واشنطن وبكين تتفقان على ابقاء الضغط على كوريا الشمالية

واشنطن وبكين تتفقان على ابقاء الضغط على كوريا الشمالية

منذ 6 سنوات

واشنطن وبكين تتفقان على ابقاء الضغط على كوريا الشمالية

طلب الرئيس الأمريكي، أمس الجمعة، مساعدة نظيره الصيني شي جينبينغ لابقاء الضغط الذي تشكله العقوبات على كوريا الشمالية وسط مخاوف من أن تؤدي المبادرة الدبلوماسية الجريئة التي يقوم بها دونالد ترامب إلى انتكاسة في التقدم الذي تحقق.\nوتحدث الرئيس الأمريكي مساء الجمعة عن اتفاق مقبل ممكن قال انه سيكون "جيدا جدا" للاسرة الدولية باكملها، وذلك بعد اعلانه المفاجئ عن قبوله دعوة الزعيم الكوري الشمالي الى عقد لقاء بحلول نهاية مايو.\nوقال ترامب في تغريدته مساء الجمعة إن "اتفاقا مع كوريا الشمالية يجري اعداده فعليا، واذا انجز سيكون جيدا للعالم. الموعد والمكان لم يتحددا بعد".\nوقبيل ذلك، أعلن البيت الابيض ان الرئيسين الأمريكي والصيني اتفقا على "ابقاء الضغوط والعقوبات إلى أن تتخذ كوريا الشمالية خطوات ملموسة نحو نزع كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه للاسلحة النووية".\nوبينما يسعى مساعدو ترامب الذين فوجئوا بالقرار -- اتخذ بدون مشاورة مساعديه الاساسيين --، صدرت عن البيت الابيض رسائل ملتبسة عن شروط عقد اللقاء.\nوقالت الناطقة باسم الرئاسة الأمريكية ساره ساندرز "قطعوا وعودا بنزع السلاح النووي، وبوقف الاختبارات النووية والصاروخية". واضافت للصحفيين أن "هذا اللقاء لن يعقد قبل ان نرى افعالا ملموسة تتطابق مع اقوال وخطاب كوريا الشمالية".\nورأى دبلوماسيون ان هذه التصريحات لا تشكل تغييرا جوهريا.\nوجاء رد فعل النظام الكوري الشمالي محدودا، لكن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان قال ان الانباء عن عقد القمة التي اعلنها مستشاره للرئيس القومي خلال زيارة إلى واشنطن، "اشبه بمعجزة".\nأما الرئيس الصيني فقد دعا ترامب وكيم إلى بدء محادثات "في اسرع وقت ممكن" واشاد "بالتطلعات الايجابية" للرئيس الأمريكي.\nوالصين حليفة لكوريا الشمالية منذ فترة طويلة لكنها ايدت العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة.\nوقالت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) ان المبعوث الكوري الجنوبي نقل "رسالة خاصة" الى ترامب من كيم خلال زيارته للولايات المتحدة، بدون أن تضيف اي تفاصيل.\nرأى نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ان استراتيجية عزل كوريا الشمالية "تؤتي ثمارا". وشدد بنس ان هذه العقوبات ستظل سارية "حتى تتخذ كوريا الشمالية اجراءات ملموسة ودائمة ويمكن التحقق منها من أجل وضع حد لبرنامجها النووي".\nوكانت السرعة التي وافق فيها ترامب على قبول عرض الزعيم الكوري الشمالي فاجأت اقرب مساعديه بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي يقوم بجولة في افريقيا والغى برنامجه في نيروبي السبت بسبب اصابته بوعكة صحية، كما اعلن الوفد المرافق له.\nوقد صرح تيلرسون في جيبوتي "الآن يجب الاتفاق على توقيت اللقاء الاول بينهما وسيستغرق الأمر عدة اسابيع قبل أن تتم تسوية كل شيء".\nولم تسرب أي تفاصيل عن القمة التي ستكون اذا جرت، أول قمة بين رئيس أمريكي في منصبه وزعيم كوري شمالي التي تقودها اسرة كيم بقبضة من حديد منذ توقف الحرب في شبه الجزيرة لكورية في 1953.\nوقال شونغ ايو يونغ مستشار الرئيس الكوري الجنوبي للامن القومي ان اللقاء سيعقد "بحلول مايو". وما زال يجب تحديد مكان اللقاء وطرق عقده.\nولقي الاعلان عن لقاء بين كيم وترامب ترحيبا حذرا من الاتحاد الاوروبي إلى الصين التي رحب رئيسها "بالنوايا الايجابية"، ودعا الطرفين إلى الامتناع عن "اي عمل" يمكن ان "يزعزع الانفراج الحالي"، كما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة.\nيرى بعض الخبراء أن هذا التسرع في منح كيم مكانة دولية ينم عن سذاجة أو نقص في الخبرة لدى الرئيس الأمريكي.\nوقال جيفري لويس من معهد ميدلبوري للدراسات الاستراتيجية أن "كيم لا يدعو ترامب إلى لقاء لتسليمه الاسلحة الكورية الشمالية، بل ليثبت أن استثماره في القدرات النووية والبالستية اجبرا الولايات المتحدة على التعامل معه الند للند".\nلكن المبعوث الكوري الجنوبي اوضح في اعلانه الاستثنائي أن كيم جونغ أون تعهد "باخلاء (شبه الجزيرة الكورية) من الاسلحة النووية" ووعد بالامتناع عن "اي تجربة نووية او صاروخية" خلال مفاوضات محتملة.\nمن جهته، أشار ترامب في تغريدة إلى أن كيم تحدث عن "نزع اسلحة" وليس عن "تجميد" فقط للنشاطات النووية.\nوتسعى الدبلوماسية العالمية على التوصل إلى هذين التنازلين منذ حوالى ثلاثين عاما وخدعت مرات عدة من قبل النظام الكوري الشمالي الذي دخل نادي الدول النووي في أكتوبر 2006.

الخبر من المصدر