راوول كاسترو يتخلى عن الرئاسة في لحظة تاريخية في كوبا

راوول كاسترو يتخلى عن الرئاسة في لحظة تاريخية في كوبا

منذ 6 سنوات

راوول كاسترو يتخلى عن الرئاسة في لحظة تاريخية في كوبا

الجمعية الوطنية الكوبية تجتمع لانتخاب رئيس خلفا لراوول كاسترو\nالرئيس الكوبي راوول كاسترو سيتنحى في ابريل 2018\nانتحار الابن الأكبر لفيدل كاسترو بعد إصابته "باكتئاب حاد"\nانتحار الابن البكر لفيدل كاسترو\nانتخابات في كوبا تمهد لتخلي راوول كاسترو عن السلطة\nانتخابات في كوبا... بداية النهاية لحقبة كاسترو\nراوول كاسترو يستقبل وفدًا من الكونغرس الأميركي\nكوبا تختار زعيما جديدا لحقبة ما بعد آل كاسترو\nكوبا تستعد لطيّ صفحة "الأخوين كاسترو"\nوفاة حليف كاسترو المفكر الكوبي أرماندو هارت\nهافانا: سيترك هذا الخميس بصمته في تاريخ كوبا لأن الجزيرة لن يحكمها للمرة الاولى منذ حوالى ستة عقود، أحد افراد عائلة كاسترو مع نقل راوول كاسترو رسميا الرئاسة الى خليفته المعين ميغيل دياز- انيل.\nوعرض تعيين الرجل الثاني في النظام الذي يبلغ السابعة والخمسين من العمر، للتصويت في الجمعية الاربعاء، لكن النتيجة لم تكن موضع شكوك. ففي حوالى الساعة 09,00 (13،00 ت غ)، سيعمد النواب الى تثبيت دياز كانيل رئيسا جديدا لمجلس الدولة والوزراء.\nولحظة الاعلان عن ترشيحه الوحيد الاربعاء تعانق الوريث الرمادي الشعر مع سلفه الذي يبلغ السادسة والثمانين من العمر، مؤكدين بذلك ما كان كثيرون يتوقعونه منذ اشهر.\nوفرض دياز كانيل القادم من الحزب الوحيد وذو النظرة الثاقبة والمتكتم، نفسه تدريجيا الى جانب راوول كاسترو بعد تعيينه نائبا اول للرئيس في 2013 وبعدما تسلق في الظل سلم السلطة.\nوعرف دياز كانيل الذي نادى بتطور الانترنت وبصحافة تتمتع بمزيد من حرية النقد في الجزيرة، كيف يعطي عن نفسه صورة الحداثة، مع بقائه مقلا في التصريحات. لكنه يعرف ايضا كيف يبدو متصلبا حيال الانشقاق والدبلوماسيين الذين يميلون الى انتقاد النظام.\nوقد أعده الرئيس المنتهية ولايته لتسلم اعلى المناصب، فأرسله لتمثيل الحكومة في الخارج، فيما خصصت له وسائل الاعلام الرسمية مزيدا من الاخبار.\nوسيكون دياز كانيل المكلف قيادة عملية انتقالية تاريخية لولاية تتجدد كل خمس سنوات، اول رئيس كوبي لم يعرف ثورة 1959، ويتعين عليه بناء شرعية له. ومن المفارقات السعيدة انه سيحتفل الجمعة بعيد ميلاده الثامن والخمسين.\nقال مايكل شيفتر، رئيس مجموعة "حوار بين الاميركتين" في واشنطن، ان "من الصعوبة بمكان تقويم قدرة دياز كانيل على تولي مهمات الرئيس (...) انه ابن النظام، لكن صلابة النظام هي التي تشكل اكبر عقبة للتقدم".\nواكد هذا الخبير ان بداياته "ستشكل اختبارا لقدراته السياسية، ويمكنه ان يتوقع بعض المقاومة".\nوكتب الأخوان كاسترو تاريخا فريدا من التعاون على مستوى القمة، وتمكنا طوال 60 عاما تقريبا من مقاومة قسوة القوة العظمى الاميركية وانهيار الشريك السوفياتي الذي كانت عواقبه وخيمة على الجزيرة.\nوبعدما خلف في 2006 شقيقه فيدل الذي توفي اواخر 2016، اجرى راوول كاسترو مجموعة من الاصلاحات التي تكن مطروحة من قبل، كانفتاح الاقتصاد على الشركات الخاصة الصغيرة، وقام بتنسيق تقارب مذهل مع الولايات المتحدة.\nلكن المراقبين يقولون ان الاصلاحات كانت خجولة جدا لإنعاش اقتصاد ما زال يعتمد كثيرا على الواردات ودعم حليفه الفنزويلي الذي يواجه تراجعا شاملا.\nولمساعدة خليفته على تجنب المزالق، ولابقائه على الارجح ايضا تحت سيطرته، سيحتفظ راوول كاسترو بمنصبه أمينا عاما للحزب الشيوعي الكوبي القوي حتى 2021، حين يبلغ الحادية والتسعين من العمر.\nكذلك يستطيع المسؤول الثاني المقبل في النظام، سلفادور فالديس ميسا (72 عاما)، رفيق السياسة الكوبية منذ البداية، ان يمد له يد المساعدة القوية، لتخفيف مقاومة الحرس الثوري القديم، الحريص على عدم التضحية بالإرث الاشتراكي على مذبح الاصلاحات.\nوسيغادر مسؤولان "تاريخيان" هما رامون ماشادو فنتورا (87 عاما) والفارو لوبيز مييرا (76 عاما) مجلس الدولة، لكن "قدامى" آخرين قد أبقوا في الهيئة التنفيذية العليا التي ستضم بالاجمال 13 عضوا جديدا من اصل 31.\nوتعيين اعضاء مجلس الوزراء يفترض ان يحصل في الايام المقبلة، لكن عددا كبيرا من المراقبين يعتبرون حتى الان ان الشكل الجديد للحكم الكوبي سيكون أقل مركزية.\nوقال خورخي دواني، مدير معهد البحوث الكوبية في جامعة فلوريدا، ان دياز كانيل "سيتبنى على الارجح اسلوب ادارة يتسم بالتمسك بالقواعد المؤسسية والبيروقراطية، اكثر من اعتماده على حضوره وشخصيته، كما كان الحال مع فيدل، ثم مع اختلاف ضئيل مع راوول".\nويتعين على الرئيس الجديد الذي سيحافظ على التوازن بين الاصلاح واحترام المبادىء الاساسية لمبادىء كاسترو، الحرص على متابعة "عصرنة" اقتصاد ما زال تحت اشراف الدولة بنسبة 80%.\nومن الورش التي يتعين الخوض فيها، الغاء العملة المزدوجة، وهو نظام فريد من نوعه في العالم، ويتسبب كما يقول خبراء، بخلل في نموذج اقتصادي مهمل ويعوقه منذ 1962 الحصار الاميركي.\nعلى الصعيد الدبلوماسي، سيواجه الرئيس المقبل للسلطة التنفيذية الكوبية ايضا، تنافرا متجددا مع "العدو" الاميركي الأبدي، لأن الرئيس الجمهوري دونالد ترامب أوقف منذ سنة تقاربا بدأ اواخر 2014.

الخبر من المصدر