إدجار ديفيدز.. أسطورة لم تصنعها "النظارة"

إدجار ديفيدز.. أسطورة لم تصنعها "النظارة"

منذ 6 سنوات

إدجار ديفيدز.. أسطورة لم تصنعها "النظارة"

لم يحتج إلى شيء ليصبح مشهورا، كان يعرف ذلك في قرارة نفسه، لقبه كان "ملك الشوارع في هولندا" فيما بعد صحح لنا اللقب بـ"عمدة شوارع هولندا".\nأجاد إدجار ديفيدز كرة القدم، كان يحبها حبا جما لدرجة أن كل غرفة في منزله تحتوي على كرة كما قال هنري:"إنه مجنون بالكرة".\nمسيرة حافلة، نظارة وشعر طويل تميزه، لكن كانت هناك قصة أبعادها أعمق من ذلك.\nإدجار ديفيدز لديبالا: لا تذهب إلى ريال مدريد أو برشلونة فيديو .. ليرس يبدي اهتماما بنجم هولندا المعتزل إدجار ديفيدز! توتنهام يتعاقد رسميا مع الهولندي إدجار ديفيدز\nإنه لاعب وسط دفاعي كان على غلاف لعبة "فيفا" الشهيرة ووجه دعائي دائم التواجد في الإعلانات في وقت اشتهر فيه ديفيد بيكام ورونالدو وغيرهم من نجوم الهجوم.\nبدايته كانت لعب كرة القدم في كل مكان بالشوارع، مع شقيقه يركضان ويشاركان في شتى المباريات سواء كانت ثلاثة ضد ثلاثة أو خمسة ضد خمسة.\nاشتهرت سورينام في تلك الفترة بفضل كلارنس سيدورف رود خولييت وباتريك كلويفرت وبالطبع ديفيدز.\n"إنه في حمضنا النووي، ولدت في سورينام وأتيت إلى هولندا وأنا في الثانية من عمري، إنه في جيناتنا". ديفيدز لمجلة "فور فور تو".\nسرعان ما انضم إلى أكاديمية أياكس بعد ٣ محاولات لكنهم علموا أن بإمكانه أن يصبح نجما كبيرا في وقت قصير.\nفي ذلك الوقت لم يكن قد ارتدى نظاراته بعد، رُفض مرتين وفي الثالثة تم قبوله كان في الـ١٢ من عمره وتطور في الأكاديمية.\n"لطالما كانوا يعتنون بنا في الأكاديمية، كان هناك مدربا للركض وأخر للياقة البدنية نفسها وأخر التمرير".\nبدأ ديفيدز مسيرته كجناح أيسر لم يحب ذلك كثير كان أشبه بالوحش المقيد بجانب أنه شعر أن بإمكانه الركض أكثر من ذلك واستعادة الكرة لا يحب أن يشعر بالتهميش. ثم شارك كمهاجم ثاني لكنه لم يحب هذا أيضا، ثم لعب كمحور ارتكاز دفاعي من هنا جاء التغيير الذي أراده ووجد نفسه فيه.\nنظام أياكس في ذلك الوقت كان يمكن لاعبي الوسط من الدفاع والهجوم وأراد الشاب الصغير أن يفعل ذلك، كانت فكرة لويس فان جال مدرب الفريق في ذلك الوقت.\nقال له :"لما لا تغير مركزك إلى وسط الملعب؟ هنا ستكون رجلنا الذي يقوم بالأعمال القذرة وأوفرمارس سيلعب على الجناح".\nليرد :"لكنك ستغير تشكيلك بعض الشيء؟".\nبالفعل عدل فان جال نظامه من أجل الـ"بيتبول" ليقدم مستوى مبهر للغاية ويكون جزء من إنجازات تاريخية لأياكس.\n"شعرت أنني معزولا في مركز الجناح الأيسر، في وسط الملعب كنت جزء من المباراة طيبة الوقت". ديفيدز.\n٣ بطولات دوري هولندي وبطولة كأس لكن تأتي أبرز لحظة ضد ميلان في نهائي الأبطال موسم ١٩٩٤-١٩٩٥ حينما توج بطلا للمسابقة بعد الفوز بنتيجة ١-٠.\n"حينما فزنا بدا الأمر وكأن هولندا بالكامل خرجت لتحتفل، بالنظر إلى ما حدث في الماضي، سترى أن ما حدث جزء مهم من التاريخ. إنجاز كبير". ديفيدز عن النهائي.\nاستمر موسما مع أياكس قبل أن يرحل إلى ميلان، وجد صاحب الـ٢٣ عاما نفسه منجذبا بشدة للرحيل إلى إيطاليا وميلان كان النادي الفائز بخدماته، لكن ذلك لم يدم طويلا.\nتعرض الـ"بيتبول" لإصابة قوية أبعدته عن الملاعب، كان جديدا على إيطاليا لم يعرف أحد ولم يتعلم اللغة ما صعب فترته كثيرا، لم يلعب سوى ١٩ مباراة.\n"كنت أجلس في المنزل طيلة الوقت، لا يوجد أمامي سوى التلفاز، أسمع اللغة لكنني لا أفهم، كان عامي الأول وكان صعبا للغاية".\nفي شتاء ١٩٩٧ قرر يوفنتوس ضمه بمبلغ ٥.٣ مليون جنيه إسترليني، لتنفجر موهبته كليا مرة أخرى، ويشكل ثنائيا رائعا بجانب زين الدين زيدان.\n"كنت سعيدا للغاية بالانضمام إلى يوفنتوس، لقد شجعته طيلة حياتي، في تلك اللحظة كان الثاني في الدوري وميلان الثامن ميلان، الأمر بدا كهدية من السماء".\nيرجع الفضل الكبير في عودة ديفيدز "من الموت" كما وصفتها الصحافة الإيطالية إلى مارتشيلو ليبي مدرب يوفنتوس في ذلك الوقت.\nفي ميلان عانى ديفيدز من الإصابة والضغط النفسي والحديث عن كونه صفقة فاشلة، بجانب انهيار وضع النادي بعض الشيء، أما في يوفنتوس احتاج نوعا خاصا من العلاج.\n"ليبي أعاد لي الثقة منحني دعما لم أجده قط من قبل سوى مع لويس فان جال، ساعدني كثيرا لذا لم أحتج للكثير من الوقت للاندماج مع الفريق".\nخلال تلك الحقبة أصيب ديفيدز بمرض الزرق ما جعله يفكر في اعتزال كرة القدم، على الرغم من أنه كان واحدا من أفضل لاعبي الوسط، ربما اشتهر بالنظارة لكن ذلك مفهوم خاطئ. كان ولازال نجما كبيرا بها أو بدونها.\n"فكرت كثيرا في الاعتزال، ثم أتت فكرة النظارة. الوضع كان غريبا في البداية، كان بخار الماء يغطيها أحيانا، فكنت أحتاج إلى بعض الوقت لضبطها، لكنني لا أظن ذلك أثر على مستواي".\nالطاقة والقوة والتواصل، أسس شراكة زيدان وديفيدز، كلاهما كان يفهم كرة القدم بنفس الدرجة ما جعل التفاهم بينهما كبيرا.\nحقق مع البيانكونيري ٣ ألقاب دوري وبطولتي كأس سوبر إيطاليا.\nفي أخر أعوامه انضم معارا إلى برشلونة، النادي كان يعاني على كل الأصعدة وقرر المدرب المعين حديثا فرانك ريكارد أن يستعين بخدمات مواطنه المخضرم ليساهم في تغيير وضع الموسم وإنهاؤه في المركز الثاني خلف فالنسيا، وصوله كان عاملا حيويا في هينمة برشلونة التي بدأت بعد تلك الفترة، توج ريكارد بعد ذلك بالدوري ودوري الأبطال.\nوصفت جارديان قدومه إلى برشلونة بـ"ديفيدز يعيد الحياة إلى برشلونة".\nبعد ذلك بدا وكأن مسيرته تتجه للانهيار، إنتر ضمه بعقد يمتد لـ٣ مواسم في ٢٠٠٤ لكنه أنهى التعاقد عام ٢٠٠٥. لينضم مجانا إلى توتنام وسط تساؤلات "هل يصلح صاحب الـ٣٢ عاما لبناء فريق قوي؟".\nليرد مارتن يول مدرب الفريق:"جلبت ديفيدز لكي يضيف للفريق عقلية الفوز".\nقال ديفيدز عن تلك الفترة :"الأمر ليس حول تغيير عقلية الفريق، لكن النادي نفسه، إن أردت أن تقارع الكبار عليك أن تلعب مثلهم، هم لم يكونوا كذلك، كانوا يقبلون بالتعادل بينما كنت أبحث عن الفوز فقط".\nعاد إلى أياكس مرة أخرى لكنها كانت أشبه بالوداع الأخير، تبعها فترات قصيرة في كريستال بالاس وبارنت قبل أن يعتزل الكرة.\n"النظارات هي ديفيدز وديفيدز هو النظارات". أسطورة النجم الهولندي لم تكن يوما فيما يرتديه نعم الشكل له جزء كبير في عالم التسويق الحديث للعبة، لكن أداؤه وقدراته لا يمكن اختزالها في النظارات فقط.

الخبر من المصدر