«أحمد» صانع المنابر المجانية يناشد أهل الخير: «عليكم الخشب وعليّا الصنعة»

«أحمد» صانع المنابر المجانية يناشد أهل الخير: «عليكم الخشب وعليّا الصنعة»

منذ 6 سنوات

«أحمد» صانع المنابر المجانية يناشد أهل الخير: «عليكم الخشب وعليّا الصنعة»

سنوات طويلة من العمل فى مجال النجارة، لا يعلم أحمد عبدالله، صاحب الـ65 عاماً، عددها، شعوره تجاه مهنته يبدو وكأنه بدأها منذ لحظة الولادة «إيديه تتلف فى حرير»، جملة لطالما سمعها، شجّعته على المزيد من العمل الذى كان يتخلله من وقت إلى آخر طلبات بصنع منابر ومحاريب لمساجد قيد الإنشاء، لوجه الله، لم يكن أبداً يملك القوة لقول «لا» أمام الجملة المتكررة «مش معانا غير كلفة الخشب».\nطلبٌ قرر «أحمد» ألا يرده متى يأتيه بورشته فى مدينة المنصورة، سارت الأمور على مهل لسنوات «كان بيجى لى فى السنة الواحدة طلب أو اتنين بالكتير»، لكن بدا أن الأمور خرجت عن السيطرة، حين أنهى ذلك المحراب، لأحد المساجد فى الصعيد، فراح العرض يجوب مواقع التواصل، على لسانه، تحت عنوان «تجارة مع الله، أى منبر أو محراب، أنا مستعد لتصنيعه دون مقابل».\nالتبرّع المستور الذى استمر سنوات طويلة حصد بمجرد وصوله إلى منصات التواصل آلاف المشاركات والإعجابات والتعليقات، وكذلك المكالمات التى بدأ الرجل فى تلقيها «انت بتعمله كله ببلاش؟» سؤال لا يلبث أن يتلقاه فيوضح «لأ طبعاً، هاجيب منين؟ أنا باتبرع بأجرة إيدى ومش باخد غير كلفة الخشب فقط»، هكذا تتقلص تكلفة المنبر من عشرة آلاف فأكثر إلى ثلاثة آلاف ونصف فقط.\nيعمل على 15 منبراً دفعة واحدة: «الضغط شديد علشان رمضان»\nعهد قطعه على نفسه بعدم رفض أى طلب، مقابل طلبات بلا حصر بدأ فى تلقيها أوقعته فى حسبة برما، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان الكريم، المسألة التى دفعته للتوقّف عن ممارسة عمله العادى تماماً «بقالى أسبوعين ماباعملش غير منابر فقط علشان أخلص الـ15 طلب اللى عندى».\nتتضمّن الاتصالات التى يتلقاها عروضاً غريبة للمساعدة: «ناس تتصل تقول لى شوف انت عاوز إيه واللى انت محتاجه، أقول لهم خشب بكذا مثلاً، يقولوا لى تمام ونتفق، بعدها التليفون يتقفل وماسمعش عنهم تانى». 15 منبراً يعمل عليها النجار البارع حالياً، عدد كبير يتطلب منه عملاً قد يصل إلى شهرين، لكنه فى الوقت ذاته ما زال عاجزاً عن رفض الطلبات: «جالى واحد علشان المسجد اللى بيجمع له التبرعات خلصان والإمام بيقف على كرسى يخطب فى الناس، بكى من قلة الفلوس، ماكانش معاه غير ألف واحد»، حالة من العوز تدفع صانع المحاريب لمخاطبة أهل الخير فى محيطه ومحيط معارفه حتى يتمكن من كفاية الطلبات التى تمطره من أماكن بعيدة جداً: «بيجى لى طلبات من أسوان والواحات، ماعنديش مشكلة أقوم بيها كلها، بس بتبقى المشكلة فى الخشب، نفسى أقول للناس اللى عاوزة تساعد وتكسب ثواب، عليكم الخشب وعليّا الصنعة».

الخبر من المصدر