استشهاد 55 فلسطينيا وإصابة 2700 مع افتتاح سفارة أمريكا بالقدس

استشهد عشرات الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في احتجاجات ضخمة على حدود قطاع غزة، أمس الاثنين، في الوقت الذي افتتحت فيه الولايات المتحدة سفارتها لدى إسرائيل في القدس في خطوة أججت الغضب الفلسطيني وأثارت انتقادات خارجية لما في ذلك من تقويض لجهود السلام.\nوسقط اليوم أكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين في يوم واحد منذ العدوان على غزة عام 2014 وقال مسؤولون بوزارة الصحة الفلسطينية إن 55 فلسطينيا استشهدوا بينما أصيب أكثر من 2700 آخرين بالذخيرة الحية وقنابل الغاز ووسائل أخرى.\nودفع سفك الدماء دولا مثل فرنسا وبريطانيا إلى المطالبة بضبط النفس ولاقى انتقادات أشد من دول أخرى منها تركيا التي وصفته بأنه "مذبحة".\nورفض البيت الأبيض الانضمام إلى دعوات تطالب إسرائيل بضبط النفس وحمل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية العنف، في تأييد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف تصرفات الجيش الإسرائيلي بأنها دفاع عن النفس على الحدود.\nوفي تناقض مع المشهد في غزة، شاركت شخصيات إسرائيلية وضيوف في حفل بالقدس لافتتاح السفارة الأمريكية بعد نقل مقرها من تل أبيب.\nويأتي نقل السفارة تنفيذا لتعهد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.\nوخلال حفل الافتتاح وجه نتنياهو الشكر لترامب "لتحليك بالشجاعة على الوفاء بوعودك".\nوقال نتنياهو في كلمته "يا له من يوم عظيم لإسرائيل. نحن في القدس ونحن هنا لنبقى".\nويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولة يريدون إقامتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.\nوتعتبر إسرائيل المدينة كلها بما في ذلك القدس الشرقية التي احتلتها في حرب عام 1967 وضمتها إليها "عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم" في خطوة لا تحظى باعتراف دولي.\nوتقول أغلب الدول إن وضع القدس يجب أن يتحدد في إطار تسوية سلام نهائية وإن نقل السفارات الآن يهدد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق. وفي عام 2014، تجمدت محادثات السلام الرامية لإيجاد حل بإقامة دولتين لإنهاء الصراع.\nوفي رسالة مسجلة لحفل الافتتاح قال ترامب إنه لا يزال ملتزما بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.\nوحضر زعماء إسرائيليون ووفد أمريكي يضم وزير الخزانة ستيفن منوتشين وإيفانكا ابنة الرئيس دونالد ترامب وزوجها جاريد كوشنر مراسم افتتاح السفارة.\nوقال كوشنر وهو المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط إنه يمكن لطرفي الصراع كسب الكثير في أي عملية سلام.\nوأوضح في كلمة "ينبغي أن تظل القدس مدينة تجمع الناس من كل الأديان".\nلكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال إن الولايات المتحدة افتتحت "بؤرة استيطانية أمريكية في القدس الشرقية". ووصف القتلى في غزة بأنهم سقطوا في مذبحة وأعلن إضرابا عاما غدا الثلاثاء.\nوقالت جنوب أفريقيا إنها قررت استدعاء سفيرها من إسرائيل حتى إشعار آخر بعد ما وصفته بهجوم "عشوائي وجسيم" اليوم الاثنين.\nبينما كان حفل الافتتاح جاريا، تحولت الاحتجاجات الفلسطينية على حدود غزة إلى اشتباكات شهدت سقوط عشرات القتلى.\nوقال مدرس علوم في غزة يدعى علي رفض نشر اسم عائلته "اليوم هو اليوم الكبير، اليوم ندخل الحدود لنقول لإسرائيل والعالم إننا لن نقبل أن نبقى تحت الاحتلال إلى الأبد".\nوتصاعد الدخان الأسود فوق الحدود نتيجة حرق المتظاهرين إطارات السيارات. وألقى المتظاهرون، وبعضهم مسلح بالمقاليع، الحجارة على القوات الإسرائيلية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع ووابلا من نيران أسلحتها.\nوكتب نتنياهو على تويتر "كل بلد لديه التزام بحماية حدوده... منظمة حماس الإرهابية تعلن أنها تنوي تدمير إسرائيل وترسل الآلاف لاختراق السياج الحدودي لتنفيذ هذا الهدف. سنواصل العمل بعزم لحماية سيادتنا ومواطنينا".\nونفت حماس أنها تؤجج العنف لكن البيت الأبيض أيد نتنياهو وقال راج شاه المتحدث باسم البيت الأبيض في إفادة صحفية دورية "مسؤولية سقوط هؤلاء القتلى تقع بشكل مباشر على عاتق حماس".\nوقال الجيش الإسرائيلي في بيان "إن مثيري الشغب ألقوا قنابل حارقة وعبوات ناسفة على السياج الأمني والقوات الإسرائيلية" مضيفا أن رد القوات جاء وفقا "لإجراءات العمل النموذجية".\nومن بين القتلى الخمسة والخمسين ستة أشخاص تقل أعمارهم عن 18 عاما، بينهم فتاة. ووصل الآن العدد الإجمالي للقتلى الفلسطينيين منذ اندلاع سلسلة الاحتجاجات الحالية في 30 مارس آذار للمطالبة بحق العودة إلى 100 شخص.\nويشمل العدد أيضا مسعفا ورجلا مقعدا انتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يمسك بمقلاع.\nوقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة من القتلى نشطاء مسلحون حاولوا زرع متفجرات قرب السياج في جنوب قطاع غزة.\nوظلت صفارات عربات الإسعاف تدوي طوال النهار وهي تحمل مصابين لمستشفيات في غزة. وفي المساجد، واصلت مكبرات الصوت نعي القتلى الذين أقيمت جنازاتهم في مسيرات.\nأثار اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر كانون الأول غضب الفلسطينيين الذين قالوا إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تظل وسيطا أمينا في أي عملية سلام مع إسرائيل.\nولاقت أعمال القتل انتقادات دولية في الأسابيع الأخيرة لكن الولايات المتحدة رددت ما تقوله إسرائيل باتهام حركة حماس الحاكمة لقطاع غزة بتأجيج العنف وهو زعم تنفيه الحركة.\nوقال خليل الحية القيادي بحركة حماس خلال كلمة بمخيم على الحدود إن الاحتجاجات نظمت لتتزامن مع "الجريمة النكراء" لنقل السفارة الأمريكية للقدس.\nوأضاف أن الشعب الفلسطيني خرج ليرد على "العدوان الصهيوني-الأمريكي الجديد".\nوأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها نشرت أفرادا إضافيين من البحرية بشكل مؤقت لتعزيز الأمن في سفارات عدة بعد أعمال العنف لكنها أحجمت عن تحديد تلك السفارات. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن نشر القوات عزز أمن سفارات واشنطن في عدد من الدول منها إسرائيل والأردن وتركيا.\nودعت فرنسا وبريطانيا إسرائيل إلى ضبط النفس وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن "القلق الشديد" بشأن الأحداث في غزة، قائلا إنها تظهر الحاجة للتوصل إلى تسوية سياسية على أساس حل الدولتين.\nوقالت بريطانيا إنها لا تعتزم نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وما زالت تختلف مع القرار الأمريكي بالقيام بذلك.\nوفي باريس، أفاد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان بأن الإجراء الأمريكي انتهاك للقانون الدولي.\nوقالت الحكومة الروسية إنها تخشى أن يزيد إجراء نقل السفارة التوتر في أنحاء الشرق الأوسط.\nوكانت ردود فعل أخرى أشد حدة، فقد اتهمت تركيا قوات الأمن الإسرائيلية بارتكاب مذبحة وقالت إن نقل السفارة شجع تلك القوات.\nويتكدس أكثر من مليوني شخص في القطاع الضيق الذي تفرض عليه إسرائيل ومصر حصارا.\nوتقول إدارة ترامب إنها انتهت تقريبا من إعداد خطة سلام طال انتظارها لكن لم يتبين موعد وطريقة طرحها.\nوقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في بيان أمس الاثنين إن الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ.\nوأضاف أن اختيار يوم مأساوي في التاريخ الفلسطيني لفتح السفارة يظهر فقدانا للحس وعدم احترام كبيرين للمبادئ الأساسية لعملية السلام.