات في العالم، وانهم جمعوها في نظام واحد رفع دقتها إلى دقة أنف الكلب.\nيستطيع مثل هذا الأنف أن يصل بواسطة مسبار إلى أعمق المناطق التي طمرها الزلزال، وهي مناطق يعجز الكلب المدرب عن بلوغها. وهذا يعني ان "أنف كلب الكوارث" الجديد سيسهم بانقاذ حياة الكثير من الارواح التي قد تهددها الفيضانات أو الزلازل أو الانهيارات الثلجية وغيرها من الكوارث.\nأوضح العلماء ان الأنف الالكتروني الصغير يتخصص في الكشف عن روائح البشر، خصوصا ًوان علماء ألمانا سبق لهم أن انتجوا أنفاً الكترونيا يشم مشاعر الخوف والاضطراب والتوتر عند مختلف البشر.\nوجاء على الصفحة الإلكترونية لجامعة زيورخ ان الكلب كان أفضل مساعد في الكشف عن الناس تحت الركام، إلا انه مثل البشر بحاجة إلى فترات استراحة، وانه عاجز عن الوصول إلى كل مكان، كما انه لا يتوفر في المناطق التي تصيبها الكوارث، ويتطلب الأمر في بعض الأحيان نقله بالطائرات من بلد إلى بلد.\nيشعر بالغازات التي تنطلق عن الجسم\nفي خطوات سابقة، نجح العلماء من جامعة زيورخ، بقيادة البروفيسور سوتيريس براتسينيس، في إنتاج انظمة استشعار منمنمة ذات حساسية عالية وتتعقب أقل آثار الاسيتون والامونيا والايزوبرين، وهي من أهم الروائح التي تنطلق عن الجسد البشري أثناء عملية الاستقلاب.\nويقولون إنهم اضافوا إليها الآن أنوفاً منمنمة لتقصي غاز ثاني أوكسيد الكربون والرطوبة.\nواثبتت التجارب، التي جرت بالتعاون مع علماء من النمسا وقبرص، ان أنظمة الاستشعار المذكورة تتقصى روائح البشر بكفاءة عالية.\nوأجريت التجارب على متطوعين تم حبسهم في غرف عميقة ومعزولة في مختبرات معهد تحليل التنفس في جامعة انسبروك في دروبرين.\nوكتب اندرياس غونتر، من فريق العمل، في مجلة "الكيمياء التحليلية" ان البحث عن البشر بمجموعة من أنظمة استشعار الروائح مهم، لأن بعض هذه الروائح تنطلق عن مصادر أخرى غير البشر مثل غاز ثاني أوكسيد الكربون.\nوذكر براتسينيس أن الاسيتون والايزوبرين وثاني أوكسيد الكربون تنطلق عن التنفس عادة، في حين ينطلق الامونيا عن طريق الجلد.\nكلب يبحث عن مطمورين تحت الانقاض\nوحرص فريق العمل في التجارب على أن يلبس المتطوعون في الجزء الأول من التجربة أقنعة الغاز، وعلى أن ينزعوا هذه الاقنعة في الجزء الثاني. وهكذا نجح أنف كلب الكوارث الإلكتروني في تقصيهم حينما نزعوا الأقنعة، وفشل في ذلك حينما كانوا يرتدونها.\nأصغر أنف الكتروني في العالم\nواكد براتسينيس ان الأنف الإلكتروني، المؤلف من ثلاث شرائح الكترونية منمنمة، هو الأصغر من نوعه في العالم. إلا ان دقته تزيد عن دقة أنظمة مماثلة يرتفع حجمها إلى حجم حقيبة سفر.\nوستكون الخطوة القادمة هي اختبار كفاءة "أنف كلب الكوارث الإلكتروني" في البحث عن الضحايا المطمورين في ميادين عمل حقيقية.\nوتحدث الباحث عن انظمة الكترونية أخرى تستخدم حالياً في البحث عن الضحايا في مناطق الزلازل، إلا انها تتألف من ميكروفونات وكاميرات صغيرة.\nوطبيعي أن يعتمد عمل هذه الأنظمة على كشف الضحايا القادرين على اطلاق صوت أو ابداء حركة. إلا ان الأنف الإلكتروني من جامعة زيورخ يكشف عن الروائح التي يطلقها الجسد الحي وهو مصدر تفوقه.\nفضلاً عن ذلك، يمكن استخدام الأنف الإلكتروني في مجالات عدة وخصوصاً في الطائرات الصغيرة بدون طيار (الدرون) للكشف عن الأحياء في الأنفاق والمناجم التي تتعرض للكوارث، إضافة إلى الكشف عن الغازات السامة والبشر الذين تطوقهم الحرائق وغيرها.\nويمكن لمن يرغب ان يبحث بواسطة الأنف الإلكتروني عن مجرم يختبئ في باخرة، أو عن مهرب بشر يهرب لاجئين خلف البضاعة في شاحنة ضخمة.\nوتبحث جامعة زيوخ في الوقت الحاضر عن ممولين يتعاونون معها في إنتاج "أنف كلب الكوارث الإلكتروني"، ووضعه تحت تصرف وحدات الانقاذ الخاصة.

الخبر من المصدر