بروفايل| «الأسد».. المذابح مستمرة

بروفايل| «الأسد».. المذابح مستمرة

منذ 6 سنوات

بروفايل| «الأسد».. المذابح مستمرة

على كرسى السلطة جلس شامخاً.. تخيّم على وجهه تعابير الجمود والثبات، عيناه الزرقاوان ترمقان الوطن الغارق فى المجازر، التى يتهمونه بارتكابها فى حق الشعب السورى، لا تهمه الاتهامات بقدر ما يهمه القضاء على معارضيه، الذين خرجوا ضده فى مارس عام 2011، اعتراضاً على طريقة حكمٍ وجدوا فيها انتهاكاً لحقوقهم، ورغبة منهم فى إنهاء سيطرة «طبيب العيون»، الذى ورث حكم سوريا بعد رحيل والده حافظ الأسد.\nما يقرب من 500 مدنى، من بينهم 100 طفل، بحسب التقديرات الدولية، راحوا جميعاً ضحايا عمليات قصف قامت بها السلطات السورية لمدينة الغوطة الشرقية، ممارسات بررتها حكومة الرئيس السورى بشار الأسد، المولود فى الحادى عشر من سبتمبر عام 1965، بتصفية جيوب الجماعات الإرهابية المسلحة الموجودة فى المدينة، كانت كافية ليحصد الرئيس السورى ألقاباً، أبرزها «السفاح»، و«الجزار»، و«الديكتاتور»، و«القاتل»، أطلقها عليه معارضوه حكاماً وشعوباً.\nورغم الاتهامات التى تلاحق «طبيب العيون»، الذى تخرج فى جامعة دمشق، وعمل فى لندن لفترة وجيزة، فإنه «حليف لا مفر منه» فى نظر البعض، خصوصاً بعد العدوان التركى على «عفرين» فى شمال سوريا، ما دفع الأكراد الذين يسكنون المنطقة إلى التفاوض معه، والسماح لقواته بالدخول إلى المدينة لمواجهة عدوان «جيش أردوغان».\nومع كونه حليفاً مهماً، فقد استفاد «الأسد» من تحالفه مع روسيا منذ بدأت أزمة سوريا، حيث كان «فيتو روسيا» هو الداعم الأول والأخير له فى المحافل الدولية، وهو ما يتسبب مراراً وتكراراً فى تعثر مجلس الأمن فى التصويت على وقف إطلاق النار، ليصبح «الفيتو الروسى» درعاً واقية لصالح الحليف السورى فى مواجهة أحد عشر تصويتاً منذ بداية الأزمة السورية، حتى إن «موسكو» كانت السبب الرئيسى فى تأجيل التصويت الأخير عقب أحداث الغوطة بسبب مطالبتها بالتزام الجماعات المسلحة بالهدنة لصالح قوات «الأسد».\nرغم المطالبات برحيل «الأسد»، الذى انتخب رئيساً للبلاد عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد، ونبرة التهديد والوعيد من قبل الولايات المتحدة بفرض عقوبات مغلظة على بلاده، فإنه استطاع أن يحافظ على «الكرسى»، الذى فشل العديد من الرؤساء فى الحفاظ عليه أمام ثورات الغضب، التى اندلعت قبل 7 سنوات فى الوطن العربى، فكان الضرب بيد من حديد من بين الوسائل التى لجأ إليها «الطبيب»، الذى لم يضمّد جراح شعبه، ليظل السؤال يطرح نفسه فى أذهان العالم: إلى متى سيبقى «الأسد» فى السلطة؟

الخبر من المصدر