قبل قرنين من الزمن.. «مصر والسودان» دولة واحدة

قبل قرنين من الزمن.. «مصر والسودان» دولة واحدة

منذ 6 سنوات

قبل قرنين من الزمن.. «مصر والسودان» دولة واحدة

لم تكن لأحلام «محمد على باشا» حدود، فقام باستقطاب عدد كبير من عبيد مناطق جنوب السودان لتعزيز طموحاته الإقليمية، وقديمًا كان تجار الرقيق السودانيون يجلبون العبيد من جنوب السودان في غارات كانوا يقومون بها ويمكن لجيش من الرقيق الاستغناء عن القوات الألبانية والتركية.\nتخلص محمد على باشا، فى أثناء حروبه وفتوحاته العسكرية المتتالية فى بلاد العرب، من معظم الجنود الألبان الذين كانوا عناصر فساد وفتن فى مصر، وفكر فى إرسال حملة إلى السودان للتخلص من بقية الألبانيين، والقضاء على بقية المماليك الذين تحصّنوا فى دنقلة، إلى جانب تدعيم جهود البحث عن الذهب هناك واكتشاف منابع النيل، وتكوين جيش من سكانه، علاوة على بسط نفوذ مصر وتوسيع تجارتها.\nبعدما قضى محمد علي على المماليك عام 1811م في مذبحة القلعة الشهيرة، فرت بقاياهم جنوبًا إلى السودان وأنشأوا لهم مقرًا قرب دنقلا، ومع أنهم لم يشكلوا تهديدًا مباشرًا، إلا أن محمد علي قد أرسل سفارة إلى سلطنة الفونج في سنار طالبًا منهم تطهير المماليك في دنقلا، ولكن لم يكن لسلاطين الفونج ولا لوزرائهم الهمج القدرة والموارد العسكرية للقيام بذلك.\nسافرت حملة عام 1820 مؤلّفة من خمسة آلاف جندى بقيادة إسماعيل باشا، أصغر أبناء محمد على، فطارت المماليك فى طريقها وفتحت بربر، وشندى عام 1821، وأرسل محمد على باشا جيشًا ثانيًا بقيادة إبراهيم باشا أيضًا، فوصل فى زحفه إلى جبل دنكا جنوبًا، ثم مرض فعاد إلى مصر، وأرسل الوالى جيشًا ثالثًا بقيادة صهره محمد بك الدفتردار، فانتقم من ملك شندى الذى أحرق إسماعيل ومن معه غدرًا فى أثناء عودتهم إلى مصر، واستولى على كردفان وبنى مدينة الخرطوم عند ملتقى النيل الأزرق وجعلها قاعدة لحكومة تلك البلاد فى عام 1822.\nإنجازات «محمد على» في السودان\nأخذت الفتوحات المصرية تمتد، وأُسِّست في السودان إدارة مصرية منظّمة اهتمّت بعمارتها وتوفير أسباب الرفاهية والأمن فى ربوعها، وشجع الوالى العلماء الأوربيين على اكتشاف أراضيها وأنهارها وموارد ثرواتها، فكان له فضل السبق، لأن مصر هى التى فتحت طريق أفريقيا نحو العلم والمدنية.

الخبر من المصدر