بدأت بـ«التوبيخ» وانتهت بـ«شنطة كتب».. تفاصيل انفعال وزير الأوقاف على صاحب «الماجستير»

بدأت بـ«التوبيخ» وانتهت بـ«شنطة كتب».. تفاصيل انفعال وزير الأوقاف على صاحب «الماجستير»

منذ 6 سنوات

بدأت بـ«التوبيخ» وانتهت بـ«شنطة كتب».. تفاصيل انفعال وزير الأوقاف على صاحب «الماجستير»

لم يكن يدري أن يوم مناقشة رسالته سيحمل تفاصيل لن ينساها طوال حياته، وأن شهور بحثه وسهره لجمع المعلومات حول رسالته التي يسعى من خلالها للحصول على «الماجستير» لن يحصد من خلالها سوى «التوبيخ» على الملأ.\nلم يتحمل «وجدي عبد القادر محمد» ابن مدينة المنصورة، والباحث بقسم دراسات وبحوث الأديان بجامعة الزقازيق، نبأ سعيدا وصله قبل أيام من مناقشة رسالته التي يسعى من خلالها للحصول على درجة الماجستير، إذ أخبره أساتذته المُشرفون على الرسالة بأن وزير الأوقاف بنفسه هو من سيناقش رسالته.\nمن جديد أعاد وجدي تفاصيل رسالته ومعلوماتها أمام عقله سطرًا سطرًا، محاولًا انتقاء أفضل مُقدمة تصف رسالته التي حملت عنوان «تجديد الفكر الديني في الإسلام.. محمد إقبال أنموذجًا»، ولكن حظه العثِر أوقعه في بيت شعر قديم لـ«أنموذج الرسالة» السياسي والمفكر الإسلامي الباكستاني محمد إقبال، والذي يقول فيه إن «أخطر الأصنام الجديدة هي الوطن، وأن إلباسه للدين بمثابة الكفن».\nوما إن بدأت مناقشة الرسالة بحضور الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور خالد عبد الباري، رئيس جامعة الزقازيق، واللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، حتى فاجأ وجدي جميع الحاضرين بإلقائه للبيت الذي اختاره، ليلقى وابلًا من التعنيف والتوبيخ من قِبل وزير الأوقاف، وجه حديثه لصاحب الرسالة: «إنت حمار وجاهل»، قبل أن يأمر بتأخير مناقشة الرسالة 6 أشهر.\nعاد الباحث إلى منزله يجر ويلات الحسرة والحزن على توبيخه أمام أسرته وأساتذته، لا يُصدق أن اليوم الذي انتظره طويلًا كان بالفعل يومًا لن ينساه طوال حياته، لكنه يحمل ذكرى تمنى كثيرًا لو لم تحدث، خاصة أن أغلب المواقع والجرائد الإلكترونية تناولت واقعة «التوبيخ» وأبرزتها، بينما تكفل مُقدمو برامج الـ«توك شو» بالعزف على وتر حزنه وحسرته.\nوما هي إلا ساعات قليلة حتى تلقى وجدي اتصالًا هاتفيا من مكتب وزير الأوقاف، والذي علم خلاله بطلب حضوره إلى الوزارة للقاء الوزير، في حوار استمر لساعتين ولخصه وجدي لـ«التحرير» بأنه «طيب خاطره».\nوكشف الباحث لـ«التحرير» تفاصيل لقائه بالوزير، مؤكدًا أن انفعال الوزير خلال مناقشة الرسالة، راجع إلى «غيرته على الوطن والمصلحة العامة، بحسب وصفه، خاصة أن البيت الذي ألقاه يتناول وصفًا لحقبة تاريخية وظروف صراع بين باكستان والهند، وهو ما يتنافى مع الظروف المُحيطة بمصر حاليا.\nوأشار وجدي إلى أنه كان يقصد باختياره للبيت أن يُبرز فترة حياة السياسي الباكستاني محمد إقبال، إلا أن التوفيق خانه، ولم يحصد إلا غضب الوزير، منوهًا بأن الوزير حاوره لساعتين، وأوضح له الأخطاء التي وقعت فيها رسالته، قبل أن يُهديه بـ«شنطة كُتب» تساعده على فتح مداركه وبلوغ الهدف المطلوب والأسمى من رسالته.\nوشدد وجدي على أن وزير الأوقاف شدد على أن إعادة مناقشة رسالته مرة أخرى متوقفة على مدى فهمه واستيعابه للكتب والمدارك التي أبرزها له الوزير، وبعث وجدي، من خلال «التحرير» برسالة إلى وسائل الإعلام كافة، مطالبًا بالتركيز على الإيجابيات، قائلًا: «يا ريت الإعلام يركز على الإيجابيات والحاجات اللي تفيد البلد شوية.. بلاش كل التركيز يكون على السلبيات وخلاص».

الخبر من المصدر