وحدوووه.. التربي والمغسلاتي مهنة «القلوب الميتة» (صور وفيديو) - صوت الأمة

وحدوووه.. التربي والمغسلاتي مهنة «القلوب الميتة» (صور وفيديو) - صوت الأمة

منذ 6 سنوات

وحدوووه.. التربي والمغسلاتي مهنة «القلوب الميتة» (صور وفيديو) - صوت الأمة

- المغسلاتى: تغسيل الأطفال يرعبني\nحينما تلتقيه، تتأكد لك حقيقة واحدة أن "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"؛ وأن النهاية الحتمية لرحلتنا في الحياة،هي أننا سنوارى الثرى.\nالتربي.. كلمة يكفي ذكرها لبث الرعب في قلوب أعتى الأقوياء، لما لا وهي المرادف لأصعب موقف يتعرض له الإنسان، وهو الدفن في القبر، بعد الموت. \nهو ذلك الشخص  الذي ترتبط رؤيته بفقد عزيز، أو قريب غيبه الموت كاتم أسرار الموتى، والصديق الوفي لساكني القبور؛ فهولا يخشاهم، ويأنس بهم  ويشاركهم عالمهم الخفي.\nحاولنا الاقتراب منه وفتح خزينة أسراره، ومعايشة عالمه الخاص خلال السطور التالية : \nالبداية مع تربى الأرياف، والذي يتميز بمكانة خاصة عند الأهالي، يبجلونه ،ويكرمونه، وكأنهم يخطبون وده؛ تحسبا لليوم الذي سيواريهم فيه التراب. فهو ستر وغطاء الموتى، لا يبوح بما يراه عند دفنهم، ولا تخرج مشاهداته من صدره إلى يوم يلقى مصيره، ويدفن مثلما دفن هو من سبقوه.\nيختلف التعامل مع التربي في الريف عن المدينة، يعرف العائلات وأفرادها نفرا نفر ولما لا ؟ وهو الذي  اعتاد أن يزورهم مع كل محصول ليأخذ نصيبه مما أعطاهم الله.\nيتوارث الأهالي المقابر في محافظات الدلتا والصعيد،أو يتم شراء قطعة أرض وبناء مقبرة  عليها للعائلة كلها.\nتختلف تكلفة مراسم الدفن  من القاهرة والجيزة عن نظريتها في الدلتا والصعيد،لوجود مقابر عائلية لا تكلفهم .\nالمهنة وراثية، لكنها ليست مربحة بشدة، كما يؤكد محمود، وهو أحد التربية في محافظة الشرقية، مشيرا إلى أن مهنته إنسانية إلى أبعد مدى يخطر على العقل. ويقول محمود، إن أهم ما تعلمه من والده الذي مارس هذه المهنة قبله، وورثها عن الأجداد، هي أن يبقي لسانه داخل فمه، ولا يفكر في البوح بالأسرار التي يراها في الموتى، منذ لحظة غسلهم، إلى أن يتم مواراتهم التراب على يديه. ولفت إلى أن إفشاء أسرار الموتى، يعرضه لعقاب فوري من الله.\nكما حدث لتربي صديق لوالده، فقد بصره، في ليلة أفشى فيها سرا رآه عند دفن أحد الموتى. وأوضح أن طبيعة عمله، تختلف عما يجري في المدن، لأن الريف يعرف في الجميع بعضهم البعض، وبالتالي فإن الأجر يكون رمزيا، ولا يستطيع التربي أن يشترط مبلغا معينا، لأنه يتعرض للحرج من أهل الميت. ويقول محمود: "بدأت العمل مع والدي وأنا في الـ١١ من العمر، وكان يصحبني في حالات الدفن، فلم أعد أهاب الموت، وصرت قادرا على الدخول إلى القبور في جنح الظلام. وأشار إلى أنه مع دخول فترة العقود الثلاثة الأخيرة، تغيرت طريقة الدفن، وتم بناء الجبانات بالطوب الأحمر، وهي عبارة عن غرفة قببية الشكل، بها فتحات كل منها يعد قبرا مستقلا، ويتم وضع المتوفى داخله ثم إغلاقه بالطوب.\nوحول طقوس الجنائز، قال محمود قديما كان الرجال يمارسون “التسبيل”، حيث يقف مجموعة من أقارب الميت أمام المنزل مرددين “الدوام لله” لإعلام المارة والأهالي بوجود جنازة، وبعد الدفن كانت النساء تتجمع في منزل المتوفى لتعددن، فيما يحضر الرجال لتقديم العزاء، وهو ما يستمر لنحو 5 أيام، وهو ما يتكرر من جديد في الأربعين، لضمان استمرار الحزن عاما كاملا. الأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة للمغسلاتي\nحينما تسمع عن المغسلاتي تجد لسان حالك يقول وحدوووووووه ..وتتذكر تلك الشخصية الكاريكاتيرية، التي شاهدناها في فيلم "حماتي ملاك" ، و دور صبي الحانوتي الفتى الكسول البدين الذي كان يقوم بأفعال مضحكة . لكن الحقيقة على عكس ذلك تماما حينما تقع عيناك على عبدا لعزيز صلاح المغسل؛ شخصيته توحي  بالرهبة والوقار، والانقباض وهو ما يؤكده في حديثه الذي أدلى به إلى "صوت الأمة": أنه شرط أساسي  من شروط من يمتهن مهنة المغُسل، هي قوة الشخصية،والهيبة؛  ليتمكن من السيطرة على أقارب المتوفى، ومن يحضر الغُسل و يكمل مهمته بنجاح.\nقال عبد العزيز والذي  يبلغ من العمر 40 عاما، ويعمل مغسل الموتى بالجمعية الشعبية لحماية المستهلك بالشرقية,إننا في الجمعية نتطوع بتغسيل الموتى وتكفينهم وخاصة غير المقتدرين، وأيضا قائمين على تغسيل وتكفين، حالات الوفاة بمشرحة مستشفى بلبيس ،خاصة وإن الكفن سعره ارتفع ووصل سعر التوب للرجال والملس للنساء إلى 250 جنيهًا .\n وتابع: " بالنسبة للمِغَسل نحن نقوم بهذه المهمة بدون أجر أنما هناك من يمتهنوها ويعتمدون عليها في المعيشة ، وتبدأ أجرة أيد المغسل  من 200جنيه إلى 300 جنيه وتسمى "إكرامية" من أهل المتوفى  المتواجدين أثناء الغُسل, ولابد للمغسل من توافر أدوات أساسية ليقوم بمهمته بنجاح وهى  ماء الورد، والتي ي يتراوح سعرها مابين 7و10 جنيهات، وماء سِدر بـ25 جنيه وأيضا زجاجة من المِسك والتي يصل سعرها إلى 10 جنيهات". \nويواصل: "الخشبة التي يوضع عليها المتوفى ويتم تغسيلها عليها توجد بشكل أساسي في أغلب المساجد"\nوبوجه بشوش يقول: "مهنتي كلها أسرار وأجرها كبير عند الله، أنا بغسل الميتين دون أجر، ومبسوط لأنها  سبب في هيبتي بين الناس وتوقيري من الجميع ولهذه المهنة فنيات،فالتعامل مع المحروق يختلف عن المنتحر،أو المتوفى في حادث ".\nوتابع: "من أكثر المواقف المؤلمة، حينما أقوم بتغسيل طفل، لا أنام هذه الليلة؛ يرعبني"\nوأوضح:"أسرتي لا تخاف منى بالعكس؛ أقنعت زوجتي لتعمل مغسلة للسيدات، وقمت بتدريبها"\nبيزنس الموت.. مقرئون من الدرجة الرابعة و«لكل شيخ تسعيرته»\nفي بيزنس الموت.. «التُربي» وشركات الفراشة أكثر الرابحين (تقرير)

الخبر من المصدر