بعد سليم الأول.. هل تُعدل الدولة أسماء الغزاة والمستعمرين من شوارعها؟

بعد سليم الأول.. هل تُعدل الدولة أسماء الغزاة والمستعمرين من شوارعها؟

منذ 6 سنوات

بعد سليم الأول.. هل تُعدل الدولة أسماء الغزاة والمستعمرين من شوارعها؟

جاء قرار محافظ القاهرة منذ أيام، بتغيير اسم شارع "سليم الأول" بالزيتون باعتباره أحد المستعمرين لمصر، ليفتح الباب أمام تساؤل هام، هل سيتم تغيير أسماء كافة الشوارع التي سميت بأسماء غزاة ومستعمرين؟، وفي هذا الإطار رصدت «التحرير» عددًا من أسماء تلك الشوارع الكبرى.\nالدكتورة زبيدة محمد عطا أستاذ التاريخ بجامعة حلوان قالت «للتحرير» إن إطلاق أسماء من غزوا مصر على شوارعها كارثة كبيرة، وتعد تمجيدًا للشخصية، متسائلة هل يجوز أن أقتل المصريين ثم بعد ذلك يطلق اسمى على شوارعها؟ فعلى سبيل المثال قمبيز الثاني، الذى استولى على مصر سنة 525 قبل الميلاد، وحكم مصر لمدة أربع سنوات، وكان يعتبرها امتدادا للإمبراطورية الفارسية.\nوأضافت أستاذ التاريخ الحديث أن قمبيز الذي يطلق اسمه بشوارع مصر قتل 2000 مصري، وقام أيضًا بضرب معابد هليوبوليس بالحديد والنار وهدمها وحرقها من كل ناحية، وسخر من شكل الإله بتاح في معبده ودخل أماكن محظور الدخول إليها سوى للكهنة فقط، وتسبب في أضرار جسيمة في طيبة، مشيرة إلى عبثه بجثة الملك أحمس الثاني والذي أمر بإخراج الجثة وضربها بالعصى، وأن ينزعوا شعر بدنه ورأسه وينكلوا به أقبح تنكيل، مشيرة إلى أن قمبيز قد قام بعمل مشين في الديانتين المصرية والفارسية ومع ذلك يطلق اسمه على شارع بالقاهرة.\nوأشارت زبيدة إلى أن هناك شوارع كثيرة في مصر ما زالت حتى الأن تحمل أسماء من أضروا مصر وغزوها، ففي منطقة الزمالك يوجد شارع يطلق علية "ابن مشطوب" وهو يرجع إلى عصر السلطان الكامل وهو شخصية مضرة بمصر وأول من شارك في تدميرها آنذاك، وشارع الملكة "نظلة" الذي تم تغييره إلى شارع "بور سعيد"، مشيرة إلى أنه لا بد من أن الدولة تتخذ قرارا فوريا بتغيير أسماء من تسببوا في ضرر مصر وغزوها، وإطلاق أسماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن.\nسليم الأول أول مستعمر لمصر\nالدكتور عبد المنعم الجميعي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، قال «للتحرير»: لا يجوز إطلاق أسماء من غزوا مصر على شوارعها، ومن الممكن أن نستطيع تسميتها مرة أخرى، لافتًا إلى أن الحفاظ على القديم مطلوب، وإذا أردنا التغيير، فمن الممكن أن نطلق على القديم سابقًا.\nوأضاف أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة أن سليم الأول هو أول مستعمر لمصر وأفقدها استقلالها، لافتًا إلى أنه حول مصر لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية، بجانب قيامه بقتل آلاف المصريين خلال دفاعهم عنها، مشيرًا إلى أن سليم الأول يعد نموذجا صارخا لصورة الاحتلال العثماني لمصر، وأردف قائلًا: قتل الآلاف من أبناء مصر خلال معاركه مع آخر حكام الدولة المملوكية، في إطار سعيه لاحتلال مصر.\nالخليفة المأمون قتل الرجال وباع النساء والصبيان\nالدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، أوضح في حديثه «للتحرير» أن الخليفة المأمون أحد أكبر شوارع مصر الجديدة، وهو الخليفة الذي قاد حملة على مصر لقمع الثورة فيها، ودخل مصر في شهر محرم، واستطاع أن يقضي على الثورة بعد أن أمعن في القتل في المصريين، وقيل إن الطيور الجارحة كانت تحلق في الفضاء ولا تنقض على الجثث المطروحة في الصحراء، لأنها أكلت حتى شبعت، لافتًا إلى أن في أيامه اضطربت أحوال الديار المصرية، وأمر المأمون أمير الحملة بتعقب الفارين من الذين قادوا الفتنة في بر مصر، فتوجه إلى الصعيد، ودخل في معارك رهيبة وأسر جماعات كثيرة وأحضرهم بين يدي المأمون، فأمر المأمون بقتل الرجال وبيع النساء والصبيان.\nقال أحمد عبده الباحث الإسلامي «للتحرير»: تقدمت بدعوى ضد محافظ القاهرة مطالبًا فيها تغيير أسماء الشوارع التي ترجع للعصور السابقة، وذلك نظرًا لأنهم قاموا بغزو مصر وخربوا فيها وقتلوا أبناءها، واحتلوها سنوات طويلة، لذلك لا يجوز إطلاق أسماء هؤلاء الأشخاص الفاسدين علي شوارعنا، مشيرًا إلى أنه كان من الأفضل إطلاق أسماء العلماء المصريين والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل هذا الوطن.\nوأشار إلى أن هناك شوارع عديدة في مصر ما زالت تحمل أسماء لأشخاص كانوا يحتلونها، مثل شارع العبور الإنجليزي في الإسكندرية، ومنطقة ألماظة، وشارع الألفي، وهو مملوك من المماليك، تم بيعه بإردب قمح فأطلقوا عليه العبد وأطلقوا اسمه على شارع الألفي، وشارع طوسون في القاهرة، وشارع باسم الإسلامبولي، أحد أفراد العائلة المتورطين في قتل الرئيس الراحل أنور السادات، وهناك الكثير من الشوارع ما زالت تغيب عن المسئولين الحاليين ولا بد أن تتبنى الدولة منهجا لتغيير أسماء هذه الشوارع التي يطلق عليها أسماء من احتلوها.\nإطلاق أسماء من غزوا مصر على شوارعها إهانة للمصريين\nالدكتور جمال أبو شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، يرى أن الشوارع التى سميت على أسماء رموز تاريخية بالخطأ سببها وجود موظفين لا يفقهون شيئًا عن التاريخ ورموزه.\nوأضاف أستاذ التاريخ في حديثه «للتحرير» أن أسماء الشوارع الحالية المطلق عليها أسماء رموز سعوا لقتل المصريين وغزوا مدنها تعد إهانة للمصريين مثل قضية سليم الأول، لافتًا إلى أن سليم الأول الشعب المصري لم يتقبله واعتبره غازيا، وكان يهتف دائمًا ضده "يا رب يا متجلي إهلك العثمانلي"، وأردف قائلًا: شيء مُخز أن تطلق هذه الأسماء على الشوارع، بالرغم من أنهم لم يقدموا أى شيء لمصر.\nقال الدكتور حسام إسماعيل، أستاذ التاريخ فى الآثار الإسلامية بجامعة عين شمس، إن الأسماء الموجودة بشوارع مصر أسماء من قديم الأزل، ومن الصعب تغيير الأسماء في ذاكرة المواطنين، مشيرًا إلى أن هناك شوارع كثيرة تم تغيير أسمائها وما زال المواطنون يذكرونها بأسمائها القديمة.\nالدكتورة سلوى العطار أستاذ التاريخ بكلية البنات بالقاهرة، قالت إن إطلاق أسماء من تسببوا في خراب مصر وغزوها وقتلوا أطفالها ونسائها على شوارعها شيء غير مشرف، مطالبة بتغيير أسماء الشوارع المطلق عليها أسماء من دمروها وسعوا في تخريبها وقتل أبنائها، وإطلاق أسماء الشهداء من الجيش والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن من أجل بقاء جموع المصريين.

الخبر من المصدر