قوات سعودية في سقطرى لحلحلة التوتر بين الإمارات وحكومة هادي

قوات سعودية في سقطرى لحلحلة التوتر بين الإمارات وحكومة هادي

منذ ما يقرب من 6 سنوات

قوات سعودية في سقطرى لحلحلة التوتر بين الإمارات وحكومة هادي

أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن أن قوات سعودية وصلت الأحد (13 أيار/مايو 2018) إلى جزيرة سقطرى اليمنية بهدف دعم القوات الحكومية في ظل توتر بين الحكومة والإمارات، بعد نشر الأخيرة قوات لها في الجزيرة. وقال التحالف بحسب ما نقلت عنه قناة الإخبارية السعودية الحكومية إن وجود هذه القوات هو "لغرض التدريب والمساندة للقوات اليمنية". كما ذكر التحالف الذي تقوده المملكة أن الوصول إلى الجزيرة جاء بتنسيق مع الحكومة اليمنية.\nمن جانب آخر ذكرت مصادر يمنية مقربة من الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، لوكالة الأنباء الألمانية أن لجنة سعودية رفيعة المستوى وصلت أيضاً إلى مطار سقطرى، مع مسؤولين يمنيين، كانوا موجودين في المملكة.\nوأوضحت المصادر أنه "من المرجح أن تقوم اللجنة بالتوسط بين الحكومة اليمنية والإمارات، لإنهاء التوتر الحاصل في الجزيرة". وأفادت المصادر بأن" هذه اللجنة التقت برئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، وناقشت سبل العمل على حل الإشكاليات العالقة في سقطرى".\nاشتدت حدة التوتر بين الإمارات وحكومة الرئيس هادي على خلفية نشر الأولى لقوات عسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية. وبينما اعتبرت الحكومة اليمنية ذلك مساسا بسيادتها، تقول الإمارات إن هناك حملة مغرضة تشوه دورها في التحالف. (07.05.2018)\nومن المقرر حسب المصادر أن" تقنع اللجنة الإمارات، بسحب قواتها من الجزيرة، والعودة بالوضع إلى ما كان عليه، قبيل وجود هذه القوات التي ترفضها الحكومة اليمنية".\nوكانت هذه اللجنة قد وصلت قبل أيام، من أجل التوسط لحل الأزمة بين الحكومة اليمنية والإمارات، بخصوص الوضع في جزيرة سقطرى، غير أن جهودها السابقة لم تكلل بالنجاح الفوري.\nوتشهد الجزيرة توترا منذ قيام الإمارات بنشر قوات في سقطرى قبل نحو أسبوع. وكان مصدر حكومي يمني قد قال إن دولة الإمارات نشرت قوات في سقطرى بدون إبلاغ حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تسيطر على الجزيرة. وأثار ذلك غضباً بين السكان الذي قالوا إنه ليس على الجزيرة حوثيون لتبرير نشر تلك القوات، بحسب المصدر.\nودولة الإمارات شريك أساسي في التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي ينفذ منذ 2015 ضربات في اليمن ضد الحوثيين ودعماً لحكومة الرئيس هادي. وبقيت سقطرى بمنأى عن أعمال العنف التي تجتاح اليمن. وتقع الجزيرة عند مخرج ممر مزدحم للنقل البحري يربط بين البحر المتوسط والمحيط الهندي.\nوتحظى الجزيرة بأهمية عالمية لتنوعها البيئي ويشار إليها أحيانا بجزيرة "غالاباغوس المحيط الهندي". وتقع على بعد حوالى 350 كلم قبالة السواحل الجنوبية لليمن.\nوكان محللون قد قالوا إنه رغم كون دولة الإمارات شريكاً أساسياً في التحالف بقيادة السعودية الذي يحارب الحوثيين، إلا أنها نأت بنفسها مؤخراً عن هادي. وتعاونت دولة الإمارات بشكل وثيق مع الجيش اليمني وقامت بتدريب جنود لكنها أيضا تدعم الانفصاليين الذي يسيطرون على جنوب البلاد منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.\nعلى صعيد متصل، قال دبلوماسيون ومسؤولون يمنيون وصوماليون إن الإمارات تنشر قواتها وتضخ أموالاً لإنشاء شبكة قواعد وحلفاء مسلحين‭‭‭ ‬‬‬في اليمن وكذلك في الصومال كحماية من المتشددين الإسلاميين والنفوذ الإيراني.\nوطورت الإمارات قدرات وحدات عسكرية محلية في اليمن وعززت نفوذها على طول ساحل البحر الأحمر لكنها فتحت مجالاً للخلاف مع الحكومة اليمنية المقيمة في الخارج.\nوللإمارات موطئ قدم أيضاً في شمال الصومال على الجانب الآخر من مضيق باب المندب، الذي يمر عبره الكثير من النفط العالمي، حيث تؤسس الشركات الإماراتية موانئ تجارية وتنفذ قواتها مهام عسكرية وتدريبية.\nوتتحرك الإمارات بشكل حاسم ضد التهديدات التي تراها من جماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة بينما تروج لنفسها في المقابل على أنها بلد مسلم مستقر ومنفتح وشديد التسامح. \nوعينت الإمارات مسؤولين عسكريين أجانب كباراً لتحديث جيشها منهم قائد القوات الخاصة الاسترالية السابق الجنرال مايك هندمارش الذي يتبع مباشرة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ويشرف هندمارش على الحرس الرئاسي وهي وحدة مكلفة بتوجيه الحملة الإماراتية في اليمن.\nز.أ.ب/ع.غ (أ ف ب، رويترز)\nشجرة "دم الأخوين"، التي أقترن أسمها باسم هذه الجزيرة، وتعتبر من أشهر الأشجار النادرة التي لا تنمو إلا في جزيرة سقطرى، الجزيرة التي تحمل اسم الأرخبيل المكون من ست جزر. من شقوق هذه الشجرة تسيل مادة لزجة حمراء تُترك حتى تجف لتستخدم كعلاج طبي. اثير جدل كبير مؤخراً حول أنباء عن نقل بعض هذه الأشجار إلى الإمارات.\nصورة نادرة تعود إلى القرن التاسع عشر لجزيرة سقطرى التي تتمتع بأهمية تاريخية بسبب وقوعها عند نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب وشرق القرن الأفريقي، ما جعلها محطة هامة على طريق التجارة الرئيسي القديم. هذه الأهمية لم تتراجع حتى يومنا هذا، ما يفسر ربما النزاع الأخير بين اليمن والإمارات حول نشر الأخيرة قوات عسكرية فيها.\nاشتهرت سقطرى بإنتاج اللبان والصبر السقطري وأيضاً "الند" وهو أحد أصناف البخور. ويُستخرج من لحاء شجرها مادة صمغية تستخدم في العلاج والصباغة، كما في الصورة أعلاه. في الماضي البعيد كان يُنظر إلى هذه السلع نظرة تقديس، لذا سميت في التاريخ القديم بـ"الأرض المقدسة".\nأُدرجت اليونسكو الجزيرة على لائحة التراث العالمي عام 2008 لاحتوائها على حوالي 680 نوعا من النباتات النادرة، ونحو 270 نوع من النباتات التي لا تنمو في أي مكان آخر.\nتعتبر جزيرة سقطرى موطن رئيسي لكثير من الطيور المهاجرة والنادرة كطائر الصقر الحوام السقطري وطائر القسقس وطائر العوسق وغيرهم الكثير.\nسحر جمال هذه الجزيرة ومناظرها الخلابة جعلها قبلة للسياح من مختلف أرجاء العالم، ما جعل السياحة أحد موارد الدخل لسكانها. يبعد الأرخبيل نحو 350 كلم عن الشواطئ اليمينة ما جعلها بمعزل عن التحولات السياسية التي شهدها اليمن في خضم ما يُسمى بـ"الربيع العربي".\nتبلغ مساحة الجزيرة حوالي 3700 كلم مربع وتفيض سواحلها بثروة سمكية، ما جعلها من أهم مناطق الصيد في اليمن. كما تشتهر بشعابها المرجانية واللؤلؤ.\nسقطرى بنباتاتها النادرة أصبحت متحف للتنوع الطبيعي، وهو ما جعلها عرضة لمطامع خارجية للسيطرة عليها. وكان البرتغاليون ومن ثم الهولنديون قد سيطروا على جزر الأرخبيل في مرحلة الاستكشافات الجغرافية. هدوء سقطرى عكره مؤخراً قيام الإمارات بنشر قوات وآليات عسكرية، استنكرته حكومة الرئيس هادي من السعودية، التي توسطت بدورها بين الجانبين.\nتظاهر سكان الأرخبيل اليمني للمطالبة بمغادرة القوات الإمارتية، وفي تطور لاحق أكدت السعودية أن وفداً عسكرياً زار جزيرة سقطرى والتقى رئيس الوزراء اليمني احمد بن دغر وتم الاتفاق على وضع آلية للتنسيق. طرفه الفضلي

الخبر من المصدر