" نجع الجبل" و"نزلة علي".. هنا تحطمت آمال مزارعي البصل

" نجع الجبل" و"نزلة علي".. هنا تحطمت آمال مزارعي البصل

منذ 6 سنوات

" نجع الجبل" و"نزلة علي".. هنا تحطمت آمال مزارعي البصل

سوهاج – عمار عبد الواحد :\nبينما ينتظر المئات من أهالي قريتي نجع الجبل، ونزلة علي، التابعين لمركز جهينة بمحافظة سوهاج، قدوم موسم جمع البصل في منتصف شهر مارس ليُدر عليهم الأموال التي ينتظروها لقضاء حوائجهم والتزاماتهم من سداد ديون وإتمام زيجات، فضلًا عن توفير جزء من المال لزراعة المحصول الصيفي، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهيه سُفن المزارعين البسطاء بعد كساد سوق البصل، وتراجع أسعاره بشكل كبير.\nإذ وصل سعر كيلو البصل إلى 70 قرشًا، وكان ذلك بمثابة الصاعقة التي قتلت مزارعي البصل، وقضت على طموحاتهم التي حلموا بها، ورسموها طوال فترة زراعة المحصول.\nعلل المزارعون تراجع أسعار البصل هذا العام لتوقف تصديره للخارج، مع وفرة الإنتاج المحلي والعالمي، آملين في فتح باب التصدير لإنقاذهم من الخسائر التي لحقت بهم بعد ما سجل كيلو البصل في السوق المحلي 70 قرشًا.\nوأكد عدد من مزارعي البصل لـ"مصراوي" أن محصولهم ذو جودة، ومواصفات تصديرية عالية، مشيرين إلى أن المستوردين في السنوات السابقة كانوا يأتون إليهم لمعاينة المحصول، وشرائه على الأرض قبل جمعه، ما كان يعود عليهم بالدخل الوفير، ويجعلهم لا يفكرون في زراعة محصول غيره .\nتعتبر قريتي نجع الجبل، ونزلة علي، من أكثر قرى محافظة سوهاج، إن لم تكونا من أكثر قرى الصعيد، إنتاجًا لمحصول البصل، لطبيعتهما الجبلية، وجودة المحصول في التربة الرملية، وخبرتهم الطويلة في زراعته.\n"أزرع البصل منذ سنوات.. فهو محصول رئيسي وعائده مضمون".. هكذا قال الحاج محمد السيد، من قرية نجع الجبل بجهينة، لــ"مصراوي" لافتًا إلى أنه كان يعوّل عليه لسداد ديونه، وإتمام زيجات أبنائه.\nوعبّر "السيد" عن دهشته من تراجع سعر البصل، هذا العام، خاصة مع ارتفاع أسعار السماد، والأيدي العاملة التي تعمل في المحصول طوال فترة زراعته حتى جمعه.\nبينما قال مهنى جلال، من قرية نجع الجبل إن غالبية المزارعين يشترون السماد، والمبيدات بالدَين حتى جمع المحصول، لعدم توفر الأموال لديهم، مضيفًا أن التاجر المحلي يشتري طن البصل الجيّد بــ 700 جنيه، للمنتج الجيّد.\nوأشار "جلال" إلى أن هذا السعر لا يُغطي تكاليف المحصول، سواء التقاوي أو الري أو التسميد أو الرش بالمبيدات أو الأيدي العاملة التي تزيل الحشائش الضارة من المحصول أو تجمعه في نهاية الموسم، مطالبًا بفتح باب تصدير المحصول، لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بالفلّاح.\nوكشف مصدر مسؤول بمديرية الزراعة بسوهاج، رفض نشر اسمه، أن مراكز سوهاج التي تأتي في صدارة زراعة محصول البصل، هي المنشأة بـ1674 فدان، وسوهاج بــ882 فدان، وجهينة بــ 1856 فدان، وطهطا بــ2334 فدان، وجرجا بــ3782 فدان، ودار السلام بــ1184 فدان، والعسيرات بــ1357 فدان.\nوأوضح المصدر أن الفلاحين يزرعون المحاصيل بصورة عشوائية دون التنسيق مع مديرية الزراعة، حتى يعلموا المحاصيل الاستراتيجية من عدمه، وحتى لا تتأثر محاصيلهم بتراجع الأسعار، ويتعرضون لخسائر تكلفهم أموالاً طائلة نتيجة تراجع الأسعار.

الخبر من المصدر