نتانياهو: وضعنا خطوطاً حمراء واضحة لإيران وسوريا

نتانياهو: وضعنا خطوطاً حمراء واضحة لإيران وسوريا

منذ 6 سنوات

نتانياهو: وضعنا خطوطاً حمراء واضحة لإيران وسوريا

حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوريا وإيران المتحالفة معها من حدوث مواجهة جديدة بعد التصعيد الأخير. وذلك في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، التي قالت تل أبيب إنها استهدفت مواقع إيرانية أيضا. وكذلك إسقاط مقاتلة إسرائيلية من نوع إف 16 بنيران سورية.  \nإثر إسقاط مقاتلة إسرائيلية، أعربت روسيا عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة وطالبت كل الأطراف بضبط النفس. بدوره حذر السفير الإسرائيلي لديها من تصاعد النزاع مع إيران، فيما هدد تحالف موال للأسد إسرائيل بأنها ستشهد رداً قاسياً. (10.02.2018)\nذكر المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة زيد رعد الحسين، أن الوضع في سوريا "يستلزم بشدة الإحالة للمحكمة الجنائية الدولية"، وقال زيد إن الأفعال ضد المدنيين في إدلب وفي الغوطة الشرقية قد ترقى إلى جرائم حرب. (10.02.2018)\nونقلت تقارير إعلامية عن نتنياهو قوله اليوم الأحد (11 شباط/فبراير 2018) خلال جلسة مجلس الوزراء: "وضعنا خطوطا حمراء واضحة". وقال نتنياهو اليوم الأحد: "وجهنا ضربات قوية أمس للقوات الإيرانية والسورية"، مضيفا: "سوف نواصل التصدي لأية محاولة لمهاجمتنا، فسياستنا كذلك وستظل".\nوبحسب مراقبين حقوقيين سوريين، لقي ستة مقاتلين موالين للحكومة في سوريا حتفهم أمس السبت خلال سلسلة هجمات جوية إسرائيلية عنيفة في سوريا. وذكرت إسرائيل أنها قامت بهذه الهجمات رداً على اقتحام طائرة إيرانية بدون طيار لأراضيها. وظهر في مقطع فيديو للجيش كيفية إسقاط الطائرة. ولكن إيران نفت الاستعانة بمثل هذه الطائرة.\nيذكر أن السلاح الجوي السوري قصف مقاتلة اسرائيلية من طراز "إف 16"  تحطمت في شمالي إسرائيل. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تم خلالها إسقاط مقاتلة إسرائيلية منذ عام 1982. وقصف السلاح الجوي الإسرائيلي - بحسب تصريحاته- "12 موقعا إيرانيا وسوريا" داخل الأراضي السورية. \nيشار إلى أن إيران تدعم نظام بشار الأسد منذ اندلاع الثورة في سوريا في عام 2011.\nخ.س/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)\nخسر الجيش السوري الكثير من مواقعه وقُتل أو انشق الآلاف من جنوده. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن جيش الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق استراتيجية كان قد خسرها سابقاً كحلب وحمص ودير الزور، مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيل الأسد قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.\nكسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، إذ سيطروا على مناطق غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. كما يشكّلون ركيزة "قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم التحالف الدولي، فضلاً عن إقامتهم "إدارة ذاتية" في مناطق سيطرتهم. بيدَ أن عملية غصن الزيتون التي أطلقها الجيش التركي في عفرين ضد المقاتلين الأكراد، أدت إلى خسارتهم عدة مساحات، فضلاً عن مقتل المئات بينهم.\nظهرت المعارضة المسلّحة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها خسرت لاحقا الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في المواقف الإيديولوجية، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها، كما تعرضت لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها أراضٍ كانت تحت سيطرتها.\nقبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري لصالح نظام الأسد؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مؤتمر سوتشي" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تياراً في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".\nتعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه، كما أن تسليحها للمقاتلين الأكراد كان من أسباب توتر علاقتها بأنقرة. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة، بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها داخل البلد..\nلم تتخلّ إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، كما تتوّفر على ميليشيات مسلحة داخل البلد، يقودها قاسم سليماني ممّا أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية.\nدعّم أردوغان المعارضة السورية كثيراً، لكن تداعيات الحرب أرهقت نظامه، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، كما عانت تركيا من هجمات نفذها "داعش" بترابها. غير أن القوات التركية تدخلت مؤخراً بقوة في شمال سوريا في إطار عملية "غصن الزيتون" الهادفة لقصم ظهر المقاتلين الأكراد، واستفاد أردوغان في العملية من قلق دولي لم يكن كافياً لثنيه عن الاستمرار، ضامناً بذلك توسيع مناطق تسيطر عليها أنقرة داخل سوريا.\nأحد أقوى الأطراف الشيعية في سوريا، قدم دعماً غير محدود للنظام السوري وشارك مبكراً في الحرب الدائرة منذ سنوات. أثر تدخل حزب الله العسكري لصالح الأسد سلباً على صورته في العالمين العربي والإسلامي. في المقابل، ساهم في الحفاظ على تحالفٍ استراتيجي مع طهران ودمشق وبشكل أقل موسكو، ممّا أكسبه نفوذاً جغرافياً في سوريا، خاصة مع سيطرته على المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.\nدخلت فرنسا في الأزمة السورية بقوة عبر تحرك ديبلوماسي ضد النظام السوري وعسكري ضد "داعش"، لكنها لم تحصد ثماراً كثيرة، فمواقفها ضد الأسد تبدو جد متذبذة، كما أن ضرباتها العسكرية لم تنجح، ليس فقط في إنهاء "داعش"، بل حتى في تجنب هجماته الإرهابية التي تعدّ فرنسا أكثر المتضررين منها خارج الشرق الأوسط، فضلا عن أنها لم تؤثر كثيرا في إنقاذ الوضع الإنساني داخل سوريا رغم ما تعلنه من جهود في ذلك.\nوضع التحالف الدولي الجماعاتَ الإرهابية كهدف رئيسي في استراتيجيته العسكرية بسوريا، وتكبد "داعش" هزائم كبيرة في سوريا كما في العراق، ولاسيما في الرقة (عاصمة "خلافته" المزعومة) لكن خطره لم ينتهِ بعد. كما تراجعت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي فكت ارتباطها مؤخرا بتنظيم القاعدة، لكنها لا تزال في إدلب وقامت مؤخرا بإسقاط مقاتلة روسية، ممّا جعل موسكو أن هدفها حاليا هو القضاء على هذه الجبهة.

الخبر من المصدر