تدمر.. الاسم الرسمي للكوكب الذي يدور حول نجم الراعي

تدمر.. الاسم الرسمي للكوكب الذي يدور حول نجم الراعي

منذ 6 سنوات

تدمر.. الاسم الرسمي للكوكب الذي يدور حول نجم الراعي

كيف وصلت تدمر إلى الفضاء؟ حوار صحفي مع الجمعية الفلكية السورية.\nأعلنت الجمعية الفلكية السورية بتاريخ 15/12/2015 عن إطلاق الاتحاد الدولي للفلك اسم تدمر Tadmor رسميًا على كوكب الراعي ب (Planet Errai b (gamma Cephei b الذي يدور حول نجم الراعي، ليتخلّد اسم تدمر في السماء كما هو على الأرض، وأصبح للسوريين كوكب أسموه كما يسمون أولادهم على حد قول نائب رئيس الجمعية الفلكية السورية عبد العزيز سنوبر.\nوكانت حملة إطلاق اسم تدمر على الكوكب جزءًا من الحملة التي أطلقها الاتحاد الدولي لتسمية الكواكب الخارجية، وللمزيد عن تلك الحملة إليكم مقالنا التالي.\nتدمر مدينة سورية قديمة أثرية تقع على بعد 215 كم شمال شرق مدينة دمشق وكانت فيما مضى ملتقى للكثير من الحضارات القديمة، أما نجم الراعي فيتربع قريبًا من نجم القطب والذي يعد من أسطع النجوم التي تُرى بوضوح في معظم فصول السنة في دائرة السماء الشمالية.\nاعتقد بوجود كوكب الراعي Ab في 13 تموز/يوليو 1988 من قبل فريق كندي من العلماء، وثم تأكد اكتشافه بتاريخ 24 أيلول/سبتمبر عام 2002 وذلك من قبل فريق علمي ضمّ العالم هاتزيس Hatzes وآخرين.\nوقد أعلن الأستاذ عبد العزيز على مجموعة الجمعية على الفيسبوك عن هذا الخبر.\nكان لناسا بالعربي حوار صحفي مع الجمعية الفلكية السورية، ممثَّلة بالأستاذ عبد العزيز سنوبر نائب رئيس الجمعية والآنسة تركية جبور عضو مؤسس وعضو مجلس إدارة في الجمعية، حول رحلة تدمر وصولًا إلى الفضاء.\nفي اﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻃﻠﺐ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻠﻔﻠﻚ ‏(ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ‏) ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻤُﻜﺘﺸﻔﺔ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍلمجموﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ‏(أﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ Exoplanets)، عندها اجتمع مجلس ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﺧﻼل هذا الاجتماع اخترنا ﻋﺪﺓ أﺳﻤﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أﺟﻤﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﺗﺪﻣﺮ Tadmor ورشحناه ليطلق على الكوكب ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻭﻗﺪﻣﻨﺎ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻣﻠﻔًا موضحين فيه ﺳﺒﺐ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻧﺎ لهذا الاسم.\nماذا حدث بعد ذلك؟ وكيف كان الرد والاستجابة لطلبكم؟\nﺗﻤﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺛﻢ ﺗﻢ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﺔ ﻭﻃﺮﺡ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻟﻤﺪﺓ ﺷﻬﺮﻳﻦ، ولنتابع رحلة إيصال تدمر للفضاء، ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺤﻤﻠﺔ ﺇﻋﻼﻧﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺟﺪًﺍ ﻋﺒﺮ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ بدءًا بقنوﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺇﺫﺍﻋﺔ ﺩﻣﺸﻖ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺧﺎﺻﺔً Facebook ﻭﺗﻮﺍﺻﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.\nببساطة ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ والثقافية لتدمر. ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺗﺪﻣﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻟﻜﻲ ﻧﻠﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﺎﺝ للحماية والترميم والتوثيق.\nهل توقعتم أن تتم الموافقة؟ أم أنها كانت مجرّد محاولة؟\nيجيب نائب رئيس الجمعية: "ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻛﻨﺎ ﻣﺘﻔﺎﺋﻠﻴﻦ ﺟﺪًﺍ وتأكدت آمالنا ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ عندما ﻓﺎﺯ ﺍﺳﻢ ﺗﺪﻣﺮ ﻓﻮﺯًﺍ ﻛﺎﺳحًا ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤُﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﻛﻞ من ﺷﺎﺭﻙ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮيت وبنسبة 95% من ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺗﺤﺪﻳدًا، ﻭﺗﻢ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺭﺳﻤﻴًا عن اسم الكوكب (تدمر) ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 15/12/2015. وأقمنا احتفالاً في رحاب جامعة الشام الخاصة لنزف الخبر ونتشارك الفرحة مع الجميع."\nكيف كان التحدي بين المنافسين، وكيف ترون هذا الإنجاز؟\nتقول جبور: "رغم ما مرت به هذه المدينة من أوقات عصيبة خلال الحرب التي حملت لها الكثير من عمليات النهب والتخريب على أيدي تنظيم داعش خلال عام 2015 على وجه الخصوص، وكل المحاولات التي كانت تهدف لمحو هذه الصورة الحضارية المشرقة لتلك المدينة ومعالمها وأوابدها الرائعة، ظلت تدمر أيقونة الصحراء الجميلة. ودعمًا لهذه المدينة جاءت مشاركتنا في المسابقة التي أطلقها الاتحاد الفلكي الدولي لتسمية 19 منظومة كوكبية خارجية لـ 14 نجمًا و31 كوكبًا خارج مجموعتنا الشمسية، وإنه بالفعل لإنجاز عظيم لجمعيتنا خاصة، وأن المنافسة كانت قوية مع عدد كبير من كافة دول العالم، حيث بلغت الأسماء المرشحة 274 اسمًا من 45 بلدًا، وشملت أسماء علماء ومدن قديمة وشخصيات أسطورية وخيالية وأسماء مشاهير وشارك في التصويت نحو مليون ونصف المليون شخص من 182 بلدًا في العالم. وكان لتدمر النسبة الأكبر من الأصوات بين الأسماء المرشحة."\nهل من خطط للمشاركة بتسمية أجرام فضائية جديدة؟\nلم نتوقف عند تسمية كوكب تدمر بل تابعنا مسيرتنا العلمية لتحقيق شعارنا الأساسي الذي أطلقناه منذ تأسيس جمعيتنا وانطلاقتها في كافة الأراضي السورية وهو عملنا يدًا بيدٍ لاستعادة أمجادنا في علم الفلك وتطويره ونشر الثقافة الفلكية والوعي العلمي الفلكي بعيدًا عن التنجيم والخرافات والتعريف بعلمائنا الأوائل الذين كان لهم الفضل في تطور علم الفلك، كابن الشاطر الدمشقي والبتاني، ولذلك كانت مشاركتنا الثانية في منافسة جديدة أطلقها الاتحاد الفلكي الدولي في منتصف عام 2016 لتسمية أهم 17 كويكب من أجرام حزام الكويكبات التي تتخذ مدارًا لها بين كوكبي المريخ والمشتري.\nوقد تمكنا من إطلاق اسم عالم الفلك محمد مصطفى الطنطاوي على واحد من هذه الكويكبات Tantawi، وذلك لأهمية ما قدمه الطنطاوي في مجال الفلك في سوريا بعد وفاة ابن الشاطر الدمشقي 1375م حيث كثرت الأقاويل عن توقف الإبداع في الحضارة العربية، وقد اخترنا اسم الطنطاوي المتوفى عام 1889م لنؤكد على استمرار عطاء العلماء السوريين، خاصةً أن الطنطاوي قام بترميم وتطوير مزولة ابن الشاطر الموجودة في مئذنة العروس في الجامع الأموي بدمشق، كما قام بصنع مزولة وضعها في جامع الدقاق بالميدان وجعلها على الأفق المرئي.\nوكذلك من بين مجموعة الكواكب التي أُطلِق عليها أسماء جديدة كان كوكب تدمر وكوكب داغون او داجون Dagon الذي سُمي باسم أحد الآلهة السورية وهو إله سوري آشوري نصفه سمكة ونصفه بشر. أصبح لدينا ثلاثة أجرام بأسماء سورية في الفضاء!\nهل أنتم من اقترح التسمية؟\nداجون أو دجن كما ذكرت هو إله آشوري سوري يدل على الخصب والعطاء ولربما كان إله الخصب قبل الإله بعل، حيث ورد ذكره في النصوص السورية في أوغاريت كأب للإله بعل وحسب ما ورد في موقع الاتحاد الفلكي الدولي حول تسمية الكوكب (المعروف سابقًا باسم فم الحوت ب Fomalhaut B) الذي يدور حول نجم فم الحوت Fomalhaut من نجوم النمط أ AType في كوكبة الحوت الجنوبي PiscisAustrinus والتي تقع في نصف الكرة الجنوبي فقد جاءت التسمية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.\nألا تعتبر بادئة خير لتنطلق الجمعية نحو العالمية وتسلط الضوء على مواقعها؟\nتتابع جبور: "طبعًا، إن مشاركة الجمعية في مثل هذه النشاطات التي يطرحها الاتحاد الفلكي الدولي هي جدًا مهمة لنا وبادرة خير ليس فقط للجمعية وأعضائها إنما هو إنجاز لسوريا ككل في حجز مكانها بين كبرى دول العالم التي تعرف معنى وقيمة علوم الفضاء والفلك، وتعمل من أجل تطويرها وتسخيرها للاستفادة منها في شتى المجالات. وكانت الجمعية قد حجزت مكانًا لها في الاتحاد الفلكي الدولي منذ عام 2009، ومشاركتنا في فعاليات السنة الدولية للفلك التي تضمنت نشاطات عديدة ومتنوعة حيث حققت الجمعية خلالها إنجازات كبيرة وتمكنا من الوصول لأكبر شريحة مجتمعية، وقد عملنا على مشروع "إنها عالمة فلكية" الموجه للنساء بشكل عام والأمهات بشكل خاص لكونهن نصف المجتمع وتقُمن بتربية  النصف الأخر منه، وذلك لتوعيتهن حول أهمية علوم الفضاء والفلك وبعدها الكبير عن خرافات التنجيم وقد شاركتنا في فعاليته العالمة السورية شادية حبال الرفاعي أستاذة كرسي الفيزياء الشمسية في جامعة ويلز في بريطانيا."\nكما عملنا أيضًا على إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الناس بالنظر عبر التلسكوب ورصد السماء من خلال مشروع غاليليو وغيره من الفعاليات العلمية والفلكية كالمحاضرات وليالي الرصد الفلكي والرحلات التي مكنت وجود الجمعية بقوة على الأرض حيث جذبت النشاطات عددًا كبيرًا من المهتمين وذوي الفضول العلمي.\nهل تجدون في الفضاء وسيلة لتخليد ما فشل تخليده على الأرض؟\nالفضاء ليس فقط لتخليد ما قد يفشل تخليده على الأرض إنما هو بالنسبة لنا حيز واسع ورحب لحجز مكاننا على الأرض أولًا، فمن أراد أن يُخلد على الأرض يجب أن يحجز مكانه في الفضاء وهذا ما أكد عليه الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان بقوله: "من ليس له مكان في الفضاء لن يكون له مكان على الأرض". وقد استطعنا بهمة وجهود ومشاركة أعضاء الجمعية وكافة الفعاليات التي تدعم العلم في سوريا خلال فترة تعتبر قصيرة إثبات وجودنا على الأرض السورية وفي العالم بين كبرى الجمعيات والفعاليات العلمية التي تُعنى بتطوير علوم الفضاء والفلك.\nكما تكلمنا أن الجمعية استطاعت خلال فترة وجيزة إثبات وجودها على الأرض السورية ومنذ تأسيسها في 31/8/2005 وهي تسعى لتطوير علوم الفلك في سوريا، فقد قمنا في البداية بالتنسيق مع إدارة معمل بن الحموي لوضع التلسكوبات لديهم في المنشأة وذلك لإقامة النشاطات العلمية المفتوحة وليالي الرصد الفلكي لديهم في المنشأة، وذلك في محاولة منا لجذب الفعاليات الاقتصادية والصناعية في سوريا لدعم وتطوير العلوم وتعميمها.\nوقد تمكنا أيضًا بعد 12 عامًا من السعي المتواصل من إدخال مادة الفلك كمقرر من المقررات الدراسية في جامعة بلاد الشام فرع السيدة رقية وإنشاء النادي الفلكي بمجمع كفتارو، بالإضافة للمشاركة مع المركز الوطني لتطوير المناهج في إعداد ووضع المناهج التدريسية الجديدة لعام 2017 وتمكنا من إدخال علوم الفضاء والفلك ضمن مادة الجغرافيا في كافة المراحل التدريسية اعتبارًا من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الحادي عشر، وذلك ضمن إطار سعينا لتعزيز مكانة هذه العلوم وأهميتها في حياتنا من خلال تدريسها لطلابنا منذ المراحل الدراسية الأولى لكي نضع ركيزةً وحجر أساس نعتمد عليه في المستقبل القريب لتدريس علم الفلك في جامعاتنا السورية أو إنشاء معهد مختص بتدريس الفيزياء الفلكية كي نسهم في هذا المجال، مما يوفر علينا وعلى طلابنا الراغبين التخصص في هذا المجال عناء السفر للدراسة وبالتالي الاستقرار في الخارج وخدمة بلد آخر في مجال نحن أحوج فيه من غيرنا للنهوض بأنفسنا وببلدنا.\nوقد تكلل سعينا لتطوير علوم الفضاء والفلك في سوريا بالنجاح عندما تمكنا من إقامة المرصد الفلكي السوري الذي كان ثمرة التعاون بين الجمعية وجامعة بلاد الشام فرع السيدة رقية، وقد أُقيم هذا المرصد في مجمع السيدة الزهراء ويفتح المرصد أبوابه لجميع المهتمين من المدارس والفعاليات العلمية مجانًا وذلك بعد التنسيق مع إدارة المرصد. وعلى الرغم من بساطة الإمكانيات وقلة الدعم لتطوير علوم الفضاء والفلك، إلا أننا نستطيع القول أننا تمكنا من وضع حجر أساس متين نستطيع الارتكاز عليه في المستقبل للانطلاق نحو إنشاء وكالة فضاء سورية أو معهد مختص بتدريس علوم الفلك في بلدنا.\nتجيب جبور: "للأسف كما أثرت الحرب على الكثير من الفعاليات العلمية والمجتمعية في سوريا أثرت علينا وكان لها وقع سلبي كبير على نشاطاتنا الخارجية، فقد شلت من البرامج الاستكشافية التي كانت تقوم بها الجمعية قبل عام 2011، فقد كنا نقوم برحلات الرصد الفلكي وهي عبارة عن رحلات استكشافية نحاول فيها أن نزور كافة الأراضي السورية لنعرّف أعضاءنا وخاصةً الأطفال على الحضارة السورية وعلى المناطق الأثرية العريقة الموجودة على امتداد هذه الأرض التي عرفت أول أبجدية في التاريخ وصدّرت العلم لكل العالم.\nوقد حدت أيضًا من إقامة المحاضرات والندوات التثقيفية بسبب صعوبة الوصول للمراكز الثقافية ولذلك توجهنا للإعلام المرئي والمسموع وكان لنا منذ بداية عام 2014 برنامج فلكي علمي بعنوان "في فلك يسبحون" على فضائية نور الشام يعده ويقدمه الدكتور محمد  العصيري رئيس الجمعية، بالإضافة لفقرة دائمة له في برنامج صباح الخير على الفضائية السورية كل يوم أربعاء الساعة 10.30 صباحًا، إضافةً لمجموعة من اللقاءات التوعوية التي يقدمها أعضاء الجمعية على القنوات الرسمية الأخرى كالتربوية السورية والإخبارية السورية ونشر المقالات العلمية في عدد من الجرائد  والمجلات  العلمية مثل مجلة ارتقاء التي تصدرها جامعة بلاد الشام.\nبالنسبة لإنجازاتنا خلال سنوات الأزمة تحدثنا عنها أعلاه وكان أهمها مشاركتنا في وضع المناهج الحديثة وتسمية كوكب تدمر وكويكب الطنطاوي وإقامة المرصد الفلكي السوري والعمل مع وزارة الأوقاف في لجنة رصد الأهلة وتحديد مواقيت الصلاة وتقديم البرامج التلفزيونية، والتعاون مع الجامعات والفعاليات العلمية مثل جامعة شام الخاصة وجامعة القلمون والجامعة السورية الخاصة في تنفيذ نشاطات علمية فلكية والمشاركة في عدد من المؤتمرات الدولية والملتقيات العلمية العربية لإثبات وجود سوريا ومكانتها بين الدول وقدرتها على مواصلة مسيرة العلم وبناء الأجيال، على الرغم مما تمر به من أحداث.\nأما بالنسبة لتطلعاتنا المستقبلية، فهي مثل تطلعات أي شخص أو جهة أو فعالية اجتماعية تحب هذا البلد وهدفها بناء الإنسان والوطن.. هدفنا من البداية استعادة أمجادنا في علم الفلك وإثبات وجود سوريا وقدرتها الدائمة على الولادة والخصوبة والعطاء على الرغم من كل شيء تتعرض له، ولكن وكما يقول المثل "يد واحدة لا تصفق" فنحن بحاجة لدعمٍ من الجهات المسؤولة والمعنية للتأكيد على أهمية علوم الفضاء والفلك وتدريسها في جامعتنا لدحض الأفكار المشوهة التي تستخف بعقول شبابنا وتزرع فيه خرافة التنجيم والأبراج وقراءة الكف وعلم الغيب."\nلمع اسم وكالة الفضاء الإماراتية مؤخرًا فهل هناك أفكار أو خطط للتعاون معها؟\nنحن نقوم دائمًا بالتنسيق والتواصل مع كافة الجهات الرسمية العربية والعالمية فيما يطور عَملنا ويزودنا بالمعلومات ويعزز من مكانة الجمعية الفلكية السورية في كافة المحافل العلمية العربية والعالمية، لا توجد مشاريع تعاون قائمة بيننا حاليًا ولكن وربما تحمل الأيام سبلًا واسعة من التعاون وعلى مستويات عَمَلية وقيّمة من الناحية العلمية، المستقبل قد يحمل الكثير ودائمًا نرحب بالتعاون مع كل الجهات الحكومية والخاصة في مجال الفضاء والفلك.\nبعض من صور الاحتفال بإطلاق اسم تدمر على الكوكب

الخبر من المصدر