الأزهر والكنيسة.. الطيب وتواضروس على خطى دراز وسرجيوس - صوت الأمة

الأزهر والكنيسة.. الطيب وتواضروس على خطى دراز وسرجيوس - صوت الأمة

منذ 6 سنوات

الأزهر والكنيسة.. الطيب وتواضروس على خطى دراز وسرجيوس - صوت الأمة

بعد رفض شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ومن بعده البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، لقاء نائب الرئيس الأمريكي ردا على قرار رئيسه دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لأسرائيل، قفزت إلى الأذهان مواقف شيخ الأزهر الراحل محمد عبد اللطيف دراز والقمص سرجيوس الذين القيا خطبا ثورية داخل الأزهر والكنيسة خلال أحداث ثورة 19.\nالمواقف السابقة وما تبعها كشفت عما صنعته وتصنعه المؤسسات الدينية في مصر والعلاقات القوية التي دائما ما تجمع الكنيسة والأزهر في المواقف الوطنية، وهي ما تؤكد الميراث الطويل من العلاقات القوية بينهما طوال تاريخهما .\nالشيخ عبد الطيف والقمص سرجيوس \nشهدت أحداث ثورة 1919 تلاحما قويا بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية بعد أن وحدهما الموقف الوطني في مواجهة المحتل، حيث خطب شيخ الأزهر محمد عبدالطيف دراز في الكنيسة، وقام القمص سرجيوس بإلقاء خطبة في الثوار من داخل الأزهر الشريف.\nكان سرجيوس أشبه بعبد الله النديم نظرا لفصاحته إلى حد جعل سعد زغلول يطلق عليه لقب خطيب مصر أو خطيب الثورة الأول، وقد عاش سرجيوس فى الأزهر لمدة ثلاثة اشهر كاملة يخطب فى المصريين ليل نهار من أعلي المنبر، معلناً أنه مصرى أولاً ومصرى ثانياً ومصرى ثالثاً، وأن الوطن لا يعرف مسلماً ولا قبطياً، بل مجاهدون فقط دون تمييز بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء، وقدم الدليل للحاضرين أمامه من المسلمين والمسيحيين بوقفته أمامهم بعمامته السوداء.\nفي نفس الوقت قام عدد من شيوخ الازهر بإلقاء خطب حماسية من داخل الكنيسة دعوا فيها إلى مقاومة الانجليز والوقوف صفا واحدا في وجه المحتل، وهي المواقف التي اثارت استغراب ودهشة المحتل الذي راي " ولأول مرة " قص يقف علي منير مسجد، يهاجم الانجليز دون أن يعبأ بديانتهم ، في نفس الوقت الذي وقف فيه شيوخ داخل الكنيسة ليخطبوا في وجه الثوار دون تفرقة بين مسلم ومسيحي، وهو ما أدى إلى تخليد اسماءهم في ذاكرة التاريخ وأصبحا رمزا من رموز الوحدة الوطنية في مصر .\nومثلما يتذكر التاريخ القمص سرجيوس، فإنه يتذكر الدور الوطنى للبابا كيرلس الخامس اثناء ثورة 1919، عندما أصدر أوامره للأقباط بالمشاركة بالثورة مع إخوتهم المسلمين ضد الاحتلال الأجنبي، وأمر بفتح الكنائس للشيوخ لإلقاء خطبهم من على منابرها، كما أمر بذهاب الكهنة لإلقاء الخطب فى الأزهر الشريف،رافعا شعار "يحيا الهلال مع الصليب " .راز\nكيرلس ومشايخ الأزهر والثورة العرابية\nمشهد الوحدة بين الأزهر والكنيسة  تكرر في أحداث الثورة العرابية، عندما أصدر السلطان العثماني إعلانًا بعصيان الزعيم أحمد عرابي وخروجه على طاعة السلطان، ووضع الأزهر والكنيسة بقيادة مشايخ الازهر والبابا كيرلس وكل المصريين أيديهم في يد عرابي ضد الجيش الإنجليزي القادم لاحتلال مصر بحجة حماية الخديوي، وهنا لم يهتم البابا كيرلس بديانة الإنجليز، بل اعتبرهم غزاة لوطنه مصر ، ونادى أبناءه بالتوحد خلف عرابى ومقاومة الغزاة الإنجليز.\nالأزهر والكنيسة والتحرر الوطني في عهد عبدالناصر\nوفى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، سجل التاريخ الدور الذى لعبه الأزهر والكنيسة في افريقيا، خاصة في فترات التحرر الوطني التي قادتها مصر في افريقيا وأسيا، حيث قام الأزهر سواء من خلال البعثات التعليمية للأزهر وكذا الكنائس التابعة للكنيسة المصرية فى أفريقيا  بدور وطني خاصة في أثيوبيا في ظل العلاقة القوية التى نشأت بين البابا كيرلس السادس وإمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسى فى ذلك الوقت.\nطنطاوي وشنودة ورفض زيارة القدس\nومرت العلاقة بين الأزهر والكنيسة، بمرحلة تاريخية فى السبعينيات، وتطورت هذه العلاقة إلي الحد الذي أعلن فيه البابا شنودة  الثالث عدم زيارة القدس إلا ويده فى يد شيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي، ليضربا المثل فى الوحدة الوطنية بل العربية أيضًا، على الرغم من أن هذا الموقف قد جلب عليه متاعب كثيرة داخليًا وخارجياً، حيث جمعته علاقة صداقة قوية مع شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى وكانت علاقتهما خير مثالا للصداقة الحقيقية بين رجلين تربعا على قمة مؤسستي الأزهر والكنيسة، مما جعل البعض يؤكد أن علاقة الرجلين تشبه احتضان الهلال والصليب، حتى أنه عندما توفى الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق عام 2010، أقام البابا مؤتمرًا صحفياً كبيرًا نعى فيه صديقه العزيز، وظهر التأثر واضحًا على البابا فى مشهد يدل على عمق الصداقة بينهما.\nكانت للمواقف الوطنية، للبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية السابق، أثرًا طيبًا فى نفوس الكثير من مشايخ الأزهر، جعلته يرتبط بالعديد منهم بعلاقات طيبة أبرزهم الشيخ متولى الشعراوي التى كانت مقابلتهم الشهيرة حديثًا للجميع لما اتسمت به من ود ومحبة، والدكتور حمدى زقزوق، وكذلك الدكتور على السمان.\n بعد ثورة 25 يناير برز الدور الوطني للمؤسستين مما جعلهما مستهدفين من الجماعات المتطرفة الذين عملوا علي القضاء على الدور الوطنى لهما عن طريق الوقيعة بين المؤسستين، وهو ما ظهر في تعرض الموسستين لاعتداءات كثيرة علاوة علي مهاجمة رموز الأزهر والكنيسة من قبل الجماعات الإرهابية ، إلا ان هذا الهجوم لم يمنعهما من تبني المواقف الوطنية في كل الأحداث التي مرت بها مصر .\nعلى خطى الطيب.. البابا تواضروس يرفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكي\nقرار نقل السفارة الامريكية للقدس

الخبر من المصدر