المحتوى الرئيسى

مجلس الأمن الدولي يفشل في معالجة الأزمة في غزة

05/16 08:25

بدأ اجتماع مجلس الأمن الدولي الثلاثاء (15 أيار/ مايو 2018) بدقيقة صمت احتراما لذكرى القتلى الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي. وانتهى الاجتماع بمطالبة مجموعة تمثل 15 دولة عربية في الأمم المتحدة إلى "تحقيق مستقل وشفاف"؛ ثم ثماني دول أوروبية (هي السويد وفرنسا والمملكة المتحدة وبولندا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا) تقرأ بصوت مرتفع بيانا يطالب إسرائيل بـ "ضبط النفس" و "احترام الحق في التظاهر".

أعربت المستشارة ميركل عن قلقها بشأن تصاعد العنف في غزة وأكدت في اتصال هاتفي أجرته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو أن بلادها تتفهم المخاوف الأمنية الإسرائيلية، مؤكدة أن العنف يجب ألا يكون وسيلة لتنفيذ أهداف سياسية. (15.05.2018)

أثارت صور جثة رضيعة فلسطينية قتلت خلال المواجهات على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة موجة استنكار وتعاطف كبيرين، لكن أيضا تساؤلات عن سبب تواجد الأطفال الفلسطينيين في المظاهرات. فهل تتحول ليلى الغندور لأيقونة جديدة؟ (15.05.2018)

وقال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط الروسي نيكولاي ملادينوف الذي كان يتحدث إلى المجلس عبر اتصال بالفيديو من القدس "يجب أن يتوقف العنف". وأضاف "يجب التحقيق في جميع الحوادث بشكل كامل".

 أما المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، فانبرت للدفاع عن إسرائيل قائلة إنها "مارست ضبط النفس". ليس هذا فحسب، بل اتهمت الدبلوماسية الأميركية حركة "حماس" بالتحريض على العنف "منذ قبل أن تقرر الولايات المتحدة نقل سفارتها بوقت طويل ...".  وتابعت هايلي أن "الولايات المتحدة تأسف للوفيات لكن هناك الكثير من أعمال العنف في المنطقة"، وأعربت عن أسفها لأن مجلس الأمن لا يتحدث بما فيه الكفاية عن تورط إيران في سوريا واليمن.

المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هايلي دافعت عن إسرائيل في جلسة مجلس الأمن.

وعلى العكس قال نظيرها الفرنسي فرانسوا دولاتر إن الرد الإسرائيلي كان "غير متناسب وغير ملائم". وقال "ندعو السلطات الإسرائيلية إلى التروي". ودعمت بريطانيا وألمانيا إجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف في غزة، إلا أن الولايات المتحدة منعت تبني بيان في مجلس الأمن يدعو إلى تحقيق مستقل.

وعقدت الجلسة إثر مقتل نحو 60 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي الاثنين في يوم هو الأكثر دموية في غزة منذ 2014. ووقعت الأحداث تزامنا مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس. وتجمع عشرات الآلاف من سكان غزة بالقرب من الحدود احتجاجا على ذلك فيما اقترب عدد قليل من الشبان من السياج الحدودي ورشقوا الحجارة باتجاه الجنود الإسرائيليين.

وأعلنت الكويت العضو غير الدائم في مجلس الأمن أنها ستعمم مشروع قرار "يؤمن حماية دولية للمدنيين" الفلسطينيين ، كما أعلن سفيرها لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي دون مزيد من التفاصيل.

نقلت الولايات المتحدة الاثنين (5 مايو/ آيار2018) سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بعد وعد الرئيس ترامب في نهاية العام الماضي، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني من الوعد لم يمنعا تحقيقه ومشاركة ابنته إيفانكا إلى جانب زوجها جاريد كوشنر في مراسم الافتتاح. إيفانكا شاركت متتبعيها على تويتر لحظات استقبالها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أيضاً.

أعلن ترامب قبل أيام عدم حضوره لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، لكنه بعث وفداً دبلوماسياً يتكون من شخصيات مهمة داخل البيت الأبيض، على رأسهم وزير الخزانة ستيفن منوتشين ومساعد وزير الخارجية جون سوليفان، فضلاً عن إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر. وستفتح مكاتب سفارة مؤقتة داخل مبنى القنصلية الأمريكية في القدس، في انتظار اختيار مبنى أكبر لها مستقبلاً.

زُينت شوارع القدس قرب السفارة الأمريكية الجديدة بالعلمين الاسرائيلي والأمريكي استعداداً للاحتفال بعهد جديد واستبدلت لافتات مرورية بأخرى تشير لموقع السفارة الكائن بحي أرنونا بالقدس. كما عُلقت لافتات تشيد بترامب كـ"صديق للصهاينة". شعار الصداقة حمل معه عقوداً من الحياد الأمريكي تجاه القضية، لكن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة لاسرائيل غير معالمها وجعل نتانياهو يقول: "إن نقل السفارة مدعاة للاحتفال".

افتتاح السفارة الأمريكية وإقامة احتفال دبلوماسي بين أمريكا وإسرائيل، تعدى إلى المواطنين الاسرائليين الذين عبروا عن فرحتهم بانتقال السفارة إلى القدس. خاصة وأن هذا الحدث يصادف الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل" الاثنين (14 أيار/ مايو 2018) وفق التقويم الغريغوري. كما أن إسرائيل بدأت احتفالاتها التقليدية، قبل أيام، بمناسبة الذكرى 51 لـ "ضم القدس" أو "توحيد القدس"، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.

منذ أيام والأفراح والاحتفالات تسود المنطقة الغربية من القدس. ويشارك في هذا كل الإسرائليين باختلاف أعمارهم وأجناسهم استعدادا للاحتفال بـ "مرور 70 عاماً على قيام دولتهم". ووسط أغاني ممجدة للشعب اليهودي والدولة العبرية وللقدس، وفي جو من الرقص والسعادة الغامرة البادية على كل المشاركين في الإحتفالات، رفعوا علم إسرائيل معبرين عن "انتصار" انتظروه منذ عقود.

يتزامن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس قبل يوم من الذكرى السبعين لـ"النكبة"، عندما نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وعلى ما يبدو، فالفلسطينيون يحيون الذكرى السبعين للحدث بـ"نكبة جديدة" كما وصفتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

في مقابل الأفراح الإسرائيلية، يعيش الفلسطينيون وسط أجواء من الحزن والسخط على قرار ترامب الذي يعترف فيه بأن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعن نقل سفارة دولته إلى القدس. هذا القرار الذي "استفز" الفلسطينيين باعتبارهم رافضين منذ البداية لـ"احتلال" إسرائيل للقدس كـ"عاصمة أبدية" منذ 1980، بغض النظر عن عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، وفي ظل رغبة فلسطين في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.

شارك الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وخاطر بعضهم مقتحماً السياج الأمني، رغم وعيد الجيش الإسرائيلي، ورغم أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قد ألقت منشورات على قطاع غزة للتحذير من الاقتراب من السياج. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، عن وضع قواته في حالة تأهب قصوى، فضلاً عن مضاعفة عدد وحدات جيشه المقاتلة وتعبئة الآلاف من شرطييه لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل