هل ستسقط المظاهرات النظام الإيراني؟

هل ستسقط المظاهرات النظام الإيراني؟

منذ 6 سنوات

هل ستسقط المظاهرات النظام الإيراني؟

في الأيام الأخيرة من العام الماضي نظم العديد من الإيرانيين في مدينة مشهد شمالي شرق إيران، تظاهرات للاحتجاج على الأوضاع المعيشية.\nسرعان ما خرجت المظاهرات عن السيطرة وانتشرت في جميع أنحاء البلاد، والتي وصلت للعالم الخارجي عن طريق القنوات الفضائية، ومواقع التواصل الاجتماعي.\nوأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن هذه المظاهرات أعطت أملًا للعديد من الدولة المنتقدة لإيران، باحتمالية تغيير النظام في إيران.\nشوارع المدن الإيرانية شهدت تطور الهتاف من الاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد، إلى الهتاف بسقوط النظام الملالي.\nإلا أن العديد من المراقبين يرون أن تلك المظاهرات التي يقودها المهمشون والفقراء في المدن البعيدة عن العاصمة طهران من الممكن أن تدفع النظام الإيراني للسقوط.\nوتقول الصحيفة البريطانية، إنه بالتأكيد هناك تمزق خطير داخل المشهد السياسي الإيراني، حيث تم عبور العديد من الخطوط الحمراء في الدولة البالغة من العمر 39 عامًا.\nفالصراع السياسي في إيران، غالبًا ما يكون معقدًا بالنضال من أجل السياسة الثقافية للبلاد، والتي تعد عاملًا رئيسيا في السيطرة على الحياة الاجتماعية.\nالرئيس الإيراني حسن روحاني ورث تركة اقتصادية مريعة، من الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، حيث وصل معدل التضخم إلى البلاد إلى 40%، وعملة متهاوية، وانفجار في البطالة.\nنجح روحاني في تحقيق عدد من الإصلاحات الاقتصادية، حيث خفض نسبة التضخم لأقل من 10%، ووقع الاتفاق النووي مع القوى العالمية، الذي ساعد في تحقيق المزيد من الإصلاحات الاقتصادية.\nوعلى جانب الحقوق الاجتماعية، عمل روحاني على تقليل تدخل الدولة في الحياة الخاصة لمواطنيها، وشهد عهده انخفاضا هائلا في حالات الإعدام.\nكل هذه الإصلاحات التي قدمها روحاني لم تشفع له فى تخفيض الدعم المقدم للمواطنين في الميزانية الأخيرة، وتنفيذ سياسة ضريبية صارمة، القرارات التي تسببت في اندلاع التظاهرات.\nوأضافت "الجارديان" أن الشعلة التي تسببت في إسقاط حكم أسرة بهلوي عام 1978 كانت أبسط من تلك التي اندلعت في إيران خلال الفترة الماضية.\nحيث تسبب مقال نُشِر في صحيفة إيرانية، يهاجم الإمام الخميني، ويوجه له العديد من الإهانات، في خروج مظاهرات معارضة للشاه، أسفرت عن مقتل 70 شخصا، وكانت نواة الثورة الإسلامية.\nإلا أن هناك اختلافا في السياق السياسي بين ما حدث عام 1978 وما يحدث الآن في إيران.\nفالشاه محمد رضا بهلوي كان مستبدا عتيق الطراز، فلم يكن مجرد حاكم لدولة الحزب الواحد، ولكنه لعب دور المُنظر الرئيسي للحياة اليومية للشعب.\nأما المشهد السياسي الفوضوي والصاخب في إيران الأيام الحالية، فلا يحمل أي تشابه مع الصمت المطبق في المشهد السياسي الذي سبق الثورة الإيرانية عام 1978.\nفالعلاقة بين العناصر الممثلة لجماعات المصالح في الساحة السياسية الإيرانية المتمثلة في الإصلاحيين والمحافظين، غالبًا ما تشهد الكثير من الخلافات، وأحيانًا تقاربا في المصالح.\nكما أن الانتخابات تقام بشكل منتظم في إيران، وتشهد منافسات حامية الوطيس، ومشاركة واسعة من الجمهور، على الرغم من الانتقادات والتشكيك في نزاهتها.\nفالجمهورية الإسلامية قد تبدو هشة من الخارج، ولكنها تمكنت من الانتقال بنجاح من حالة الثورة إلى حالة الاستقرار، كما تمكنت من خوض حرب مع العراق ضد زعيمها الأقوى صدام حسين، وتمكنت من النجاة على الرغم من الضغوطات الأمريكية على مر عقود.

الخبر من المصدر