كيف أخفقت تقديرات الاستخبارات الأمريكية لكوريا الشمالية؟

كيف أخفقت تقديرات الاستخبارات الأمريكية لكوريا الشمالية؟

منذ 6 سنوات

كيف أخفقت تقديرات الاستخبارات الأمريكية لكوريا الشمالية؟

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية أخفقت في التعامل مع كافة الأمور المتعلقة بتطوير كوريا الشمالية لسلاحها النووي، وأساءت التوقعات ما جعل واشنطن الآن في موقف لا تُحسد عليه.\nوذكرت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني السبت، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية أخبرت إدارة دونالد ترامب بعد توليه الرئاسة، أنه بالرغم من أن كوريا الشمالية تمكنت من بناء قنبلة نووية، إلا أن هناك وقت كافٍ لإبطاء أو وقف تطوير صاروخها النووي القادر على ضرب مدينة أمريكية.\nوقالت التقارير الاستخباراتية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يواجه العديد من المشاكل التي تسمح للإدارة الأمريكية الجديدة بتحديد الوقت المناسب لإجراء مفاوضات مع بيونجيانج، أو اتخاذ بعض التدابير الوقائية.\nورجح أحد المسؤولين الاستخباراتيين الأمريكيين أن كيم جونج أون لن يتمكن من شن هجوم صاروخي على الولايات المتحدة حتى عام 2020، أو ربما عام 2022.\nوفي المقابل، أوضحت الصحيفة أن جونج أون اختبر صاروخّا متوسط المدى عام 2016، وأجرى خمس تجارب نووية تحت الأرض، وتمكن من تطوير سلاحه النووي على مدار الأعوام الماضي، وأصبح لديه الآن قنبلة هيدروجينية وهي أحد أقوى الأسلحة على وجه الأرض.\nوخلال أشهر، ترى الصحيفة أن تأكيدات الاستخبارات الأمريكية أصبحت دون جدوى وليس لها قيمة، مقابل ما تمكنت بيونجيانج من فعله فيما يتعلق بسلاحها النووي.\nوقالت نيويورك تايمز إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية توقعت أن تأتي هذه اللحظة في نهاية المطاف، وعلى مدار العقود الماضية، توقعوا أن تتمكن كوريا الشمالية من تطوير برنامجها النووي، وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن كوريا إن عدم تمكنهم من التنبؤ بخطوات بيونجيانج المتعلقة بترسانتها النووي، تعد من أكبر اخفاقات المخابرات الأمريكية.\nوأكد مسؤول بارز في الاستخبارات، في حوار عام 2012، أن واشنطن بدأت تحقيقًا دقيقًا للتوصل إلى المزيد من المعلومات المتعلقة بالبرنامج النووي الكوري الشمالي، إلا أنهم توصلوا إلى بعض الافتراضات علموا فيما بعد أنها غير صحيحة، أبرزها تحديد الفترة التي تستطيع فيها بوينجيانج تطوير سلاحها النووي، واستخفافهم بإمكانيات وقدرات الزعيم الكوري الشمالي، وحتى نهاية عام 2013.\nتقول الصحيفة إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية غيرت وجهة نظرها تماما تجاه الزعيم الكوري الشمالي، لاسيما وأنه في هذه الفترة تمكن من اقصاء منافسيه، واحكام قبضته على البلاد، وتطوير البرنامج النووي بشكل واضح وملحوظ.\nوذكرت الصحيفة أن أوباما حذّر ترامب خلال الفترة الانتقالية من امكانيات كوريا الشمالية، وأكد له أنها تعد خطيرا كبيرا على أمن البلاد.\nومنذ طلع الالفينيات، أعلنت مجلس الاستخبارات الوطني أن كوريا الشمالية تعمل على تطوير ترسانتها النووية، وأنها ربما تستطيع شن هجوما على المدن الأمريكية بحلول عام 2015.\nوبعد أربعة أعوام، عندما كانت الولايات المتحدة منخرطة في حربها بالعراق، أعلنت الاستخبارات أن كوريا الشمالية ربما تستطيع تطوير أسلحتها النووية عقب 15 عامًا، أي بحلول عام 2019.\nوفي تلك الأثناء، عمل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأبن على عرقلة الجهود الكورية الشمالية لتطوير سلاحها النووي، وحاول منع بعض السفن التي تحمل مواد تساعد على اتمام العملية إلى بيونجيانج، إلا أن الاستخبارات ركزت جهودها على مكافحة الإرهاب، وصبّت اهتمامها على الشرق الأوسط للحفاظ على سلامة وأمن القوات في المنطقة.\nوتفاجئت الولايات المتحدة عام 2006، عندما أعلمتها الصين بأن كوريا الشمالية أجرت تجربتها النووية الأولى، ثم ذهب رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" إلى البيت الأبيض في العام التالي، ومعه صور تُظهر مفاعلا نوويا قيد الانشاء في سوريا، يشبه الموجود في يونجبيون.\nوأشارت الصحيفة إلى أن الصور التي نشرتها السي آي إيه في النهاية، أظهرت أن كوريا الشمالية تبني مفاعل نووي في سوريا، ولم تتكمن الاستخبارات الأمريكية من اكتشافه رغم أنه يبعد حوالي 100 ميل عن الحدود العراقية.\nما زاد الأمر سرية وجعله أكثر قلقًا، كان فشل الحكومات الأجنبية في توظيف علماء كوريين شماليين للحصول منهم على المعلومات، لأنهم غير مسموح لهم بمغادرة البلاد.\nوبحلول عام 2018، تقول الصحيفة إن هناك الكثير من الخلافات التي تحدث داخل عالم الاستخبارات الأمريكي حول قدرات كوريا الشمالية النووية، فترجح أغلب الوكالات الاستخباراتية أن كوريا الشمالية لديها ترسانة أسلحة تترواح ما بين 20 إلى 30 سلاح نووي، بينما ترى وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع أن عدد الأسلحة قد يتجاوز 50.\nوتركز أجهزة الاستخبارات الأمريكية الآن على التوصل إلى المزيد من المعلومات المتعلقة بتصميم كوريا الشمالية لأسلحة، وبناء رأس نووي، وتقويض جهودها لتحقيق ذلك.

الخبر من المصدر