متطوعون يسعون بشغف للحفاظ على الحدائق في المغرب

متطوعون يسعون بشغف للحفاظ على الحدائق في المغرب

منذ 6 سنوات

متطوعون يسعون بشغف للحفاظ على الحدائق في المغرب

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة\nهناك أشخاص يبذلون جهودا واضحة من أجل الحفاظ على أجمل الحدائق في المغرب. الصحفية ليزا فورمان تستكشف بعض هذه الحدائق وتلتقي بعض من يسعون للحفاظ عليها.\nيضم مجمع حديقة ماجوريل في مراكش الجدران الزرقاء البهيجة لمتحف البربر، ومتحف الفن الإسلامي، جنباً إلى جنب مع نبات الصبار النابض بالحياة والذي يقف كأعمدة مقدسة. وتشكل هذه العناصر مجتمعة منظرا يسر العين حقا.\nويعد المجمع الذي يمثل أضخم عمل مكتمل للفنان الفرنسي جاك ماجوريل واحدا من أكثر المواقع التي يقصدها الناس في المغرب، لما له من تاريخ مفعم بالتصاميم التراثية.\nوبعد رحيل ماجوريل بوقت طويل، أُنقذ هذا المجمع في الثمانينيات على يد إيف سان لوران، أشهر مصمم أزياء فرنسي، والذي توفي في 2008، وشريكه بيار بيرجيه، الذي توفي في 2017، قبل افتتاح متحف إيف سان لوران في الجوار بوقت قصير. وقد نُثر رماد جثمان سان لوران في تلك الحديقة.\nوهناك أيضا تصميمات مثيرة للاهتمام أدخلها مصمم الحدائق الأمريكي ماديسون كوكس (الذي يعمل أيضاً رئيساً لمؤسسة حديقة ماجوريل) على هذه الحديقة.\nوحالياً، تتعدد تصاميم الكثير من الحدائق في هذا البلد النابض بالحياة متأثرة على الأرجح بتصميم هذا المكان الفريد في جماله وتصميمه.\nوقضى هيلر ست سنوات في تحويل هذه المساحة الصحراوية إلى حديقة غناء، مستورداً النباتات من شتى أنحاء العالم. وفي وسط المساحات الشاسعة المزروعة بالورود، واثني عشر نوعاً من أشجار النخيل المختلفة، يوجد مركز للفن المعاصر يأمل هيلر في تحويله إلى وجهة رئيسية للفن المعاصر في المغرب.\nوبإمكانك أن ترى أعمالاً لكبار وعظماء الفنانين أمثال كيث هارينغ، وبابلو بيكاسو، منتشرة في أرجاء الحدائق.\nوبحسب موقع الحديقة على الإنترنت، فإنها "واحدة من أهم الحدائق المتخيلة في العالم". ولعل ذلك صحيح، فالمصمم هيلر لا يخشى زراعة ورود في الصحراء، ولا إطلاق العنان لخياله الفني.\nوفي عام 2016، افتتحت حديقة "سر لو جاردن"، مكان قصر سابق بوسط المدينة القديمة. وهي تتسم بطابع أكثر محافظة. ويأتي الزوار إليها من أماكن بعيدة للاستمتاع بالمزيج الرائع من المباني الملونة الجديدة، والحدائق التقليدية المصممة على الطراز الإسلامي.\nوبنيت الحديقة، التي افتتحت أمام الجمهور في الآونة الأخيرة، قبل أكثر من 400 عام، وأعيد بناؤها في أواسط القرن الثامن عشر.\nوتعرض الحديقة الفن المعماري الإسلامي الذي أعيد ترميمه بطريقة غاية في الجمال من خلال إدخال حدائق صغيرة تتكامل مع المباني الموجودة، لتكون مكاناً ترتاح فيه النفوس من صخب المدينة. كما تعد مثالاً تقليدياً للعمارة المغربية.\nوقد أضيف للقصر القائم مجمع يضم بعض المكاتب والمحال التجارية، ويحتوي على عدد من الحدائق أيضا تضم نباتات جُمعت من بقاع الأرض المختلفة، لتشكل الطبيعة الاستكشافية التجريبية لحدائق المغرب العظيمة.\nتعرف مراكش بأنها وردة بين أشجار النخيل، وواحة وسط الصحراء. وقد صممت الحديقة الإسلامية فيها لتقدم راحة نفسية لزوارها، مثل فناء جميل في منزل مغربي تقليدي.\n"تعد الحديقة قطعة من الجنة فعلا. إنها مكان مقدس، وقد بنيت وفقاً لقواعد هندسية صارمة، يفرض فيها النظام الإسلامي نفسه في وجه إنفلات الطبيعة وتقلبها"، كما يقول المنظمون في حديقة "لو جاردن".\nومن الحدائق التي تلاحظها في مراكش أيضا تلك الموجودة في فندق المأمونية، وحدائق أجدال النباتية التي تبلغ مساحتها 400 هكتار.\nوالآن، يعمل عدد من المنظمات الشعبية على ترميم المزيد من الحدائق التي تخدم المجتمعات المختلفة في أرجاء المغرب.\nتقول إنجريد بولار، المصورة والناشطة السويدية في مجال الحفاظ على الحدائق، إن: "المشكلة في المغرب لا تتمثل في إنقاذ الحدائق بل في إنشائها. فهناك بعض الحدائق القديمة التي أنشأها الفرنسيون، وهي في معظمها مناطق فارغة اجتاحتها شركات البناء العقاري".\nوتتطوع بولار مع عدد من المنظمات المغربية، ومنها منظمة "أورانج بلو المغرب" (أو بي أم).\nكما ساهمت في إنشاء منظمة غير حكومية تسمى "التحدي الأخضر"، لتتولى إدارة مشروع زراعي داخل حديقة "ابن العوام"، التي انشئت عام 2014 في منطقة سيدي مؤمن بالدار البيضاء.\nتقول بولار: "بعض مجمعات المنطقة هي أراض جرداء، تتكدس قربها القمامة، ولذا قررت 'أورانج بلو المغرب' أن تنشئ حديقة هناك. وفي ربيع 2015، قمت بتنسيق وجمع تشكيلة من الأشجار من خلال منشورات بموقع فيسبوك".\nوتضيف: "الناس متعطشون لمساحات خضراء وحدائق جميلة. فالدار البيضاء تزداد ازدحاماً، وهناك مبان تقام في كل مكان. ويشعر الناس بالاختناق من قلة الحدائق والأشجار".\nوتتابع قائلة: "وهكذا قرأ كثير من الناس منشوراتنا على فيسبوك، وذهبوا إلى مشاتلهم المفضلة واختاروا أشجار فاكهة أو نباتات يحبونها. وهم أناس من الدار البيضاء، وكذلك أصدقاء لي في ألمانيا يرغبون في التبرع بأشجار للحديقة. ومن ثم أحضرنا الأشجار إلى تلك الأرض الجرداء وزرعناها. واليوم لدينا بعض الأشجار الباسقة التي تبدو في الربيع غاية في الجمال".\nوتبدي بولار ملاحظة فتقول: "لا توجد جماعة واحدة تقوم بتجميع المنظمات غير الحكومية الصغيرة (المهتمة بالحدائق) حالياً في المغرب".\nومن الحدائق الأخرى التي أنقذها المتحمسون المحليون "الحدائق العجيبة" في مدينة بوقنادل.\nوتقول بولار عنها: "ليست مشهورة كثيراً، لكنها حديقة كبيرة وكثيفة، بأشجارها الطويلة. وقد انشئت في عام 1951 على يد مهندس فرنسي، واستغرق إنجازها 10 سنوات. وفي وقت ما، كانت مهملة بشكل شبه كامل، لكن أعيد افتتاحها عام 2005. وفي عام 2011 نظمت جولات تربوية لأطفال المدارس فيها".\nترعرعت بولار في السويد محاطة بالأشجار، وهي تكن الآن تقديراً وحباً كبيرين للطبيعة يمتدان لما هو أبعد من مجرد تصميم الحدائق.\nوتستذكر قائلة: "عندما جاءت منظمة 'أو بي أم' إلى الدار البيضاء للقيام بزراعة مستديمة، وبدأت العمل في المكبات القديمة المحيطة بالمدينة لزراعتها، كنت سعيدة للغاية بالمساهمة في جهود ذلك الفريق المتحمس للطبيعة، والذي يضم محبين للأشجار مثلي".\nوتضيف: "كان علينا في البداية أن نزيل القمامة، ونسوي الأرض. ومن ثم جاء وقت خلق مساحة خضراء وجمع الأشجار من أجلها. لقد أدركنا كم كان الناس في المدن متعطشين للطبيعة، وهو ما حفزنا أكثر لزراعة تلك الأشجار".\nوتتابع بالقول: "ومنذ ذلك الوقت، نظمنا عشرات ورش العمل والأنشطة، بينما كانت الحديقة تنمو على مهل".\nيمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Culture .

الخبر من المصدر