المحتوى الرئيسى

معارضة غنائية | المصري اليوم

01/06 08:31

عرف تاريخ الشعر العربى المعارضات الشعرية، ومن أشهرها ما كتبه «شوقى» مُعارِضاً بُردة البوصيرى، فبينما كتب الأخير: أمِن تذكّر جيران بذى سَلَمِ.. مزجت دمعاً جرى من مقلة بدمِ، فإن «شوقى» قال فى نهج البردة: ريمٌ على القاع بين البان والعَلَمِ.. أحَلّ سفك دمى فى الأشهر الحرمِ. هناك أيضاً قصيدة «ابن زيدون»، ومطلعها: أضحى التنائى بديلاً من تدانينا.. وناب عن طيب لُقيانا تجافينا. وقد عارضها «شوقى» قائلاً: يا نائح الطلح أشباه عوادينا.. نشجى لواديك أم نأسى لوادينا؟. نعرف أيضاً قصيدة الحصرى القيروانى ومطلعها: يا ليل الصب متى غده.. أقيام الساعة موعده؟، وقد عارضها «شوقى»، فقال: مضناك جفاه مرقده.. وبكاه ورحَّم عُوَّده. غير أن الموهبة الشعرية لم تتوقف عند فطاحل الشعراء الكلاسيكيين الذين كتبوا بالفصحى فقط، لكن فناناً عظيماً، هو أبوالسعود الإبيارى، لم يتردد فى معارضة القصيدة الأخيرة، فقام بمناطحة «القيروانى» و«شوقى» عندما كتب لـ«فيروز» وأنور وجدى: كروان الفن وبلبله.. مش لاقى حدّ يؤكله، وذلك فى محاكاة لأغنية عبدالوهاب الشهيرة، التى تغنى فيها بأبيات من قصيدة «شوقى». لم ينقضّ «الإبيارى» على قصيدة «شوقى» فقط، لكنه دخل على أغنية جميلة كتبها صلاح جاهين لـ«نجاة» من تلحين كمال الطويل، وهى أغنية «بان علىَّ حبه». قال «جاهين»: بان علىَّ حبه من أول ما بان.. ياما كنت بحلم والله بحبه من زمان. كان الحُب حبّة.. بان طرحت محبة. وعيون الحليوة يا عينى بحر من الحنان. رد عليه أبوالسعود الإبيارى بكلمات فكاهية- تغنت بها سعاد مكاوى على نفس اللحن- قائلاً: بان علىَّ حبه من أول نيسان.. ياما كنت بحلم والله اتجوز من زمان. قال لى عنده عزبة.. غير فى البنك حسبة. وأتارى الحليوة بذمة أوسع م الميدان. فى الكوبليه الثانى كتب «جاهين»: من أول ما شُفت عيونه.. أنا قلت الليالى يهونوا. تحميه السما وتصونه. أنا شفت اللى مستنِّينى وعرفت اللى حيهنِّينى من أول ما بان. لكن «الإبيارى» قال: من أول ما شفت عيونه.. أنا سِبْت الغسيل بصابونه. وخايلنى الهنا ومأذونه. ولقيت اللى حايهنِّينى.. خد صيغتى ولطش بطاطينى ولحاف الجيران. وأتارى الحليوة بذمة أوسع م الميدان.

ثم مضى «جاهين»: من خوفى عليه ما بانامشى.. وأفرش له طريقه برمشى. هنّانى وهواه ما رحمشى. ليه لما نادَى لبِّيته.. ليه بين الضلوع خبِّيته من أول ما بان. وعيون الحليوة يا عينى بحر من الحنان. لكن سعاد مكاوى أكملت حكايتها مع الحبيب الحرامى: من خوفى خلاص ما بانامشى علشان يااختى بيه مااحلمشى. ولا أقعد معاه ولا أمشى. وإن شفته راح اخرب بيته.. ويا ويل روميو من جولييته.. حيروح اللومان.. وأتارى الحليوة بذمة أوسع م الميدان.

وتختم «نجاة» بكلمات «جاهين»: شباك الأمل وفتحته والدنيا جناين تحته. يا دموعى خلاص ارتحتو؟. من إمتى يا قلبى فرحنا والدنيا بقت تفرحنا. من أول ما بان. بينما تختم سعاد مكاوى: شباكى النهارده فتحته.. قالوا لى إنه واقف تحته.. لو شفته لكنت فضحته.. لو كنا يا قلبى سألنا عن أصله ما كنا دخلنا وبقينا ف أمان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل