هل ينقلب تمسك أوروبا بالاتفاق النووي الإيراني أمام ضغط ترامب؟

هل ينقلب تمسك أوروبا بالاتفاق النووي الإيراني أمام ضغط ترامب؟

منذ 6 سنوات

هل ينقلب تمسك أوروبا بالاتفاق النووي الإيراني أمام ضغط ترامب؟

قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية الجمعة (20 أبريل/ نيسان 2018) إن الرئيس دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سيبحثان الاتفاق النووي الإيراني في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل على الرغم من أن المباحثات مع الدول الأوروبية بشأن معالجة المخاوف الأمريكية من الاتفاق المبرم عام 2015 "لم تنته تماماً بعد".\nوقال المسؤول للصحفيين إن ترامب سيناقش أيضاً قضايا أخرى مع ماكرون من بينها الضربة العسكرية المشتركة التي تم توجيهها لسوريا هذا الشهر بعد هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية في دوما قرب دمشق.\nالولايات المتحدة الأمريكية لا تستبعد بعد الهجوم بالغاز السام المفترض اتخاذ خطوات عسكرية ضد سوريا. إلا أن خبير الشؤون الأمريكية يوزيف برامل يعتقد أن الأمر يدور حول قضية أخرى. (11.04.2018)\nرفض مجلس الشورى الإيراني فكرة إجراء أية تعديلات على نص الاتفاق النووي المبرم مع القوى الدولية، معتبرا مطلب ترامب في تعديل "العيوب الكارثية" عبثا لا يمكن القبول به. (14.01.2018)\nبينما يتمسك الأوروبيون بالاتفاق النووي مع إيران كرر الرئيس الأمريكي ترامب انتقادات شديدة لهذا الاتفاق، متسبباً في مخاوف لدى الأوروبيين بأنه من الممكن أن يقوم بإلغائه. ومن المقرر أيضاً أن تلتقي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في الـ27 من نيسان/ أبريل الجاري ترامب في البيت الأبيض، وهي ثاني زيارة لها للولايات المتحدة منذ تولي ترامب رئاسة البلاد.\nويفرض الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران والولايات المتحدة وخمس دول كبرى أخرى قيوداً على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات عنها. ووصف ترامب الاتفاق بأنه أحد أسوأ الاتفاقات، التي جرى التفاوض عليها على الإطلاق. وحدد الرئيس الأمريكي في يناير/ كانون الثاني مهلة لبريطانيا وفرنسا وألمانيا تنقضي في 12 مايو/ أيار المقبل، قائلاً إن على الدول الثلاث الاتفاق على "إصلاح العيوب الجسيمة في الاتفاق النووي الإيراني" وإلا فإنه سيرفض تمديد تخفيف العقوبات الأمريكية.\nوقال المسؤول الأمريكي الكبير الجمعة إن "الأوروبيين ولاسيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا يعملون بجد في محاولة لمعالجة بعض من أهم أو أبرز مخاوفنا المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية مثل الفقرة، التي تنص على انتهاء العمل بالقيود على برامج إيران النووية بعد عشر سنوات". وأضاف "هذا العمل لم ينته تماما بعد".\nمزيد من الأوروبيين ينضمون للدول الثلاثة\nوقال السفير الأمريكي لشؤون نزع السلاح روبرت وود يوم أمس الخميس إن واشنطن تجري مناقشات "مكثفة" مع الدول الأوروبية الثلاث قبل انقضاء المهلة المحددة في مايو/ أيار لاستئناف العقوبات على إيران إذا لم يصدر ترامب قرارات جديدة بتعليقها.\nوقالت إيران إنها ستلتزم بالاتفاق ما دامت الأطراف الأخرى تحترمه ولكنها ستتخلى عنه إذا انسحبت منه واشنطن. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله في نيويورك "أمام إيران عدة خيارات إذا تخلت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي. رد إيران على انسحاب أمريكا من الاتفاق لن يكون لطيفاً". \nوكان دبلوماسيون قد قالوا هذا الأسبوع إن حكومات الاتحاد الأوروبي تبدي مزيداً من التأييد لفكرة فرض عقوبات جديدة على إيران اقترحتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا\nوكانت لندن وباريس وبرلين أثارت غضب شركائها في الاتحاد في مارس/ آذار عندما سعت البلدان الثلاثة للمضي قدماً في مقترح لفرض عقوبات على 15 مسؤولاً كبيراً وشخصيات عسكرية وشركات إيرانية قبل انقضاء مهلة ترامب، كوسيلة لإثناء الرئيس الأمريكي عن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم. لكن يبدو أن أعضاء آخرين بالاتحاد ينضمون حالياً لمسار العقوبات في ظل تأكيدات من مسؤولين بالحكومة الأمريكية بأن مثل هذه العقوبات قد تؤثر في قرار ترامب وأيضاً في ظل تراجع نهج المواجهة من قبل لندن وباريس وبرلين.\nقد يكون الاتحاد الأوربي أول الأطراف غير الراغبة في تشكيل المثلث الروسي التركي الإيراني. فبعد أن كان ينتظر من تركيا أن تلعب دوراً؛ بصفتها عضواً في الناتو، وساعية للانضمام للاتحاد الأوروبي، فتضيق على الجار الروسي اقتصادياً وسياسياً، اختارت أنقرة التحالف مع ذلك الجار. وقد ساهمت محاولة الإنقلاب الفاشلة بتركيا عام 2016 في بداية تشنجات واضحة في العلاقات بين أنقرة والغرب.\nتشهد العلاقات بين الرياض وأنقرة بروداً شديداً منذ فترة، خاصةً بعد أن صارت السعودية ترى في تركيا منافساً على زعامة العالم الإسلامي، مثلما ترى في إيران منافسا أيضاً لها في دول الجوار، ولذلك صارت السعودية تتجه نحو التعاون مع إسرائيل، ولن تروق لها فكرة "الحلف المحتمل" بين إيران وتركيا، وهو ما جعل مراقبين، يذهبون نحو فرضية إعداد السعودية لخطة استباقية بهدف تشكيل حلف مقابل "الحلف الجديد".\nلا يقف مسلسل العداء بين الرياض وطهران عن التنامي يومياً. وفي ظل التحالف الجديد ستكون السعودية في مواجهة مع أعداء اتهمتهم مراراً بالرغبة في السيطرة على العالم الإسلامي. وكان تصريح محمد بن سلمان لمجلة "أتلانتيك" الأميركية (3 أبريل/ نيسان2018) أقوى دليل على استمرار المواجهة العلنية بين بلده وإيران، إذ أشار إلى أن النظام الإيراني يريد نشر فكرة "ولاية الفقيه" المتطرفة، ويعتقدون أن فكرهم سيحكم العالم".\nالتقاء روسيا بتركيا وإيران من الخطوات التي لن تعجب إسرائيل. ويرى مراقبون في تقارب إسرائيل والسعودية خطوة لمواجهة المد الإيراني الشيعي. وتشهد العلاقات بين طهران وتل أبيب توتراً شديداً خصوصاً بسبب البرنامج النووي الإيراني، وقد اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بأن "إسرائيل تقف إلى الجانب نفسه مع السعودية بخصوص معاداة إيران".\nعقدت تركيا آمالا عريضة على ترامب، الدي رأت في ولايته بداية عصر جديد للعلاقة بين البلدين. لكن الأمر لم يستمر طويلاً، إذ اختلفت أنقرة وواشنطن بخصوص تحديد الجماعة الأكثر تهديداً في سوريا. وفي الوقت الذي ضاعفت واشنطن دعمها العسكري لوحدات حماية الشعب الكردية؛ رأت أنقرة في هذه الوحدات تهديداً وجودياً لمستقبل الجمهورية التركية. لهده الأسباب اتجهت تركيا للبحث عن متعاونين آخرين، شكلت روسيا وإيران أهمهما.\nانهارت العلاقة بين واشنطن وموسكو بشكل غير مسبوق بعد حادث تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا. حيث ردت واشنطن بطرد 60 موظفاً في البعثات الروسية في أرجاء البلاد وفي بعثة روسيا في الأمم المتحدة، كما قررت إغلاق القنصلية الروسية في سياتل. وفي المقابل أعلن وزير الخارجية الروسي أن بلاده ستطرد 60 دبلوماسياً أميركياً وستغلق قنصلية الولايات المتحدة في سان بطرسبورغ.\nأكدت تركيا في أكثر من مرة على أن تحالفها مع روسيا لا يعني خروجها من حلف شمال الأطلسي (الناتو). وبالرغم من أن الناتو قد عبر في أكثر من مرة عن قلقه إزاء الصفقات التي تعقدها أنقرة وموسكو، إلا أن هذا لم يمنع تركيا من الإقدام على ربط علاقات مع حليفتها روسيا. ويمكن لهذا القلق أن يتزايد في حالة تشكيل تحالف بين تركيا وروسيا وإيران.\nشهدت علاقة الإمارات بتركيا توتراً شديداً في الآونة الأخيرة، وخصوصاً بسبب دعم أنقرة لقطر. وطالبت الإمارات تركيا، في وقت سابق، باحترام سيادة الدول العربية، وقالت إن دعم الجماعات الإسلامية الساعية إلى تغيير الأنظمة بالعنف لا يمثل توجها عقلانياً نحو دول الجوار. بينما هاجم أردوغان وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد بسبب إعادته نشر "تغريدة" تسيئ لقائد عثماني كان مسؤولاً عن حماية المدينة المنورة.\nتعتبر الإمارات إيران من التحديات التي يلزمها مواجهتها إلى جانب تركيا. وتشهد العلاقة بين الإمارات وإيران، توتراً بسبب جزر أبو موسى، و‌طنب الكبرى، و‌طنب الصغرى بمضيق هرمز، والتي تتهم الإمارت إيران باحتلالها. وبالرغم مما تعلنه أبوظبي بوسائل إعلامها من عداء لإيران، إلا أنها تصدرت قائمة الدول العربية من حيث حجم التبادل التجاري مع طهران. إعداد: مريم مرغيش.

الخبر من المصدر