أرسن فينجر - الفاشل الذي أبكى "من ظنوا أنهم يكرهونه" | Goal.com

أرسن فينجر - الفاشل الذي أبكى "من ظنوا أنهم يكرهونه" | Goal.com

منذ 6 سنوات

أرسن فينجر - الفاشل الذي أبكى "من ظنوا أنهم يكرهونه" | Goal.com

قليلون هم من عاصروا حقبة أرسن فينجر مع أرسنال بشكل كامل بالجيل الحالي من بدايتها وحتى النهاية، أو بمعنى أدق قليلون من هم "أصحاب الصوت العالي" الذين شهدوا على تلك الفترة بكامل تفاصيلها.\nمنذ بضعة سنوات كان الجميع لا يطيق الانتظار لرحيل فينجر، جمهور أرسنال فاض به الكيل من الإخفاق المستمر وعدم الفوز بأي بطولة دوري منذ موسم 2003/2004.\nإذا سألت معظم أي مشجع لأرسنال هل تريد بقاء فينجر أم رحيله؟ الإجابة واضحة وصريحة في أي وقت على مدار السنوات الماضية .. بالطبع رحيله لندخل في مرحلة جديدة بعيدا عن كل الإخفاقات.\nنفس المشجع الآن على الأرجح سيكون متأثرا أو في حالة بكاء شديدة لرحيل "من ظن أنه يكرهه".. لماذا؟\nقبل صخب السوشيال ميديا وجنون "التريند" الذي يلغي كل ما قبله ومزحة "المركز الرابع" الأكثر استهلاكا، جاء أرسن فينجر لأرسنال عام 1996 ليفتح صفحة جديدة في تاريخ النادي الإنجليزي.\nالمدفعجية وقتها كانوا فريقا كبيرا يمتلك عدد جيد من البطولات، يجعله منافسا قويا لكبار إنجلترا، قبل أن يبتعد ويصبح نيوكاسل وكذلك بلاكبرن هما منافسي مانشستر يونايتد على لقب الدوري.\nفينجر لا يمثل كل تاريخ أرسنال وليس من صنعه ولكن هذا ترتيب الفريق بآخر 4 مواسم قبل مجيء الفرنسي..\nومع أول موسم لفينجر تحسنت الأوضاع بشكل كبير وحقق لقب البريميرليج في ثاني موسم له، ليضيف إليه لقبين آخرين منهم دوري اللاهزيمة.\nتخللت هذه اللحظات السعيدة بالدوري 4 ألقاب أخرى بكأس الاتحاد الإنجليزي، ليندهش الجميع بكل ما قدمه الفرنسي ذو المظهر الهزيل القادم من اليابان دون اي تاريخ يذكر.\nالنجاح لم يقتصر فقط على البطولات، الطريقة التي جاءت بها والكرة الجمالية التي لم يختلف عليها أحد واللمسات الفنية المبهرة الخالدة في أذهان كل ما شهدها، لكن مع كل أسف لن تخلد بصفحات السوشيال ميديا التي تجعل من كل لاعب أو هدف جاء بطريقة مختلفة هو الأفضل في التاريخ كأمر غير قابل للنقاش.\nبحالة وصفك أرسن فينجر بالفاشل في تلك الفترة والحقبة الذهبية فعلى الأرجح المشكلة ستكون في مدى تعريفك لكلمة النجاح..\nملعب هايبري كان قلعة وحصن لأرسنال، لكن لسوء الحظ مع تطور اللعبة وزيادة شعبية الفريق، حان وقت الافتراق للذهاب لمكان أكبر يضع النادي ضمن الصفوة في أوروبا.\nاحتاج أرسنال 390 مليون جنيه إسترليني لبناء الملعب، الذي يتسع لـ60.43 متفرج ليصبح الثاني من ناحية الكبر في إنجلترا بعد أولد ترافورد بتلك الفترة.\nالمبلغ لم ينفق على التكلفة الفعلية لبناء ملعب الإمارات، بل أيضا تحمل النادي العديد من النفقات الأخرى بسبب المعارضة المحلية للإنشاء بمنطقة أشبرتون جروف في لندن.. معركة طويلة خاضها أرسنال وفينجر انتهت بالانتصار.\nأدت هذه التكلفة لزيادة الديون على عاتق إدارة النادي، لتبدأ مرحلة التقشف ويصبح فينجر بدون أي موارد لتدعيم فريقه بداية من صيف 2006.\nصاحبت تلك الفترة رحيل للعديد من النجوم تلك الآخر باتريك فييرا، سول كامبل، أشلي كول، فريدي ليونبرج تيري هنري مع اعتزال دينيس بيركامب.\nفينجر كان مطالبا بإعادة بناء الفريق من جديد بدون أي موارد، سقف رواتب ضئيل مع عدم ضم أي لاعب يزيد سعره عن 15 مليون جنيه إسترليني.\nمع ظهور قوى ضخمة مثل تشيلسي ومانشستر سيتي أصبح أرسنال مطالبا بالمنافسة مع هؤلاء، بمجموعة من اللاعبين أبرزهم ألمونيا، ميكيل سيلفستر، جايل كليشي، نيكلاس بنتنر، يوهان دجورو.\nورغم كل ذلك كان الفرنسي قادرا على صناعة شيء ما، جلب بعض المواهب مثل سيسك فابريجاس، فان بيرسي، اليكس سونج، سمير نصري وأديبايور وماثيو فلاميني، صنعهم من لاشيء قبل ان يرحلوا بحثا عن البطولات.\nمجموعة عادية من اللاعبين بتواجد نجم أو إثنين، كانت قادرة يوما ما على التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال، والوجود ضمن الأربعة الكبار والمنافسة على البريميرليج جيل شاب في 2007/2008.\nتجاهل كل هذه الحقائق ونعت فينجر بالفاشل رغم قراره بإكمال مشروعه حتى النهاية، ورفضه أكثر من عرض رسمي أسباني لريال مدريد أمر مثير للدهشة.\nحسنا أرسنال إسم كبير وما كان يمر به الفريق بتلك الفترة لا يليق به كنادي كبير.. ماذا لو ارتدى لاعبو ستوك سيتي أو وست بروميش أو سوانزي قمصان مانشستر سيتي أو يونايتد أو ليفربول.. هل سيربحون الدوري؟\nماذا لو أعطيت لاعبي ليفانتي أو جيرونا قمصان ريال مدريد وبرشلونة ستجد الأول ينافس على دوري الأبطال والآخر يحسم لقب الليجا؟\nالمجموعة المتواضعة التي امتلكها فينجر بهذه الفترة، هي نفسها قد تراها في إيفرتون أو ساوثهامبتون أو أي أندية الوسط، التي لو اقتربت من الأربعة الكبار لاعتبرته إنجازا يستحق الإشادة.\nالمثير للدهشة أن من يتهمون فينجر بالفشل على هذه السنوات، هم أنفسهم من يصون ماوريسيو بوتشينيو بالبطل  لاكتفاءه بالمنافسة على الأربعة الكبار بجيل هاري كين وديلي ألي وهوجو لوريس وكريستيان إريكسن وفيرتونخن طوال 3 مواسم.\nهم أنفسهم من سيوجون العذر لبيب جوارديولا اذا فشل لو طلبت منه إدارة مانشستر سيتي التخلي عن نجم أو إثنين من أجل مشكلة مالية، خاصة وأنها سبق ووجهت له الدعم الكامل على الغياب الكارثي لجناحه ليروي ساني "لمدة شهر" وأرادت تعويضه برياض محرز بـ75 مليون إسترليني، ودعمته بما يقرب من 800 مليون إسترليني لبناء فريق جديد.\nتعهد الفرنسي في إبريل 2013 أن أرسنال لن يبيع نجومه مرة أخرى، انتهى التقشف لتبدأ مرحلة جديدة يستطيع فيها الفريق للعودة للبطولات.\nالموارد أصبحت متاحة أكثر من أي وقت مضى، تعاقد النادي مع لاعبين من نوعية مسعود أوزيل، بيتر تشيك وأليكسيس سانشيز لترتفع الطموحات وتنتهي الأعذار.\nفينجر رفض التخلي عن حلمه، ولكن كرة القدم تخطته وعاقبته على عدم مجاراتها، حتى وإن كانت الظروف قاسية وغير مناسبة.\nرغم الفوز بـ3 بطولات كأس اتحاد إنجليزي، إلا أن الفشل استمر في الدوري خاصة الذي ربحه ليستر سيتي على حساب المدفعجية، لاسيما الخروج من دوري الأبطال بدور الـ16 ليصبح أرسنال مزحة للجميع.\nرحيل فان بيرسي وسانشيز والفشل في ضم لويس سواريز وغيره من اللاعبين، قلل من شعبيته وجعل الكل يطالب برحيله بل برقبته أحيانا.\nتشبث فينجر بإنقاذ صورته والصورة التي أراد رسمها بعد رحلة من الصبر، صاحبه كم كبير من الأخطاء، لتأتي النهاية بهذه الطريقة.\nيجب ان يكون هدفك في الحياة هو القيام بكل شيء على أنه فن .. فينجر يشرح ببساطة شديدة فلسفته بتحويل أرسنال من نادي ممل يلعب كرة عادية تهدف للفوز فقط، إلى فريق جذاب تعشق رؤيته حتى أوقات الخسارة.\nمن Boring Arsenal إلى Victory through harmony تعكس لك كيف تسلم فينجر تدريب أرسنال وكيف تركه.\nإذا كنت لا تؤمن سوى بالبطولات فمن الصعب فالطبع ستضع فينجر ضمن الأفشل في التاريخ، لما لا وهو لم يحقق سوى 3 بطولات دوري في 22 سنة ولم يفوز بدوري الأبطال.\nقل ما شئت لكن لن تنزع حقه في زيادة شعبية النادي حول العالم، عشاق في أفريقيا آسيا أستراليا ومعظم أنحاء الكرة الأرضية، جمعتهم متعة تيري هنري وليونبرج وبيريز وفييرا وبيركامب.\nتسائلت الصحف الإنجليزية في 1996 يوم قدوم أرسن من؟ أين ذهب يوهان كرويف أسطورة برشلونة لينقذ نادينا بدلا من هذا المغمور..ربما حان وقت الإجابة بعد 22 عام..\nفينجر هو الذي أبكى من ظنوا يوما ما أنهم يكرهونه.. قبل رؤية الصورة الكاملة  وشريط طويل من الذكريات تشاهد فيه دليل براءة الفرنسي مع كل هدف يجعلك تنتفض من مقعدك وكأنه تستمتع لمقطوعة موسيقية وليست مباراة كرة قدم.\nفينجر هو قوة فييرا وكامبل وومهارة تيري هنري وإبداع أوزيل وذكاء بيركامب وصلابة ليمان التي مهما طالت السنين لن تمسحها قسوة هذه اللعبة.\nجميع الحقوق محفوظة © 2018 Goal.com:. المعلومات الواردة في Goal.com يجب أن لا تنشر, تبث, تعاد كتابتها أو توزيعها من دون اذن مسبق من Goal.com

الخبر من المصدر