رؤساء أمريكا والقضية الفلسطينية : النص الأمريكى المقترح لمبادئ حل القضية

رؤساء أمريكا والقضية الفلسطينية : النص الأمريكى المقترح لمبادئ حل القضية

منذ 6 سنوات

رؤساء أمريكا والقضية الفلسطينية : النص الأمريكى المقترح لمبادئ حل القضية

لعل هذه الوثيقة التى أنشر نصها اليوم تعد أهم الوثائق التى كتبتها أمريكا فى يناير 1956 متضمنة المبادئ العامة التى توفر الأساس لحل النزاع العربى- الإسرائيلى كما كانت تراها فى ذلك الوقت وقبل كل الأحداث التى جرت بعد ذلك.\nوكانت هذه المبادئ الوثيقة الثانية التى أرسلتها أمريكا إلى جمال عبد الناصر وإلى رئيس وزراء إسرائيل بن جوريون لتكون أساس التفاوض بين الطرفين لحسم الصراع بينهما حتى تنتهى أمريكا من هذا الصداع وتتجه إلى حماية المنطقة من وصول الخطر السوفيتى إليها.\nالنص التالى: بيان بالمبادئ العامة يوفر أساسا مرضيا لحل النقاط المتعددة المختلف عليها بين الدول أو لأخرى من هاتين الدولتين.\n(ألف) إقامة سيادة عربية على إقليم كبير على نحو مرضٍ يصل بين مصر والأردن ويشكل جزءا للدولة العربية وإسرائيل.\n(باء) إقامة حدود دائمة عن طريق إحداث تغييرات فى خطوط حدود الهدنة لأغراض من قبيل:\n1ـ استعادة قرى الحدود العربية المتاخمة للأراضى الزراعية والبساتين التى كان يفلحها فى السابق سكان هذه القرى.\n2ـ تحسين وسائل المواصلات. 3ـ تحسين الوصول إلى إمدادات المياه. 4ـ الترشيد العام للحدود.\n(ألف) يتوفر للاجئين العرب من فلسطين الاختيار بين العودة للوطن والتعويض عن الملكية العقارية المفقودة.\n(باء) تنظيم العودة على مراحل لممارسة جميع حقوق والتزامات المواطنين الإسرائيليين.\n(جيم) يمارس اللاجئون الفلسطينيون الذين منحوا حق العودة للوطن جميع حقوق والتزامات المواطنين الإسرائيليين.\n(دال) ينقل اللاجئون الذين يختارون إعادة التوطين والتعويض من مخيمات اللاجئين ويعاد توطينهم بأسرع وقت ممكن.\n(هاء) تقديم المساعدة من قبل المجتمع الدولى وربما برعاية الأمم المتحدة من أجل إعادة توطين جميع اللاجئين.\nثالثا- القدس- صياغة حلول لمشكلات التقسيم الإقليمى والإشراف على الأماكن المقدسة المقبولة للمجتمع الدولى.\nرابعا- حالة الحرب والقيود الاقتصادية الناشئة عنها:\n(ألف) تعترف الأطراف الرسمية رسميا بانتهاء حالة الحرب\n(باء) وفى أعقاب انتهاء حالة الحرب هذه:\n1ـ ترفع المقاطعة الثانوية، أى وقف جميع التدابير التى اتخذتها الدول العربية لمنع التجارة مع إسرائيل من قبل البلدان غير العربية والشركات غير العربية.\n2ـ إلغاء جميع القيود على الملاحة عدا القواعد البحرية المعتادة.\nوتأتى الوثيقة الثالثة أو الخطاب الذى أعدته أمريكا بخصوص السد العالى وفيه يكتب جمال عبد الناصر إلى رئيس البنك الدولى للإنشاء والتعمير سارداً أهمية هذا المشروع «وإبلاغ بريطانيا وأمريكا رغبة حكومة مصر فى تقديم منحة للمشروع» وطلب مصر مساهمة البنك فى المشروع.\nويقول محمد حسنين هيكل فى كتابه عواصف الحرب وعواصف السلام، الذى نشر هذه الوثائق، إن عبد الناصر رفضها جميعا مما كان من آثار ذلك رفض أمريكا تقديم أى مساعدة منها أو من الغرب أو البنك الدولى لمشروع السد العالى.\nويقول الأستاذ هيكل (صفحة 108 من الكتاب) إنه عندما التقى أيزنهاور وجمال عبد الناصر وجها لوجه فى نيويورك، فى سبتمبر 1960، قال أيزنهاور لناصر إنه لا يريد أن يدخل فى تفاصيل الصراع العربى- الإسرائيلى، وإنما يترك ذلك للرئيس القادم كنيدى أو نيكسون، لكن سؤاله للرئيس عبد الناصر ولغيره من القادة العرب هو: كيف ينكرون أمرا واقعا أمامهم يتمثل فى قيام دولة إسرائيل؟، وكان رد عبد الناصر عليه كما يقول هيكل سهلا، وهو كيف يمكن للولايات المتحدة أن تنكر وجود الصين الشعبية وهى أكبر دولة فى العالم سكانا ومن أكبرها حجما رغم أن الصين كانت وسوف تظل هى الصين، وأما فى حالة فلسطين فإن شعبها اقتلع من أرض وطنه واستولى على هذه الأرض غرباء جاءوا فى نصف القرن الأخير فقط من أوروبا الشرقية وأخذوا كل شىء وأنكروا حق أصحاب الأرض الوطنيين الأصليين.\nوقال أيزنهاور: إننى أتفهم موقفكم من الناحية التاريخية ولكن الواقع له حكم مختلف.\nوطويت صفحة كانت بلا شك أهم الصفحات التى اقترب فيها رئيس أمريكى هو أيزنهاور من فهم الصراع ومشكلاته مبكرا وحاول حله، لكن من أسف لم تكن هناك بلورات سحرية يمكن من خلالها رؤية المستقبل.

الخبر من المصدر