أمين عام حزب ميركل تاوبر يعتزم الاستقالة من منصبه غدا الاثنين

أمين عام حزب ميركل تاوبر يعتزم الاستقالة من منصبه غدا الاثنين

منذ 6 سنوات

أمين عام حزب ميركل تاوبر يعتزم الاستقالة من منصبه غدا الاثنين

رغم أن وجود بيتر تاوبر في منصب الأمين العام لحزب المحافظين كان دوما مثيرا للجدل، إلا أن إعلانه عن عزمه تقديم الاستقالة غدا الاثنين ( 19 فبراير 2018) شكلت مفاجأة كبيرة في المشهد السياسي في العاصمة الألمانية برلين.\nفي غضون ذلك يعتزم تاوبر تقديم استقالته رسميا إلى الهيئات القيادية في الحزب في برلين يوم غد الاثنين لفتح المجال، حسب تعبيره، أمام قيادة الحزب انتخاب أمين عام جديد في المؤتمر العام للحزب المقرر نهاية الشهر الجاري والذي سيصادق اساسا على وثائق تشكيل ائتلاف كبير بين المحافظين والاشتراكيين.\nتعتزم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل استكمال ولايتها الرابعة على رأس الحكومة الألمانية في حال موافقة أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي على معاهدة الائتلاف التي تم الاتفاق عليها بين التحالف المسيحي والاشتراكيين. (11.02.2018)\nحذرت المستشارة ميركل شريكها في الائتلاف القادم الحزب الاشتراكي من تغيير المسار في السياسة المالية والسياسة المتعلقة بالموازنة، ولفتت إلى أنها تتفهم القلق داخل حزبها حيال التخلي عن حقيبة المالية. (14.02.2018)\nيذكر أن تاوبر البالغ من العمر 43 عاما تولى منصب الأمين العام لحزب ميركل في عام 2013، وكان في الفترة الأخيرة في إجازة مرضية طويلة نسبيا ولم يشارك في مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي مع الاشتراكيين وهو أمر غير معتاد في الحياة السياسية في البلاد. كما لم يحضر تاوبر كل جلسات مفاوضات تشكيل ائتلاف ما يسمى بجامايكا نسبة إلى ألوان علم دولة جامايكا بين حزبه المحافظ والخضر والليبراليين بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر الماضي.\nوباستقالته يقدم تاوبر فرصة جيدة لزعيمة الحزب والمستشارة المخضرمة ميركل لتعيين شخصية جديدة من أوساط الشباب الذين يدعون إلى تجديد الحزب وفق مفاهيم معسكر المحافظين. وكان تعيين تاوبر بنفسه في عام 2013 إشارة من ميركل لجيل الشباب في حزبها بأنها منفتحة فيما يخص طموحاتهم السياسية. ويبدو أن تاوبر لم ينجح كليا في لعب دور الوسيط بين قيادة الحزب وشريحة الشباب، حيث باتت الأخيرة تطالب بعد الانتخابات الأخيرة والتي خسر فيها الحزب المحافظ بشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية بعملية تجديد الحزب وتغيير قيادته.\nبعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.\nكان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.\nورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.\nولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).\nتراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)

الخبر من المصدر