"اليرموك".. مخيم يشتعل حربًا والعالم يدعو لإطفائه

"اليرموك".. مخيم يشتعل حربًا والعالم يدعو لإطفائه

منذ 6 سنوات

"اليرموك".. مخيم يشتعل حربًا والعالم يدعو لإطفائه

كتب - هشام عبد الخالق:\nيستمر الرئيس السوري بشار الأسد في قصفه العنيف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والأحياء القريبة منه لليوم الخامس على التوالي، وتعرض المخيم الواقع جنوب العاصمة دمشق، لهجوم بمختلف أنواع الأسلحة منذ صباح اليوم الاثنين، وذلك بغرض استعادة الحكومة السورية للسيطرة على العاصمة كاملة، بعد أن أصبحت الغوطة الشرقية تحت يديه، وبدأ مقاتلو المعارضة في الانسحاب من منطقة القلمون الشرقي، في إطار اتفاقات الإجلاء التي تم خلالها إخراج مدنيين ومقاتلين من المناطق التي كانت تسيطر عليها الفصائل المسلحة.\nويعيش في مخيم اليرموك ما يقرب من 18 ألف شخص، والذين أصبح مصيرهم مجهولًا الآن، بعد أن باتوا محاصرين بين الحصار والقصف الذين يتعرضون له على أيدي قوات الأسد، وبين تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة من ناحية أخرى، حسبما ذكر موقع "سي إن إن".\nوأسفرت المعارك العنيفة والقصف المستمر، عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، حيث بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين قضوا حتى الآن 12 مدنيًا فلسطينيًا، بينهم عائلة وطفلان ومسنان ومسعف، كما أسفرت أيضًا عن مقتل "ما لا يقل عن 15 عنصرًا من قوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لها، وقُتل أكثر من 19 إرهابيًا من تنظيم داعش".\nتأسس المخيم سنة 1957، وبني فوق مساحة من الأرض تفوق الكيلومترين، ووصل عدد سكان المخيم قبل بدء الأزمة السورية إلى ما يقرب من مليون نسمة؛ 200 ألف منهم فلسطينيون والباقون سوريون، وكان يسمى "عاصمة الشتات الفلسطيني".\nوكان المخيم أحد الأحياء المكتظة بالسكان في العاصمة دمشق، لكن مزقه العنف منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، وفرضت الحكومة السورية حصارًا عليه في 2012، فيما أنهك القتال بين الفصائل المعارضة والجهاديين السكان.\nومع انتشار داعش في الدولة السورية، استطاع التنظيم الإرهابي السيطرة على معظم أجزاء الحي عام 2015.\nوافق مقاتلون من المعارضة وجهاديون من خارج تنظيم "داعش" كانوا متواجدين بأعداد أقل في اليرموك، على الانسحاب قبل أسابيع، ويقع المخيم بجانب جيب تسيطر عليه جماعات معارضة أخرى تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر.\nوتحاول قوات بشار الأسد استعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها، خاصة بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق، وانسحابهم مؤخرًا من منطقة القلمون الشرقي.\nموقف المنظمات من قصف مخيم اليرموك\nأثار تصعيد القصف على اليرموك قلق المنظمات الإنسانية، حيث أبدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في دمشق، في بيان الجمعة، "قلقها الشديد إزاء مصير المدنيين" مع استمرار "القصف وإطلاق قذائف الهاون والاشتباكات العنيفة داخل المخيم وفي محيطه".\nوقال كريس جانيس المتحدث باسم أونروا: "النزوح مستمر إذ ينتقل الناس إلى منطقة يلدا المجاورة للفرار من القتال، بعض الأسر مستقرة في اليرموك إما لأنها لا تستطيع الانتقال بسبب احتدام المعارك أو لأنها اختارت البقاء"، مضيفًا، "ليس لدينا أي أرقام عن عدد من انتقلوا لكن الوضع الإنساني في اليرموك ويلدا لا يحتمل".\nوطالبت المؤسسات المدنية والحقوقية "السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بالقيام بمسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، والتواصل الفاعل مع كل الأطراف المتصارعة في سوريا لحماية المخيمات الفلسطينية من أي عملية تستهدف تدميرها، واحترام الوجود الفلسطيني في سوريا".\nوصف أحد سكان مخيم اليرموك، طلب عدم ذكر اسمه، الحرب التي شهدها المخيم بين داعش ومسلحي الجماعات الأخرى، بقوله: "لقد ذبحوهم داخل الشوارع"، وتابع قائلاً: "لقد ألقوا القبض على ثلاثة أشخاص، واقتادوهم إلى أحد الشوارع، حيث قاموا بذبحهم وقطع رؤوسهم أمام سكان المخيم"، حسبما ذكر موقع "سي إن إن".\nوأكد نشطاء وسكان بمخيم اليرموك لـCNN، أن ما يزيد على خمسة آلاف شخص حاولوا الفرار من المخيم، منذ سقوطه في قبضة تنظيم داعش، إلا أنهم لم يستطيعوا العثور على أي مكان آخر يمكنهم اللجوء إليه.

الخبر من المصدر