المحتوى الرئيسى

من هو «فادي البطش» الذي اغتاله «الموساد» بزعم أنه مهندسا بـ«حماس»؟

04/21 14:32

كعادتها دائمًا لم تراع إسرائيل حرمة الصلاة، فمع أذان صلاة الفجر وتوجهه إلى أحد المساجد لأداء الصلاة في العاصمة الماليزية كوالالمبور، اغتالت يد الغدر فجر اليوم السبت الموافق ٢١ إبريل، الأكاديمى الفلسطينى الدكتور فادي محمد البطش، حيث أطلق شخصان يستقلان دراجة نارية الرصاص عليه، مما أدى لوفاته على الفور.

جاء استهداف "فادي البطش" ضمن مسلسل اغتيال الكفاءات الفلسطينية المستمر، وفور اغتيال "البطش" اتجهت أصابع الاتهام إلى جهاز "الموساد" الإسرائيلي، الذي يستهدف بين الحين والآخر العلماء والشخصيات البارزة الفلسطينية.

الراحل "البطش" صاحب الـ "35" عاما الذي كان من المقرر أن يغادر ماليزيا غدا الأحد إلى تركيا، لرئاسة مؤتمر علمى دولى فى الطاقة هناك، حاصل على جائزة أفضل باحث عربي في منحة الخزانة الماليزية، وعمل محاضرا في جامعة ماليزية خاصة، وهو من سكان مدينة جباليا، ومتزوج وعنده 3 أطفال.

حصل على العديد من الجوائز العلمية الرفيعة ومنها جائزة منحة "خزانة" الماليزية عام 2016، والتي تعد الأرفع من ناحية الجودة، وذلك بعد حصوله على درجة الدكتوراة في الهندسة الكهربائية "إلكترونيات القوى" من جامعة "مالايا" الماليزية، وتحقيقه جملة من الإنجازات العلمية التي أهلته للفوز، كأول عربي يتوج بها.

خلال رحلته الدراسية، نشر «البطش» 18 بحثا محكما في مجلات عالمية ومؤتمرات دولية، وشارك في مؤتمر دولي في اليابان، وشارك بأبحاث علمية في مؤتمرات دولية عقدت في بريطانيا، فنلندا، أسبانيا، السعودية، علاوة على المشاركة في مؤتمرين محليين في ماليزيا.

وكان يعمل موظفا في سلطة الطاقة بغزة قبل سفره إلى ماليزيا، وكان بارعا جدا في مجال دراسته هندسة الكهرباء، وتخرج من الجامعة بدرجة امتياز.

وكان آخر ما كتبه "البطش" عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "فلسطين الحبيبة كيف أغفو وفي عيني أطياف العذاب".

وفور اغتيال "البطش"، اتهمت عائلته جهاز الموساد الإسرائيلي باغتيال نجلها الدكتور فادي البطش في العاصمة الماليزية كولالامبور صباح اليوم، بحسب "غزة بوست".

اتهم خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وهو أحد أفراد عائلة الراحل، جهاز الموساد بالوقوف خلف حادثة الاغتيال، قائلا "نحن كعائلة نتهم جهاز الموساد بالوقوف خلف حادثة الاغتيال للدكتور فادي محمد البطش الباحث في علوم الطاقة".

خالد البطش، طالب السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين بالاغتيال قبل تمكنهم من الفرار، كما طالب السلطات الماليزية وسفارة فلسطين في ماليزيا وكافة الأشقاء بالعمل على إعادة الجثمان إلى مسقط رأسه في بلدة جباليا.

من جانبها، نعت حركة "حماس" الراحل، وقالت في بيانٍ: تنعي "حماس" ابنًا من أبنائها البررة، وفارسًا من فرسانها، وعالمًا من علماء فلسطين الشباب، وحافظًا لكتاب الله، ابن جباليا المجاهدة.. الشهيد المهندس فادي البطش".

وأضاف البيان: لقد تميز الشهيد بتفوقه وإبداعه العلمي، وله في هذا المجال إسهامات مهمة ومشاركات في مؤتمرات دولية في مجال الطاقة، وكان الشهيد نموذجًا في الدعوة إلى الله، والعمل من أجل القضية الفلسطينية، بحسب "سوا".

من جانبها، زعمت وسائل إعلام إسرائيلية، أن فادي البطش «مهندس في حماس وخبير طائرات بدون طيار»، ملمحة إلى دور ما للموساد في الحادث بحسب «إرم نيوز».

إقرأ أيضا : «حرب الظل» كتاب إسرائيلي يكشف اغتيال الموساد 3000 شخص

المؤتمر الشعبي الفلسطينيي في ماليزيا، أكد أن اغتيال المخترع الفلسطيني الأكاديمي فادي البطش، يأتي ضمن سلسلة الاستهداف المستمر لعلماء وكفاءات فلسطين.

وفند المؤتمر كفاءات "البطش"، وأوضحت أنه حصل على براءة اختراع في رفع كفاءة شبكات نقل الطاقة الكهربائية باستخدام تكنولوجيا إلكترونيات القوى، إذ نجح فعليًا في خلق جهاز يعتمد تصميمه على تكنولوجيا إلكترونيات القوى ومن ثم توصيله بشبكة نقل الطاقة الكهربائية وتحسين كفاءة الشبكة بنسبة تصل لــ18%".

المؤتمر، أشار إلى أن البحث يحقق في حال تطبيق فكرته عدة فوائد أهمها تقليل الفقد في الطاقة (Power Losses) الذي ينتج عن عملية نقل الطاقة الكهربائية من محطات توليد الطاقة الكهربائية عبر خطوط النقل إلى المستهلكين، إلى جانب تحسين كفاءة شبكة نقل الكهرباء عموما.

وبحسب موقع (Researchgate)، بلغ عدد من قرأ أبحاث "البطش" من جميع دول العالم نحو 5500 بجانب أكثر من 60 اقتباسًا، وكذلك حصل على المركز الأول في مسابقة (University of Malaya Three-Minute-Thesis Competition 2015)، التي تهتم بتلخيص بحث الدكتوراه لغير المختصين في صفحة عرض واحدة ثابتة.

سبق "فادي البطش" العديد من الشخصيات الفلسطينية البارزة، التي قامت المخابرات الإسرائيلية باستهدافها، وباتت سياسة الاغتيالات التي تتبعها إسرائيل، من أبرز الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ووسيلة يستعاض بها عن تنفيذ عمليات عسكرية واسعة.

إقرأ أيضا : الغارة الإسرائيلية على المفاعل النووي السوري.. «فشل الموساد» كان حاضرًا

فبعد عام 1948 أصبحت الاغتيالات سياسة راسخة عند قادة إسرائيل لا سيما أنهم شاركوا في عدد كبير من الاغتيالات المبرمجة، وعلى رأس هؤلاء بعض الشخصيات التي تبوأت منصب رئيس وزراء إسرائيل من قبيل إسحق شامير، وإسحق رابين وآرييل شارون، وشمعون بيريز، ومناحيم بيغن، حيث انضووا في إطار العصابات الصهيونية، الهاغانا، والشتيرن والأرغون وغيرها من العصابات الصهيونية، بحسب "الحياة".

ومن أبرز العلماء الفلسطينيين الذين تم اغتيالهم الدكتور نبيل أحمد فليفل، وهو عالم الذرة الفلسطيني الذي استطاع دراسة الطبيعة النووية، وأصبح عالماً في الذرة وهو في الثلاثين من عمره، وكان ينوي الاستمرار في دراسة مادة القرن الواحد والعشرين، وتمكن من القيام بدراساته كاملة، وكان يلتهم كل ما تقع عليه يده من كتب الذرة.

وعلى الرغم من أنه كان من مخيم "الأمعري" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد رفض كل العروض التي انهالت عليه وفي الخفاء وعن طريق الوسطاء للعمل في الخارج، وكان يشعر أنه سيخدم وطنه بأبحاثه ودراساته العالمية، وفجأة اختفى الدكتور نبيل ثم في يوم السبت الموافق 28 ابريل 1984 عثر على جثته في منطقة "بيت عور"، ولم يتم التحقيق في شيء.

كما تعرض أنيس الصايغ مدير مركز الأبحاث والدراسات الفلسطينية في بيروت، لمحاولة اغتيال في بيروت في يوليو 1972، لكن نجا من عملية الاغتيال بأعجوبة رغم إصابته البليغة.

محمود الهمشري، وهو طبيب وممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى الحكومة الفرنسية، اغتيل بالعاصمة الفرنسية باريس من خلال عبوة ناسفة زرعت في منزله في ديسمبر 1972.

إقرأ أيضا : بعد 50 عامًا.. وثائق تكشف تورط الموساد وفرنسا في قتل معارض مغربي  

حتى الطلبة لم تسلم من سلاح الغدر الإسرائيلي، فعزيز مطر طالب فلسطيني كان يدرس الطب في جامعة روما، اغتيل أمام منزله في يونيو 1981 في العاصمة الإيطالية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل