الدعم العسكري الألماني للعراق.. تعدد المكونات أبرز التحديات!

الدعم العسكري الألماني للعراق.. تعدد المكونات أبرز التحديات!

منذ 6 سنوات

الدعم العسكري الألماني للعراق.. تعدد المكونات أبرز التحديات!

إزالة مخلفات الحرب وشفافية البنى القيادية للجيش والخدمات الطبية والصحية واللوجستية هي أبرز فقرات برنامج الحكومة الألمانية الخاص بدعم الجيش العراقي عبر دورات تدريبية يقوم بتنفيذها الجيش الألماني، حسب معلومات القناة الأولى للتلفزيون الألماني "ARD". فيما لا يزال التعاون في هذا المجال مستمراً بين مدربين من الجيش الألماني والبيشمركة الكردية في شمال العراق.\nوإلى جانب استمرار المشاركة في القتال مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، تضع ألمانيا أمر تقوية الجيش العراقي المركزي ودعمه في صلب مهمات الجيش الألماني في العراق. ويجري الحديث بشكل خاص عن "دورات تدريبية متخصصة" تهدف إلى إعداد مدربين محليين لمواصلة تدريب بقية وحدات الجيش العراقي إلى جانب إجراءات تدريبية تهدف إلى إعادة بناء القدرات القتالية والتنظيمية للجيش النظامي العراقي والقوات الأمنية الأخرى التابعة للحكومة المركزية في بغداد.\nالهدف: إعداد جيش لعموم العراق\nمن جانبها وخلال زيارتها الأخيرة للعراق مطلع شهر شباط/فبراير أكدت وزير الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين على المهمات اللوجستية والصحية بشكل خاص. وبالإضافة إلى ذلك يكون من مهمات الجيش الألماني المستقبلية في العراق أن يلعب دوراً استشارياً فيما يخص بناء البنى القيادية الشفافة للجيش العراقي.\nقررت الحكومة الألمانية إرسال مائة جندي ألماني إلى أربيل العراقية لتدريب قوات البيشمركة الكردية. مهمة الجنود في العراق غير قتالية، إلا أنها لاقت اعتراضات عليها. فما هي تفاصيل البعثة وما هي أوجه الاعتراض عليها؟ (17.12.2014)\nوافقت الحكومة الألمانية صباح اليوم على مشروع قرار يسمح بمشاركة الجيش الألماني في الحرب على "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا. نص القرار يتضمن مشاركة قرابة 1200 جندي في المهمة لدعم التحالف الدولي. (01.12.2015)\nفي هذا السياق صرحت الوزير فون دير لاين بالقول: "طلبت بغداد وأربيل أيضاً منا أن نساعد على تطبيق إصلاحات ضرورية، منها ما يخص بإعادة ترتيب شؤون وزارة الدفاع وتوسيع الهيكل التنظيمي للوزارة"، حسب قول الوزيرة. وأضافت الوزيرة أن العراقيين طلبوا مساعدات في الجانب اللوجستي أيضاً. وقالت الوزير في هذا السياق إنها "طلبات تخص عناصر استقرار على المدى البعيد تساعد على وضع العراق في المستقبل كي يكون قادراً على امتلاك جيش قوي وذي قدرات قتالية عالية وموال للدولة. وهو أمر تعتزم ألمانيا المساهمة فيه".\nيشار إلى أنه وقبل التعديل الحالي على نص مهمة الجيش الألماني في العراق أن نقاشاً ساخناً كان يدور حول جدوى المهمة الألمانية في العراق على المدى البعيد. في هذا السياق كان للسياسي من حزب الخضر والخبير بالشؤون الخارجية في كتلة الحزب البرلمانية أوميد نوريبور رأي مفاده: "الهدف يجب أن يكون في نهاية المطاف وحدة البلد الداخلية". وأضاف نوريبور في حديث مع إذاعة "دويتشلاندفونك" "يجب أن تكون عملية إصلاح للقطاع الأمني للبلد بحيث لا يكون هناك في النهاية، مثل تشكيلاً سنيا بحتاً أو شيعياً بحتاً أو كردياً بحتاً، بل يجب أن يكون التشكيل الأمني عراقياً بحتاً"، وإذا حدث ذلك، فسيكون ذلك بمثابة "خطوة كبيرة إلى الأمام".\nمدرب ألماني يوجه أحد أفراد البيشمركة الكردية على استخدام صاروخ مضاد للمدرعات\nوتشكل التطورات على مضمون إطار المهمة التي صادقت عليها الحكومة الألمانية تغييراً كبيراً في مهمة الجيش الألماني في المنطقة والذي كان سائداً لحد الآن. ورغم أن مشاركة ألمانيا في مهمة القوات الدولية لمكافحة "داعش"، كالطلعات الجوية الاستطلاعية وتزويد الطائرات بالوقود من الجو ستبقى كما كانت لحد الآن، لكن مهمة الجيش الألماني في شمال العراق والذي كان يتمثل بتدريب قوات البيشمركة الكردية ستنتهي بحلول الثلاثين من حزيران /يونيو المقبل.\nويبقى السؤال وفي إطار التغييرات على إطار مهمة الجيش الألماني في العراق عن حجم نشاط الجيش الألماني في المنطقة الكردية بشمال العراق في المستقبل. فهناك حديث عن ضرورة توازن مناسب ما بين الحكومة المركزية في بغداد والمنطقة الكردية بشمال البلاد. لكن الجملة التي تليها تلغي هذا الهدف، حسب معلومات القناة الأولى للتلفزيون الألماني "ARD" ، حيث تشير المعلومات إلى أن الحكومة الألمانية تضع مهمة زيادة قدرات القوات العسكرية العراقية المركزية على رأس الأولويات فيما يخص نشاط الجيش الألماني في العراق وفي المنطقة.\nولا يمكن اعتبار أن في الأمر تناقضاً بالضرورة. ففي نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي أجرى الرئيس السابق للإقليم الكردي مسعود بارزاني استفتاء غير ملزم قانوني بشأن استقلال الإقليم عن العراق، وصوت أكثر من 90% من أكراد المنطقة لصالح الاستفتاء، إلا أن المحكمة العراقية العليا اعتبرت الاستفتاء غير قانوني. ورغم ذلك تم إجراء الاستفتاء، مما دفع بالمحكمة العليا العراقية إلى إلغاء النتيجة. وفي الأول من تشرين الثاني/نوفمبر قدم مسعود بارزاني استقالته من منصبه. وفي تشرين الأول/ أكتوبر تم وقف نشاط الجيش الألماني التدريبي في المنطقة الكردية لفترة قصيرة.\nفتيات إيزيديات يتدربن على السلاح في محافظة نينوى لقتال "داعش"\nويقول هينر فورتيغ، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط "GIGA" في هامبورغ في حديث مع DW "إنه ومنذ انتهاء أزمة الاستفتاء باتت العلاقة بين منطقة الحكم الذاتي والحكومة المركزية تشهد نسبياً نوعا من الانفراج". ويضيف الباحث الأكاديمي "أنه ومنذ ذلك الوقت لا يبدو أن الأكراد لديهم طموح واضح للمستقبل القريب في الاستقلال، فبعد النهاية الكارثية للاستفتاء لا توجد مؤشرات على محاولة الانفصال عن الدول العراقية".\nوكل ما يطمح إليه الأكراد حالياً هو العودة إلى ما كانوا يتمتعون به قبل الاستفتاء من مزايا الحكم الذاتي. ويقول فورتيغ في هذا السياق: "للأكراد برلمان خاص بهم وعملياً يحكمون أنفسهم بأنفسهم، وتمكنوا بشكل قانوني من تصدير النفط. كما لهم قوات عسكرية لحماية الحدود ومع البيشمركة يملك الأكراد عمليا جيشاً خاصاً بهم. ويسعى الأكراد حالياً إلى الحفاظ على هذه المكتسبات القديمة مع السعي المستمر لتوسيعها، حسب تعبير هينر فورتيغ.\nالجيش الألماني كجسر بين بغداد وأربيل\nيعرف إطار المهمة الألمانية في العراق قوات البيشمركة الكردية وبشكل لا يقبل اللبس بأنها جزء من "القوات العراقية النظامية". شكلياً يمكن اعتبار التعريف صحيحاً، رغم أن البيشمركة الكردية لم تحصل على رواتبها النظامية منذ سنوات من الحكومة المركزية في بغداد. وفي زيارتها للعراق مطلع شباط/فبراير المنصرم تحدثت وزير الدفاع فون دير لاين عن دور ألماني لبناء الجسور بين بغداد وأربيل.\nوليس مستبعداً أن يلعب الجيش الألماني من خلال مهمته في العراق دوراً كبيراً في مساعي التقارب بين القوات الكردية وبقية القوات العسكرية العراقية. في نفس الوقت يمكن للتعريف الجديد للمهمة الألمانية أن تعمل من أجل تقريب الأكراد من بقية الدول الأوروبية.\nالأكراد والغرب.. تقارب وخيبة أمل\nوتجدر الإشارة إلى أن الأكراد لهم خبرة فيما يخص التعاون مع الغرب يمكن وصفها بأنها مزدوجة، كما يقول الخبير فورتيغ. ويضيف لقد عبر الأكراد في الماضي أكثر من مرة عن رغبتهم في التقارب مع الغرب وقاموا بنشاط مشترك أيضاً في هذا المجال، لكن الغرب أحبط الأكراد أكثر من مرة بعد أن كانوا قد علقوا آمالهم عليه.\nبيد أن الأكراد توفرت لديهم خبرة إيجابية مؤخراً، خصوصاً في يخص التعاون في مجال مكافحة داعش. فقد أثبت الأكراد قدرتهم على التعامل الندي وصارت لديهم قناعة بأن عملاً مشتركا مع الغرب على مدى سنوات طويلة ممكناً. كما شعر الأكراد بغبطة كبيرة عندما زودتهم ألمانيا بالسلاح لحماية الإيزيديين في حينها. في هذا السياق يقول الخبير فورتيغ "يجب مواصلة السير على خطى التعاون وبهذا الاتجاه".\nتتنوع المساعدات التي تقدمها ألمانيا لمساعدة العراق في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. مساعدات عسكرية، إنسانية وأخرى لوجيستية. تعرف عليها...\nتقوم قوات خاصة من الجيش الألماني بتدريب جنود من البشمركة في شمال العراق لمحاربة "داعش". 140 جندي ألماني متمركزون الآن في مدينة أربيل على بعد 80 كلم من الموصل، التي اقترب الجيش العراقي من تحريرها من قبضة داعش.\nمنذ عام 2014 تقدم ألمانيا دعما عسكريا لقوات البشمركة، التي حصلت منذ ذلك الحين على أسلحة متنوعة من بينها 20 ألف بندقية هجومية، 400 قذيفة صاروخية،1200 صاروخ مضادا للدبابات وملايين من ذخيرة الطلقات.\nتشارك ألمانيا أيضا في الحرب ضد داعش في سوريا والعراق عبر طائرات استطلاع "تورنادو" وطائرة تزويد بالوقود موجودة في قاعدة إنجرليك التركية لدعم الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي.\nالحكومة العراقية المركزية في بغداد لم تحصل على أي أسلحة من ألمانيا، بل حصلت فقط على "المعدات الدفاعية" مثل الدروع الواقية للبدن ومعدات إزالة الألغام.\nالحكومة الألمانية قدمت للعراق بين عامي 2014 وحتى نهاية عام 2016 حوالي 713 مليون يورو كمساعدات للإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار واستقرار البلاد.\nوافقت الحكومة الألمانية في عام 2017 على تقديم 235 مليون يورو لإعادة إعمار ودعم الاستقرار في العراق وسوريا.\nزار وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل الأربعاء (19 نيسان/أبريل) العراق. ويعتزم الوزير الألماني بحث سبل إعادة إعمار المناطق المدمرة التي تم استعادتها من تنظيم "داعش" مع الحكومة العراقية. الكاتب: أمين بنضريف

الخبر من المصدر