سر "الرجل الجليدي"الحقيقي.. اكتشاف إمكانيات جديدة للجسم والدماغ

سر "الرجل الجليدي"الحقيقي.. اكتشاف إمكانيات جديدة للجسم والدماغ

منذ 6 سنوات

سر "الرجل الجليدي"الحقيقي.. اكتشاف إمكانيات جديدة للجسم والدماغ

لا تقل شهرة الهولندي ويم هوف عن شهرة إنسان الثلج "إيتي" وذلك بفضل قدرته على تحمل أدنى درجات الحرارة.\nفقد بقي ويم هوف في حوض شفاف مملوء بالماء البارد والثلج مدة ساعتين، كما صعد إلى قمة جبل مون بلان في فرنسا وهو يرتدي ملابس خفيفة، وكذلك بقي دقيقة واحدة تحت جليد بحيرة متجمدة.\nيتعجب أصدقاء هوف والعلماء على حد سواء من قدراته هذه. فهم منذ فترة يريدون اكتشاف كيف يعمل دماغ "رجل الجليد" والآليات التي تساعد جسمه على تحمل هذه الظروف القاسية.\nأما هو فيقول كل هذا بفضل التمارين اليومية والتأمل وطريقة تنفس خاصة. بيد أن فريقا علميا من جامعة واين الأمريكية قرر دراسة هذه الظاهرة.\nوافق هوف على الخضوع لعدد من الاختبارات تحت إشراف أوتو موتسيك. بدأ الفريق دراسة كيفية تفاعل الدماغ مع مشكلة التنظيم الحراري في عام 2014. وكان الهدف من ذلك ابتكار أنواع جديدة من العلاجات للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الجهاز المناعي، والأمراض النفسية. يعتقد العلماء بأنه إذا تمكنوا من كشف لغز هوف فإنهم سيقتربون من فهم الآليات التي لا تزال مجهولة.\nعلماء: دماغ الإنسان يحتوي على "واي فاي"\nدرس العلماء وظائف دماغ هوف بطريقتين- التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي البوزيتروني.\nفي هذا الاختبار ارتدى هوف بدلة تسمح بضخ الماء المثلج أو الماء الساخن حول جسمه، وقام الباحثون خلال ذلك بإجراء مسح لدماغه في درجات الحرارة المختلفة لمعرفة كيفية تغير وظائف الدماغ.\nبينت نتائج مقارنة النتائج التي حصل عليها العلماء مع نتائج أشخاص آخرين خضعوا لنفس الاختبارات، أن تمارين التنفس التي يجريها هوف تزيد من التواصل بين أعضاء الجسم والجهاز العصبي المركزي، علاوة على ذلك يزداد استهلاك الغلوكوز من قبل العضلات الواقعة بين الأضلاع (العضلات الوربية). أي أنه يجبر جسمه على توليد حرارة أكثر تنتشر في نسيج الرئتين وتدفئ الدم فيها.\nأما بالنسبة للدماغ، فقد لاحظ الباحثون حدوث تغيرات في المادة الرمادية في الجزء العلوي من الدماغ، وتراكمها تحت المسال المخي الذي يعتبر أحد أهم مراكز تنظيم الشعور بالألم.\nمن هذا يتضح بأن العلماء اكتشفوا ليس فقط عددا من أسرار "رجل الجليد" بل وأيضا اكتشفوا الآليات التي تسمح له بإنتاج مضادات للإجهاد. وهذا بحسب العلماء سيلعب دورا مهما في علاج حالات القلق والاضطرابات النفسية. وهم واثقون من هذا سيساعدهم في ابتكار طرق جديدة لعلاج أمراض منظومة المناعة أيضا.

الخبر من المصدر