صدمة وول ستريت تطال الأسواق الأوروبية بعد آسيا

صدمة وول ستريت تطال الأسواق الأوروبية بعد آسيا

منذ 6 سنوات

صدمة وول ستريت تطال الأسواق الأوروبية بعد آسيا

عملاء البورصة عند جرس الإغلاق في وول ستريت في 5 فبراير 2018\nهبوط حاد لمؤشر الأسهم الرئيسي في بورصة الولايات المتحدة\nباريس: وصلت الصدمة القادمة من الولايات المتحدة حيث سجلت وول ستريت مساء الاثنين تراجعا حادا، إلى الأسواق الأوروبية صباح الثلاثاء بعدما عمت الأسواق الآسيوية. وظهر توجه البورصات جلياً منذ فتح الأسواق في أوروبا حيث بلغ التراجع3,43% في بورصة باريس و-3,5% في لندن و-3,3% في مدريد و-3,6% في أمستردام.\nوقال المحلل لدى مجموعة "لندن كابيتال غروب" جاسبر لولر إن "أوروبا تجد نفسها بمواجهة موجة حمراء بعد حمام الدم في الأسواق الأميركية (...) بعد أقل من أسبوعين على ذروة تاريخية" سجلتها وول ستريت.\nويتساءل الجميع في أوروبا الثلاثاء عما إذا كان هذا التراجع بداية أزمة أم مجرد نوبة ضعف عابرة.\nويرى الخبراء في "ميرابو سيكيوريتيز" بجنيف أن "جلسة اليوم ستكون في غاية الأهمية (ربما الأهم منذ بداية العام) لأنها ستختبر أعصاب المستثمرين وتثبت (أم لا) إن كنا دخلنا" مرحلة تراجع في السوق مضيفين "لا نعتقد ذلك".\nوتساءل محللو شركة "أوريل بي جي سي" "إلى أين سيصل التراجع؟" وإن اعتبروا أن "التراجع قد يستمر لبعض الوقت، حتى نهاية الأسبوع"، إلا أنهم يرون أن "السيولة من جهة أخرى وافية ولا بد أن يدرك المستثمرون بدون إبطاء أن هذا الهبوط سليم أكثر مما هو وخيم"، وهو يفسح المجال لإحلال الاستقرار في السوق.\nوتابعوا "بالطبع، إن جاءت مؤشرات جديدة لتؤكد أن التضخم يتسارع فعليا في الولايات المتحدة، فإن تقلبات الأسواق قد تبقى قوية على الدوام".\nوالمخاوف بشأن التضخم هي تحديدا ما أشعل وضع الأسواق بعدما بدأ العام 2018 بشكل إيجابي، مع تسجيل مؤشرات البورصات مستويات قياسية متتالية في نيويورك. لكن الوضع تبدل بشكل مفاجئ مع نشر التقرير الشهري حول الوظائف في الولايات المتحدة الجمعة.\nفإن كان الإعلان عن زيادة كبيرة في الأجور في يناير شكل نبأ سارا للاقتصاد الأميركي، إلا أنه انعكس بشكل مدمر على الأسواق حيث أحيا المخاوف من حصول تضخم، ما سيؤدي إلى تشديد السياسة النقدية الأميركية بوتيرة أسرع مما هو متوقع.\nوفي أعقاب ذلك، ارتفعت معدلات عائدات سندات الخزينة، ما ادى الى تعثر وول ستريت. والاثنين تزايدت الخسائر وانخفض مؤشر داو جونز بحوالى 1600 نقطة خلال الجلسة، قبل أن يغلق على تراجع بنسبة 4,60%.\nتأثرت الأسواق المالية الآسيوية بوول ستريت وفي طليعتها طوكيو التي تراجعت بنسبة 4,73% الخميس، وهي نسبة غير مسبوقة منذ انتخاب دونالد ترامب في البيت الأبيض، فيما أغلقت هونغ كونغ على خسارة تزيد عن 5% وتراجعت شانغهاي بأكثر من 3%.\nوقال ستيفن اينيس مسؤول الصفقات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى مجموعة واندا، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان "المستثمرين مقتنعون بان التضخم يعود وان معدلات الفائدة سترتفع اكثر مما كان مقدرا".\nوفي سوق السندات، بقيت معدلات الفائدة الأميركية على القروض خاضعة للضغوط مع ارتفاع عائدات السندات لعشر سنوات إلى مستوى 2,758% بالمقارنة مع 2,706% عند الإغلاق الاثنين.\nفي المقابل، كان الطلب قويا على السوق الأوروبية التي تلعب دور الملاذ. وعند فتح أسواق القارة، تراجعت نسبة الفوائد على "البوند"، سندات الخزينة الألمانية لعشر سنوات التي لها قيمة مرجعية في الأسواق، إلى 0,699% مقابل 0,763% الاثنين.\nأما الين والذهب اللذان يزداد الطلب عليهما في الفترات المضطربة، فعززا موقعيهما أيضا. وقال المحلل في "اس ام بي سي نيكو سكيوريتيز" توشيهيكو ماتسونو لوكالة فرانس برس إنه بعد الحمى التي سيطرت على الأسواق في الأسابيع الأخيرة، فإن "هذا التراجع المفاجئ يشكل صدمة".\nوطاول الانخفاض أيضا العملة الافتراضية بتكوين التي واصلت الثلاثاء هبوطها بعد أسابيع من التراجع، وتدنت حتى عن عتبة ستة آلاف دولار لوقت وجيز بعدما قاربت 20 ألف دولار في كانون الأول/ديسمبر. وتم التداول بهذه العملة بمستوى 6137 دولارا قرابة الساعة 8,30 ت غ.\nلكن على الرغم من كل هذه التراجعات، يبدو المراقبون مطمئنين. وقال المحلل لدى مجموعة "ساكسو بنك" بيتر غارنري "نعتقد أنه تصحيح سليم خلال فترة قصيرة". كما قال ستيفن اينيس إن "الوقت حان لاجراء تصحيح"، مؤكدا هو أيضا أنه لا يرى مؤشرات تدل على "انهيار".

الخبر من المصدر