المحتوى الرئيسى

فرنسا تبدأ إجراءات تجريد الأسد من وسام جوقة الشرف

04/17 20:44

تعتزم الحكومة الفرنسية تجريد الرئيس السوري بشار الأسد من وسام جوقة الشرف ، وهو أرفع الجوائز الفرنسية، إذ قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "يؤكد الاليزيه أن هناك إجراء تأديبيا لسحب وسام جوقة الشرف".

ويأتي الإعلان عن عزم باريس تجريد الأسد من هذا الوسام بعد يومين من الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى نظامه، بعدما اتهمته الدول الثلاث بالوقوف خلف هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية استهدف مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية لدمشق التي كانت خاضعة حتى الأمس القريب لسيطرة فصائل معارضة.

وكان الرئيس الأسبق جاك شيراك قلّد الأسد وسام جوقة

الشرف من رتبة الصليب الأكبر، (الرتبة الأعلى على الإطلاق)، بُعيد تولي الرئيس السوري منصبه خلفا لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد. وتعود صلاحية سحب الوسام إلى السلطة التي تمنحه، أي رئيس الجمهورية.

ويُمنح حوالي 3000 شخص في فرنسا هذا الوسام كل عام ، بما في ذلك 400 أجنبي جرى الاعتراف بهم بفضل "خدماتهم المقدمة لفرنسا" أو للدفاع عن حقوق الإنسان أو حرية الصحافة أو لأسباب أخرى ، وفقا لموقع "ليغون".

وكان الأسد قد اتهم بسلسلة من الهجمات الكيميائية على شعبه خلال الحرب الأهلية التي مزقت سوريا منذ عام 2011. وأصبح الأسد منبوذاً للقوى الغربية، إلا أنه ظل حليفا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ساعد النظام السوري في الحرب ضد جماعات المعارضة المسلّحة.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها الرئيس إيمانويل ماكرون تجريد أجنبيٍ من أعلى شرف فرنسي، إذ سبق أن سعى إلى سحب الجائزة من المنتج الأميركي الشهير هارفي واينستين، بعد سلسلة من الاتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية وجرائم اغتصاب.

ومنذ 2010 أصبح تجريد الشخصيات الأجنبية من وسام الشرف في فرنسا أمراً أكثر سهولة، بعدما صدر مرسوم يجيز تجريد كل شخص أجنبي من هذا الوسام إذا "ارتكب أعمالا منافية للشرف".

وبموجب هذا المرسوم سحب الوسام من الدرّاج الأميركي لانس ارمسترونغ بعد ثبوت تعاطيه عقاقير منشطة كما تم سحبه من المصمّم البريطاني جون غاليانو. أما تجريد المواطنين الفرنسيين من هذا الوسام فهو عملية تتم بصورة تلقائية إذا ما حُكم على حامل الوسام بالسجن لفترة سنة على الاقل مع النفاذ.

وكان الرئيس السابق فرانسوا هولاند قد أثار غضب النقاد بمنحه الوسام إلى ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف في عام 2016، على الرغم من الارتفاع الكبير في أحكام الإعدام الصادرة بالسعودية ، وهي عقوبة طالما اعتبرتها فرنسا غير إنسانية.

جدير بالذكر أن منح وسام جوقة الشرف بدأ في فرنسا خلال عهد نابليون بونابرت عام 1802. ويُمنح الوسام كأعلى تكريم من قبل الدولة الفرنسية.

نفذت الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا هجمات جوية على سوريا فجر السبت (14 أبريل/ نيسان 2018). وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الضربات استهدفت ثلاث مناطق لها علاقة بإنتاج الأسلحة الكيماوية. وذلك بعد أسبوع من هجوم كيماوي محتمل على بلدة دوما وتهديد ترامب بتوجيه ضربة لسوريا، فقد اتهمت الدول الثلاث نظام الأسد بالوقوف وراء الهجوم.

المواقع التي قُصفت تضمنت مطار الشراعي بغربي دمشق في منطقة الديماس قرب الحدود اللبنانية. كما أصاب الهجوم موقعا في مدينة مصياف ومستودعات للجيش في شرق القلمون ومنطقة الكسوة جنوبي دمشق وموقعا في منطقة جبل قاسيون المطلة على دمشق، حسب مصدر مقرب من النظام السوري.

قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن الهجوم أصاب أيضا منشأة للأبحاث العلمية في دمشق حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن المنشأة تستخدم في تطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيماوية وبيولوجية. بينما قالت باريس إن الضربات استهدفت المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية وموقعي إنتاج في سوريا.

عندما طلع النهار على دمشق خرج المتظاهرون حاملين الأعلام السورية والروسية والإيرانية وصور الأسد. ونددت الخارجية السورية بـ"العدوان البربري الغاشم". بينما قالت الخارجية الإيرانية في بيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها، الذين قاموا بالعمل العسكري ضد سوريا "رغم غياب أي أدلة مؤكدة... سيتحملون المسؤولية عن تداعيات سياسة المغامرة على مستوى المنطقة وما يتجاوزها".

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض أن هذه الضربات هي قصاص لاستخدام حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبها. وأضاف "إنها ليست أفعال إنسان وإنما جرائم ارتكبها وحش" وأوضح ترامب أنها "ضربات دقيقة" قصدت أهدافا لها علاقة ببرنامج الأسلحة الكيماوية للأسد.

قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن الجيش الفرنسي استهدف المركز الرئيسي للبحوث الكيماوية في سوريا ومنشأتين أخريين وإن باريس أخطرت روسيا قبل تنفيذ الضربات. وكانت الوزيرة تتحدث بعد ساعات من إصدار الرئيس إيمانويل ماكرون أمرا بتدخل عسكري في سوريا مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضافت للصحفيين "لا نتطلع لمواجهة ونرفض أي منطق للتصعيد. وهذا هو السبب في أننا وحلفاءنا تأكدنا من تنبيه الروس مسبقا".

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل