السجل الأسود لاغتيالات الموساد.. العلماء العرب في مرمى إسرائيل

السجل الأسود لاغتيالات الموساد.. العلماء العرب في مرمى إسرائيل

منذ 6 سنوات

السجل الأسود لاغتيالات الموساد.. العلماء العرب في مرمى إسرائيل

تعتبر الاغتيالات إحدى الوسائل للتخلص من الخصوم، وتتم العملية لأسباب سياسية، أو دينية، أو اقتصادية، وتتنوع أساليبها من حيث "السم والقتل بالرصاص أو حادث سيارة.. وغيرها"، وجميع التقارير دائما ما تشير إلى تورط جهاز الموساد في عمليات الاغتيال.\nالبداية كانت مع العالم المصري الدكتور على مصطفى مشرفة، حيث ولد في 11 يوليو عام 1898، ويعد أحد أعظم علماء مصر، وبرع في المجالات العلمية لا سيما في مجال الذرة، وذاع صيته في العالم إلى أن أصبح واحدًا من 7 علماء على مستوى العالم يعرفون أسرار الذرة.\nالتحق عام 1920 بالكلية الملكية "kings college "، وحصل منها عام 1923 على الدكتوراه في فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلس توماس ويلسون Charles T. Wilson.\nاقرأ أيضًا: من هو «فادي البطش» الذي اغتاله «الموساد» بزعم أنه مهندس بـ«حماس»؟ \nوكان مشرفة أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب، بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الأيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الأيدروجينية، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا.\nوفي 15 يناير 1950 توفى مشرفة بأزمة قلبية، ووجهت أصابع الاتهام حينها إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، بسبب إصراره على إدخال تطبيقات علم الذرة إلى مصر.\nولدت الدكتورة سميرة موسى على، فى الثالث من مارس عام 1917 بقرية سنبو مركز زفتى بمحافظة الغربية، وتعد أول عالمة ذرة مصرية وأطلق عليها لقب "مس كوري الشرق".\nاستطاعات سميرة موسى التوصل إلى معادلة تفتيت المعادن الرخيصة التي كانت ستمكنها من صناعة القنبلة النووية، لكن القدر لم يمهلها لاستكمال هذا المشروع، وربما كانت هذه المعادلة هى أحد أسباب اغتيالها.\nاقرأ أيضًا: «حرب الظل» كتاب إسرائيلي يكشف اغتيال الموساد 3000 شخص \nالعالم المصري يحيى المشد هو واحد من أهم عشرة علماء على مستوى العالم في مجال التصميم والتحكم في المفاعلات النووية، ولد في 1932 بمدينة بنها، وكان هدفا للمخابرات الإسرائيلية بعدما وافق المشد على العرض العراقي، للمشاركة في المشروع النووي الذي وفرت له العراق كل الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي.\nوفي 13 يونيو عام 1980، عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس في حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس، وقُيدت القضية ضد مجهول رغم أن كل العالم كان على علم بأن الموساد الإسرائيلي هو من قام بهذه العملية.\nجمال حمدان ولد 4 فبراير 1928، أحد أعلام الجغرافيا المصريين، اسمه بالكامل جمال محمود صالح حمدان، ولد في قرية ناي بمحافظة القليوبية، ومن أشهر كتاباته عن فضح أكاذيب اليهود هو كتاب "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام 1967.\nهو من أشهر المفكرين في قائمة غتيالات الموساد الإسرائيلي، حيث فجر رئيس المخابرات الأسبق أمين هويدي مفاجأة من العيار الثقيل، حول الكيفية التي مات بها جمال حمدان، وأكد "هويدي" أن لديه ما يثبت أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قتل "حمدان"، في 17 إبريل 1993.\nعثر على جثته والنصف الأسفل منها محروقا، واعتقد الجميع أن الدكتور حمدان مات متأثرا بالحروق، ولكن يوسف الجندي، مفتش الصحة بالجيزة وقتها، أثبت في تقريره أن الفقيد لم يمت مختنقا بالغاز، كما أن الحروق ليست سببا في وفاته، لأنها لم تصل لدرجة إحداث الوفاة.\nكان جمال حمدان صاحب السبق في فضح أكذوبة أن اليهود الحاليين هم أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين خلال حقب ما قبل الميلاد، وأثبت في كتابه "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام 1967، بالأدلة العملية أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين، ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية "الخزر التترية" التي قامت بين "بحر قزوين" و"البحر الأسود"، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وهو ما أكده بعد ذلك بعشر سنوات "آرثر كوستلر" مؤلف كتاب القبيلة الثالثة عشرة الذي صدر عام 1976.\nاقرأ أيضًا: الغارة الإسرائيلية على المفاعل النووي السوري.. «فشل الموساد» كان حاضرًا \nيعتبر العالم سمير نجيب عالم الذرة المصري من طليعة الجيل الشاب من علماء الذرة العرب، فقد تخرج في كلية العلوم بجامعة القاهرة في سن مبكرة، وتابع أبحاثه العلمية في الذرة. \nولكفاءته العلمية المميزة تم ترشيحه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة، وعمل تحت إشراف أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء وسنه لم تتجاوز الثالثة والثلاثين، وأظهر نبوغا مميزا وعبقرية كبيرة خلال بحثه الذي أعده في أواسط الستينيات خلال بعثته إلى أمريكا، لدرجة أنه فرغ من إعداد رسالته قبل الموعد المحدد بعام كامل.\nتصادف أن أعلنت جامعة ديترويت الأمريكية عن مسابقة للحصول على وظيفة أستاذ مساعد بها في علم الطبيعة، وتقدم لهذه المسابقة أكثر من مائتي عالم ذرة من مختلف الجنسيات، وفاز بها الدكتور سمير نجيب، وحصل على وظيفة أستاذ مساعد بالجامعة، وبدأ أبحاثه الدراسية التي حازت على إعجاب الكثير من الأمريكيين، وأثارت قلق إسرائيل والمجموعات الموالية للصهيونية في أمريكا، وبدأت تنهال على الدكتور العروض المادية لتطوير أبحاثه، ولكنه بعد حرب يونيو 1967 شعر أن بلده ووطنه في حاجه إليه.\nوما إن أعلن الدكتور سمير عن سفره حتى تقدمت إليه جهات أمريكية كثيرة تطلب منه عدم السفر، وعُرضت عليه الإغراءات العلمية والمادية المتعددة كي يبقى في الولايات المتحدة. \nلكن الدكتور سمير رفض كل الإغراءات التي عُرضتْ عليه، وفي ليلة سفره فوجئ الدكتور سمير نجيب، في أثناء قيادته سيارته، بسيارة نقل ضخمة، ظن في البداية أنها تسير في الطريق شأن باقي السيارات، وانحرف إلى جانبي الطريق، لكنه وجد أن السيارة تتعقبه، فأسرعت سيارة النقل ثم زادت من سرعتها واصطدمت بسيارة الدكتور الذي تحطمت سيارته ولقي مصرعه على الفور.\nسعيد السيد بدير، عالم مصري تخصص في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي من مواليد روض الفرج بالقاهرة في 4 يناير 1949، وتوفي في 14 يوليو 1989 بالإسكندرية، في واقعة يصفها الكثيرون أنها عملية قتل متعمدة.\nنشرت أبحاثه في جميع دول العالم حتى اتفق معه باحثان أمريكيان في أكتوبر عام 1988، لإجراء أبحاث معهما عقب انتهاء تعاقده مع الجامعة الألمانية، وهنا اغتاظ باحثو الجامعة الألمانية وبدؤوا بالتحرش به ومضايقته حتى يلغي فكرة التعاقد مع الأمريكيين.\nوذكرت زوجته أنها وزوجها وأبناءهما كانوا يكتشفون في أثناء وجودهم في ألمانيا، عبثًا في أثاث مسكنهم وسرقة كتب زوجها، ونتيجة لشعورهم بالقلق قررت الأسرة العودة إلى مصر على أن يعود الزوج إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده، ثم عاد إلى القاهرة في 8 يونيو عام 1988، ليحميه من محاولات متوقعة لاغتياله وقرر السفر إلى أحد أشقائه في الإسكندرية لاستكمال أبحاثه فيها، حيث عثر عليه جثة هامدة.\nوأكدت زوجته أن إحدى الجهات المخابراتية وراء اغتيال زوجها، وتؤكد المعلومات أن العالم سعيد بدير توصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالما فقط، في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ.\nحسن كامل الصباح «أديسون الشرق» \nحسن كامل الصباح، عالم لبناني، ولد في مدينة النبطية 16 أغسطس 1894، وتم اغتياله في 31 مارس 1935.\nويعتبر الصباح من كبار المكتشفين ورائد من رواد العلم البارزين على مستوى العالم، وهو أول من صنع جهازا للتلفزة يخزن أشعة الشمس ويحولها ﺇلى تيار وقوة كهربائية، سجل اختراعاته في 13 دولة منها: الولايات المتحدة الأمريكية، وبلجيكا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، واليابان، وإسبانيا، واتحاد دول إفريقيا الجنوبية، بالإضافة إلى العديد من النظريات الرياضية في مجال الهندسة الكهربائية، لذلك لقب بـ"أديسون الشرق"، اغتيل الصباح في الولايات المتحدة، وأحاط حادث اغتياله الغموض إلى يومنا هذا، لكن أشارت أصابع الاتهام إلى تورط جهاز الموساد.\nوبعيدًا عن العلماء العرب، تتوجه أعيننا صوب مسعود محمدي، العالم الإيراني المتخصص في فيزياء الجسيمات والرياضيات.\nولد محمدي في إيران عام 1960، وتم اغتياله في 2010 بانفجار استهدفه عندما كان خارجًا من منزله للذهاب إلى الجامعة في العاصمة طهران. \nوألقى الأمن الإيراني القبض على منفذ الاغتيال، وهو ملاكم إيراني يدعى مجيد جمالي فشي، اعترف بتنفيذ الاغتيال لحساب الموساد الإسرائيلي مقابل 120 ألف دولار، لكن نهايته كانت الإعدام.\nولد العالم والمهندس الكيميائي أحمدي روشن في 1980 بإيران، وتم اغتياله في يناير 2012، حيث قام مجهولون بزرع قنبلة في سيارته خلال زيارته لموقع نطنز النووي، ليلقى مصرعه في الحال.\nوأخيرًا اغتالت يد الغدر فجر اليوم، الأكاديمى الفلسطيني الدكتور فادي محمد البطش، حيث أطلق شخصان يستقلان دراجة نارية الرصاص عليه في أثناء خروجه لأداء صلاة الفجر في ماليزيا، مما أدى إلى وفاته على الفور.\nواتهمت عائلة "البطش" جهاز الموساد الإسرائيلي باغتيال نجلها الدكتور فادي البطش في العاصمة الماليزية كوالالمبور.\nودائمًا ما تشير أصابع الاتهام إلى إسرائيل وجهاز مخابراتها "الموساد" بالتورط في قتل العلماء من كل دول العالم وبالأحرى العلماء العرب.

الخبر من المصدر