فرنسا تبدأ إجراءات تجريد الأسد من وسام جوقة الشرف

فرنسا تبدأ إجراءات تجريد الأسد من وسام جوقة الشرف

منذ 6 سنوات

فرنسا تبدأ إجراءات تجريد الأسد من وسام جوقة الشرف

تعتزم الحكومة الفرنسية تجريد الرئيس السوري بشار الأسد من وسام جوقة الشرف ، وهو أرفع الجوائز الفرنسية، إذ قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "يؤكد الاليزيه أن هناك إجراء تأديبيا لسحب وسام جوقة الشرف".\nويأتي الإعلان عن عزم باريس تجريد الأسد من هذا الوسام بعد يومين من الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى نظامه، بعدما اتهمته الدول الثلاث بالوقوف خلف هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية استهدف مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية لدمشق التي كانت خاضعة حتى الأمس القريب لسيطرة فصائل معارضة.\nوكان الرئيس الأسبق جاك شيراك قلّد الأسد وسام جوقة\nالشرف من رتبة الصليب الأكبر، (الرتبة الأعلى على الإطلاق)، بُعيد تولي الرئيس السوري منصبه خلفا لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد. وتعود صلاحية سحب الوسام إلى السلطة التي تمنحه، أي رئيس الجمهورية.\nويُمنح حوالي 3000 شخص في فرنسا هذا الوسام كل عام ، بما في ذلك 400 أجنبي جرى الاعتراف بهم بفضل "خدماتهم المقدمة لفرنسا" أو للدفاع عن حقوق الإنسان أو حرية الصحافة أو لأسباب أخرى ، وفقا لموقع "ليغون".\nوكان الأسد قد اتهم بسلسلة من الهجمات الكيميائية على شعبه خلال الحرب الأهلية التي مزقت سوريا منذ عام 2011. وأصبح الأسد منبوذاً للقوى الغربية، إلا أنه ظل حليفا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ساعد النظام السوري في الحرب ضد جماعات المعارضة المسلّحة.\nوليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها الرئيس إيمانويل ماكرون تجريد أجنبيٍ من أعلى شرف فرنسي، إذ سبق أن سعى إلى سحب الجائزة من المنتج الأميركي الشهير هارفي واينستين، بعد سلسلة من الاتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية وجرائم اغتصاب.\nومنذ 2010 أصبح تجريد الشخصيات الأجنبية من وسام الشرف في فرنسا أمراً أكثر سهولة، بعدما صدر مرسوم يجيز تجريد كل شخص أجنبي من هذا الوسام إذا "ارتكب أعمالا منافية للشرف".\nوبموجب هذا المرسوم سحب الوسام من الدرّاج الأميركي لانس ارمسترونغ بعد ثبوت تعاطيه عقاقير منشطة كما تم سحبه من المصمّم البريطاني جون غاليانو. أما تجريد المواطنين الفرنسيين من هذا الوسام فهو عملية تتم بصورة تلقائية إذا ما حُكم على حامل الوسام بالسجن لفترة سنة على الاقل مع النفاذ.\nوكان الرئيس السابق فرانسوا هولاند قد أثار غضب النقاد بمنحه الوسام إلى ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف في عام 2016، على الرغم من الارتفاع الكبير في أحكام الإعدام الصادرة بالسعودية ، وهي عقوبة طالما اعتبرتها فرنسا غير إنسانية.\nجدير بالذكر أن منح وسام جوقة الشرف بدأ في فرنسا خلال عهد نابليون بونابرت عام 1802. ويُمنح الوسام كأعلى تكريم من قبل الدولة الفرنسية.\nنفذت الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا هجمات جوية على سوريا فجر السبت (14 أبريل/ نيسان 2018). وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الضربات استهدفت ثلاث مناطق لها علاقة بإنتاج الأسلحة الكيماوية. وذلك بعد أسبوع من هجوم كيماوي محتمل على بلدة دوما وتهديد ترامب بتوجيه ضربة لسوريا، فقد اتهمت الدول الثلاث نظام الأسد بالوقوف وراء الهجوم.\nالمواقع التي قُصفت تضمنت مطار الشراعي بغربي دمشق في منطقة الديماس قرب الحدود اللبنانية. كما أصاب الهجوم موقعا في مدينة مصياف ومستودعات للجيش في شرق القلمون ومنطقة الكسوة جنوبي دمشق وموقعا في منطقة جبل قاسيون المطلة على دمشق، حسب مصدر مقرب من النظام السوري.\nقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن الهجوم أصاب أيضا منشأة للأبحاث العلمية في دمشق حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن المنشأة تستخدم في تطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيماوية وبيولوجية. بينما قالت باريس إن الضربات استهدفت المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية وموقعي إنتاج في سوريا.\nعندما طلع النهار على دمشق خرج المتظاهرون حاملين الأعلام السورية والروسية والإيرانية وصور الأسد. ونددت الخارجية السورية بـ"العدوان البربري الغاشم". بينما قالت الخارجية الإيرانية في بيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها، الذين قاموا بالعمل العسكري ضد سوريا "رغم غياب أي أدلة مؤكدة... سيتحملون المسؤولية عن تداعيات سياسة المغامرة على مستوى المنطقة وما يتجاوزها".\nأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض أن هذه الضربات هي قصاص لاستخدام حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبها. وأضاف "إنها ليست أفعال إنسان وإنما جرائم ارتكبها وحش" وأوضح ترامب أنها "ضربات دقيقة" قصدت أهدافا لها علاقة ببرنامج الأسلحة الكيماوية للأسد.\nقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن الجيش الفرنسي استهدف المركز الرئيسي للبحوث الكيماوية في سوريا ومنشأتين أخريين وإن باريس أخطرت روسيا قبل تنفيذ الضربات. وكانت الوزيرة تتحدث بعد ساعات من إصدار الرئيس إيمانويل ماكرون أمرا بتدخل عسكري في سوريا مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضافت للصحفيين "لا نتطلع لمواجهة ونرفض أي منطق للتصعيد. وهذا هو السبب في أننا وحلفاءنا تأكدنا من تنبيه الروس مسبقا".\nأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الولايات المتحدة وحلفاءها أطلقوا أكثر من مئة صاروخ على سوريا، مشيرة إلى أن القوات السورية اعترضت "عددا كبيرا" منها. وقال فلاديمير دجاباروف الذي يتولى منصب نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، إن موسكو ستدعو على الأرجح لاجتماع في مجلس الأمن الدولي لمناقشة الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية على سوريا.\nدخلت الأزمة السورية عامها الثامن في (مارس/ آذار 2018)، ولا تبدو نهاية في الأفق. ورغم استرجاع بشار الأسد لمناطق كثيرة من أيادي المعارضة وتنظيمات أخرى متطرفة وإرهابية، إلا أنه لا يستطيع بسط نفوذه على بلده. ويقدر ضحايا الحرب السورية حتى الآن بنحو 480 ألف قتيل من كافة الجبهات، بينهم 19 ألف طفل، كما نزح 11 مليون شخص، وبلغ عدد اللاجئين خارج سوريا 5.5 مليون سوري. إعداد: صلاح شرارة

الخبر من المصدر