لماذا صمتت الشعوب العربية والإسلامية على قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

لماذا صمتت الشعوب العربية والإسلامية على قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

منذ 6 سنوات

لماذا صمتت الشعوب العربية والإسلامية على قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

لا زالت أصداء نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بعد أيام قليلة من احتفال الكيان الصهيونى بالذكرى الـ70 لإعلان قيام دولة إسرائيل الموافق يوم النكبة بالقاهرة، تتعالى لينتفض الشعب الفلسطينى فى محاولة للدفاع عن عرضه وأرضه ومقدساته التاريخية، وهو ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء وإصابة المئات من الشعب الفلسطينى، وسط تجاهل تام من قبل الحكومات والشعوب العربية والإسلامية. \n20 سنة على قرار نقل السفارة\nالدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، قال إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يفتح الباب أمام عدم الاستقرار للشعوب العربية، لأن الأمر ليس وليد اليوم، وإنما قرار نقل السفارة مصدق عليه منذ 20 عاما من قبل الكونجرس، ولكن الحكومات المتعاقبة لم ترَ فى الماضى البيئة المناسة لتفعيل هذا القرار، إلى أن جاء ترامب إلى سدة الحكم، ويريد أن يؤكد مصداقيته ومعالجة المشاكل الداخلية التى تحيط به لذلك يهتم بالسياسة الخارجية لإعطاء نوع من التوازن.\n وأضاف "زهران" فى تصريحات خاصة للتحرير، ترامب يرغب من وراء هذا القرار أن يكسب ود أصحاب النفوذ والشركات والجيش الأمريكى، ونجح فى هذا الرهان بالفعل.\nوتابع "زهران" عملية نقل السفارة والاعتداءات الأخيرة، على الشعب الفلسطينى وبها نوع من الاستفزاز، الذى لديه القدرة على التضحية والزود عن أرضه، بدون أى قيادة وهذا ما ظهر فى مليونية العودة والتى راح ضحيتها أكثر من 50 شهيدا و2600 مصاب، وأصبح الرهان الآن على الشعوب بصفة عامة والشعب الفلسطينى بصفة خاصة وليس على الحكومات.\nوأشار إلى أن الشعوب العربية مكبلة بالأنظمة التى لا تريد أن تتخذ أى موقف تجاه القضية الفلسطينية، ولم تترك الشعوب كى تأخذ موقفا بنفسها، لأنها إن تركت الشعوب العربية تتحرك فسوف تسقط هذه الأنظمة من خلال قهر الشعوب اقتصايًا وثقافيًا.   \nالنائب أحمد إمبابى وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، قال إن العرب يصمون آذانهم عما يحدث للشعب الفلسطينى من أعمال قتل ونقل السفارة الأمريكية، لأنهم يعلمون جيدا أن أمريكا هى وراء الأحداث الأخيرة.\nوأكد أن "العرب عارفين إنهم مش قد أمريكا" لذلك لا توجد تحركات قوية تجاه القضية الفلسطينية.\nوأضاف "إمبابى" لـ"التحرير" أن الشعب المصرى والدولة المصرية تساند الشعب الفلسطينى فى دفاعه عن وطنه وحقة الراسخ ضد المحتل الإسرائيلى.\nوتابع "إمبابى": الدول العربية لا تستطيع أن تقف فى وجه إسرائيل والانتهاكات التى تقوم بها كل يوم فى حق الشعب الفلسطينى، "مش قادرين على إسرائيل هيقدروا على أمريكا" ولن يستطيعوا أن يثنوا القيادة الأمريكية عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولن تحل الأزمة الفلسطينية إلا فى حالة أن "يهدم ربنا أمريكا من فوق".\nسليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، قال إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتداء الإسرائيلى الغاشم على المدنيين الفلسطينيين العزل والذى أسفر عنه استشهاد ما يزيد على 40 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 2600 جريح، مؤكدا أن استهداف المدنيين بهذه الطريقة هو جريمة جديدة تضاف للسجل الإجرامى لإسرائيل.\nوأكد وهدان فى تصريحات صحفية له اليوم أن التصعيد الإسرائيلى الخطير بهذا الشكل سيكون له تبعات خطيرة على المنطقة، مشيرا إلى أن مسيرات العودة تطالب بحقها المشروع والعادل، والذى نص عليه قرار الأمم المتحدة رقم 194.\n وشدد "وهدان" على أن نواب الشعب المصرى يدعمون بكل قوة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وعلى رأسها الحق فى إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.\n"لا يوجد صمت عربى وهناك تحركات عربية قوية".. بهذه الكلمات افتتح ياسرالطنطاوى، الباحث بالشئون الفلسطينية والعربية بمركزالأهرام للدراسات، حديثه عن الوضع الراهن للقضية الفلسطينية، حيث قال إن الدول العربية، أعلنت من قبل عن مقاطعة الدول التى سوف تقوم بنقل سفارتها إلى القدس وهناك تحرك مصرى قوى لنصرة الشعب الفلسطينى لأن مصر شريك أساسى فى القضية الفلسطينية منذ البداية.\nوأضاف "الطنطاوى" فى حديثه للتحرير، الأوضاع الداخلية فى جميع الدول العربية بعد ثورات الربيع العربى لها أكبر الأثر فى ما آلت إليه الأمور، من تدمير الجيش العراقى والجيش السورى وأثر على مشاركة الدول العربية بالقضية الفلسطينية.\nوأشار إلى أن فلسطين حققت عددا من المكاسب والحقوق فى عدد من المحافل الدولية أمام الأمم المتحدة بمساندة مصر والدول العربية، ويعد أهمها حصول فلسطين على الشرعية الدولية.\nوتابع: "مصر تقف منذ بداية الأزمة الفلسطينية موقف المساند بالمال والعلاقات الدولية وأكدت مرارا وتكرارا أن القضية الفلسطينية لن تُحل إلا بالمفاوضات وإقامة دولتين منفصلتين، تكون القدس الشرقية هى عاصمة فلسطين.\nوتابع: قبل مجىء ترامب إلى السلطة كان هناك مساندة كبيرة من قبل الاتحاد الأوروبى وهو ما تغير الآن لأن الظروف الدولية اختلفت ووضعها أصبح صعبا للغاية.\nوأشار "الطنطاوى" إلى أن نقل السفارة الأمريكية عقد الأمر كثيرا، وأدى إلى وقوع الكثيرمن الشهداء الفلسطينيين، الذين عزفوا سمفونية رائعة فى التضحية بأرواحهم أمام الآلة الإسرائيلية من أجل الدفاع عن أرضهم وهذه تعتبر جولة من ضمن الجولات والمكاسب التى حققتها القضية الفلسطينية.  \nمن جانبه انتقد النائب منتصر أبو رياض، عضو مجلس النواب صمت الدول العربية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية والدولية، تجاه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتداء الإسرائيلى الغاشم على المدنيين الفلسطينيين، مما أدى إلى استشهاد ما يزيد على 50 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 2600 جريح، مؤكدا أن دور هذه المنظمات مشبوهة ولا تعرف أى شىء عن حقوق الإنسان العربى.\nوأضاف "رياض" لـ"التحرير" أن عددا من الدول والمنظمات تنشر عن مصر المئات من التقارير الكاذبة والمفبركة، وتملأ الدنيا صراخا كلما حدث شىء ولو صغير فى مصر، ذلك فى نفس الوقت الذى يرى العالم ما يحدث فى فلسطين من قتل واستهداف عبر القناصة وجرحى بالألوف ولا نرى لهذه المنظمات أى صوت أو اعتراض.\nولفت "رياض" إلى أن مسيرات العودة التى أشعلها الشباب الفلسطينى هى الطريق الوحيد للحصول على حقوقهم المشروعة الضائعة، مؤكدا أن الشعوب العربية لن تحصل على حقوقها من إسرائيل عبر المفاوضات أو الاتفاقيات.

الخبر من المصدر