الإعدام والتشريح أمام 25 ألف شخص.. عقاب سفاح قتل الأشخاص لبيع جثثهم

الإعدام والتشريح أمام 25 ألف شخص.. عقاب سفاح قتل الأشخاص لبيع جثثهم

منذ 6 سنوات

الإعدام والتشريح أمام 25 ألف شخص.. عقاب سفاح قتل الأشخاص لبيع جثثهم

عانى الأطباء البريطانيون لعدة سنوات من نقص فادح في عدد الجثث المعدة للتشريح لأغراض علمية، بسبب القوانين البريطانية التي سمحت لهم بممارسة عمليات التشريح على جثث المجرمين فقط منذ بداية القرن الـ19، وتراجع عدد عمليات الإعدام التي كانت تنفذ في حق المجرمين عقب صدور أحكام قضائية في حقهم.\nلهذا توجهت العديد من جامعات الطب البريطانية مثل جامعة أدنبرة نحو ما يعرف بـ"صائدي الجثث" أو مجرمي المقابر، فهم أشخاص يمتهنون فتح القبور وسرقة الجثث حديثة الدفن بغية بيعها بأثمان باهظة إلى وحدات التشريح.\nوفي الفترة من نوفمبر عام 1827 حتى أكتوبر 1828، عاشت منطقة أدنبرة البريطانية على وقع عمليات قتل غامضة قادها المجرمان ويليام بورك وصديقه ويليام هار، الذي كان يمتلك فندقا محليا بالمدينة، بحسب "العربية نت".\nوخلال تلك الفترة وبمساعدة بعض النساء، أقدم الرجلان على استدراج عدد من الزبائن نحو الفندق قبل أن يتكفل ويليام بورك بالإجهاز عليهم خنقا دون ترك أثر واضحة على الجثة، وعقب كل عملية قتل يعمد المجرمان إلى بيع جثة ضحيتهما مقابل مبالغ مالية باهظة إلى الطبيب البريطاني الشهير روبرت نوكس، الذي كان يجهل مصدر هذا العدد الكبير من الجثث.\nحامت الكثير من الشكوك حول نشاط هذين الرجلين خلال تلك الفترة ومصدر الجثث، وخصوصًا بعد أن قدّم بعض الزبائن في فندق ويليام هار شهادة للسلطات الأمنية حول مشاهدتهم جثة بإحدى الغرف.\nفأقدمت شرطة أدنبرة على اعتقال المجرمين، وبسبب غياب أدلة واضحة تدينهما بجرائم القتل، عرض المحامي الملكي ويليام راي على المتهم ويليام هار أن يروي كامل التفاصيل حول مصدر الجثث مقابل وعود بحمايته من التتبعات العدلية.\nوافق ويليام هار على هذا المقترح، وأقر بكل شيء حول نشاط صديقه وزميله في الإجرام ويليام بورك، مؤكدا أن عدد الضحايا يقارب الـ17 شخصا بيعت كل جثثهم للطبيب روبرت نوكس الذي كان يجهل مصدرها.\nإثر هذه التصريحات الخطيرة، تمكنت السلطات البريطانية من إدانة المتهم الرئيسي في القضية ويليام بورك الذي مثل أمام القضاء ليصدر في حقه بعد بضع جلسات حكما بالإعدام شنقا جرى تنفيذه أواخر شهر يناير سنة 1829 أمام أكثر من 25 ألفا من أهالي أدنبرة.\nوكعقاب له على جرائمه، شرحت جثة ويليام بورك بشكل علني، حيث حضرت جموع غفيرة بمعهد الطب بأدنبرة وخلال عملية التشريح وضع الطبيب ألكسندر مونرو ريشته في دم ويليام بورك وكتب ما يلي: "هذا كتب بدم ويليام بورك الذي شنق بأدنبرة، مصدر الدم هو رأسه".\nوعقب الانتهاء من عملية التشريح احتُفظ بالهيكل العظمي وأجزاء من جثة ويليام بورك داخل أروقة متحف الطب بجامعة أدنبرة، وفي غضون ذلك عرف قاموس اللغة الإنجليزية البريطانية ظهور مصطلح burking، والذي اشتق من اسم المجرم ويليام بورك، ويقصد بهذا المصطلح الجديد ارتكاب جريمة قتل بهدف استغلال الجثة لأغراض طبية.

الخبر من المصدر