رياض محرز.. محارب الصحراء ذو الجسد النحيل وصاحب معجزة ليستر سيتي

رياض محرز.. محارب الصحراء ذو الجسد النحيل وصاحب معجزة ليستر سيتي

منذ 6 سنوات

رياض محرز.. محارب الصحراء ذو الجسد النحيل وصاحب معجزة ليستر سيتي

«أنت نحيل جدًا لتصبح لاعب كرة قدم»، بهذه الكلمات تم استقبال رياض محرز في صغره، عندما قرر أن يبدأ أولى خطواته فى عالم الساحرة المستديرة، لكن هذا لم يمنع محارب الصحراء من أن يظهر إصرارًا كبيرًا ورغبة شديدة فى أن يعرف طريقه للتألق، ويرد على من شككوا فى قدراته ويصول ويجول في الملاعب الأوروبية.\nبدأ محرز مسيرته في صفوف الفئات العمرية لنادي سارسيل الفرنسي (شمال شرق باريس)، كان سارسيل يصدر النجوم للأندية الفرنسية الكبرى، مثل باريس سان جيرمان ومارسيليا وليون، التى ترسل كشافيها إلى هذه المنطقة لاكتشاف المواهب، وضمها إلى الأكاديميات الخاصة بها، إلا أن محرز لم يلفت نظر أي منها.\nبعدها انضم محرز إلى نادي كيمبر الهاوي عام 2009، وفي العام التالي انتقل إلى لوهافر ليلعب في البداية في الفريق الرديف ضمن الدرجة الثانية، قبل أن تتم ترقيته إلى الفريق الأول، حيث سجل له 6 أهداف، لينضم إلى ليستر سيتي (ناديه الحالي) في يناير 2014.\nمحرز، الذي جاء لليستر مُقابل 350 ألف جنيه إسترليني، لم يكن هو اللاعب الذى ينوى النادى الإنجليزى ضمه، فقد ذهب مندوب ليستر سيتي للتعاقد مع لاعب آخر، ذهب إلى لوهافر لمعاينة لاعب بمواصفات مختلفة تمامًا، ولم يكن على علم بمحرز من الأساس، إلا أنه أعجب بقدراته، وقرر التراجع عن ضم هذا اللاعب، وأصر على التعاقد مع محرز، الذى كان سببًا رئيسيًا في (معجزة ليستر) والتتويج بالبريميرليج في الموسم قبل الماضي (سجل 17 هدفًا وصنع 11)، والتفوق على عمالقة الدوري الإنجليزي، وهو ما وصفته الصحافة البريطانية بصدمة القرن، وبناءً على ذلك توّج بجائزة أفضل لاعب في البريميرليج ليصبح أول لاعب عربي وإفريقي ينال هذا الشرف وثاني لاعب غير أوروبي بعد الأوروجوياني لويس سواريز، ما جعله يفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي في نفس العام.\nيقول محرز: "الجميع كانوا يقولون لي: رياض الدوري الإنجليزي لا يناسبك، فهو يعتمد على اللعب البدني كثيرًا، الأفضل لك الانتقال إلى الدوري الإسباني، إلا أننى جئت إلى إنجلترا، ونجحت، وأتمنى مواصلة مسيرة التألق لأن الأمر ليس سهلًا على الإطلاق فى أكبر دوريات العالم".\nويقول عن "محرز" زميله في الفريق، كاسبر شمايكل: «إنه لاعب مثير جدا، يجعل الجمهور يقف في كل مرة يقوم فيها بحركة فنية رائعة، إنه لاعب مهاري، يجيد المراوغة، وخلق الفرص، إضافة إلى قدرته على التسجيل، إنه لاعب يحلم كل فريق بالحصول على خدماته».\nكما أشاد به، كلاوديو رانييري، المدير الفنى الإيطالى صاحب الإنجاز وقتها: «هذا الموسم يعتبر محرز بالنسبة لنا لاعبًا ساحرًا، لقد أصبح مرجعًا للفريق، وعندما يتعلق الأمر بخلق الفرص نقوم فقط بتمرير الكرة إليه، وهو يقوم بالباقي».\nويرجع محرز الفضل في تألقه إلى والده، أحمد محرز، الذي توفى نتيجة مرضه بالقلب عام (2006)، حيث يقول اللاعب: «وفاة والدي عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري كانت نقطة الانطلاق، لا أدري ما إذا كنت أصبحت أكثر جدية، لكن ما هو أكيد أن الأمور تغيرت كثيرًا بعد رحيله».\nوتابع محرز قائلاً: «كان والدي دائمًا ورائي، وقال إنه يريد مني أن أكون لاعب كرة قدم، كان دائمًا معي، يفيدني بنصائحه، ولعب من قبل لفرق صغيرة في الجزائر وفرنسا، لذلك فهو يعرف ما كان يقوله، لذلك أنا أستمع إليه».\nأما الآن فمحرز رمز للأطفال الصغار، ففي طفولته اعتاد محرز الذهاب إلى مصفف الشعر (نسيم)، وهو جزائري الجنسية أيضًا، ويقول نسيم: «طوال الوقت، يطلب مني الأطفال، بسن الخامسة والسادسة، أن أقص له شعورهم مثل محرز، ويأتي الكثير من الزبائن إلي بسبب رياض يأتون من بلجيكا، ومن كل مكان، أعرف كل قصات شعره، وهو دائما ما يغيرها، ودائمًا ما يقلده الناس، كأنه كريستيانو رونالدو في سارسيل».\n«غيّر محرز فريقه والبلد التي يلعب بها، لكنه لم يغير نظامه اليومي أبدًا، ما زال يلتقي بأصدقائه، ودائمًا ما يزور سارسيل، رياض هو رياض، إنه فتى رائع، أنا سعيد جدًا لأجله، كان أمرًا خارقًا عندما رأيته في الدوري الإنجليزي، يقشعر بدني حين يحرز رياض هدفا. أشعر بحاجة للبكاء عندما أراه يلعب».\nويدافع محرز المولود في فرنسا، الذي يحمل الجنسيتين الجزائرية والمغربية عن ألوان المنتخب الجزائري، لعب 32 مباراة (سجل 8 أهداف وصنع 21)، وخاض في صفوفه أول مباراة دولية في مايو 2014 ضد أرمينيا، وكان ضمن القائمة التي لعبت كأس العالم في البرازيل (2014)، لكن لم يخض سوى مُباراة واحدة، (الجزائر فشلت في التأهل لمونديال روسيا).\nيقول مهدي عبيد، زميل محرز في المنتخب: «رياض جعل الفريق أفضل، فالجميع يعرفون المنتخب الجزائري بسبب رياض، في الجزائر، نحن فخورون للغاية برياض، فليس أمرًا هينًا أن يكون أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، إنه شيء عظيم، الجميع في إفريقيا يحبون رياض، أتذكر أننا ذهبنا إلى إثيوبيا ضمن المنتخب الجزائري، وهناك حظى رياض بتشجيع أكثر من المنتخب بأكمله».

الخبر من المصدر